متخصصون يدعون إلى تجنب التعامل مع الإبل للوقاية من «كورونا»

حظر استيراد الجمال الحية عبر منافذ الدولة

الحظر تدبير احترازي لمنع تسرب الأمراض الوبائية والمعدية إلى الدولة. تصوير: أحمد عرديتي

قررت وزارة البيئة والمياه، أمس، وقف استيراد الجمال الحية عبر منافذ الدولة كافة «للعلاقة المحتملة للجمال بنقل فيروس كورونا للإنسان، وذلك تدبيراً احترازياً لمنع تسرب الأمراض الوبائية والمعدية إلى الدولة»، وذلك في أعقاب صدور تحذيرات من منظمات صحية دولية، تفيد بأن «الإبل حاضنة لفيروس كورونا، المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية».

ودعت مصادر طبية في الدولة المواطنين والمقيمين إلى اتخاذ الحيطة والحذر في التعامل مع الإبل، والالتزام باستخدام وسائل الوقاية من العدوى عند دخول حظائر الجمال، وتعقيم الأدوات المستخدمة في حلب وذبح الإبل.

وتفصيلاً، أعلنت الوزارة، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، صدور قرار بوقف استيراد الجمال الحية مؤقتاً.

وعزا متخصصون هذا الإجراء إلى العلاقة المحتملة بين الجمال وعدوى فيروس كورونا، الذي أصاب عدداً كبيراً من المرضى في دول عدة، خصوصاً السعودية.

وأعلنت المملكة الأربعاء الماضي أن أبحاثها خلصت إلى أن الإبل هي أحد مصادر الإصابة بالفيروس.

وقال وزير الصحة السعودي، عادل فقيه، في مؤتمر صحافي، إن وفداً من منظمة الصحة وخبراء دوليين زار المملكة، ونصح بالابتعاد عن لحوم الجمال وحليبها، لتجنب الإصابة بالمرض.

وقال اختصاصي طب الأسرة في دبي، الدكتور منصور أنور، لـ«الإمارات اليوم» إن حظر استيراد الجمال الحية، يعد تدبيراً احترازياً مهماً للحد من الإصابة بـ«كورونا» في الدولة.

وأضاف أن «كثيراً من المواطنين والمقيمين يتعاملون مع الإبل في الدولة، وعلى هؤلاء اتخاذ تدابير عدة للوقاية من الفيروس، منها ارتداء الكمامات على الأنف، واستخدام القفازات أثناء الحلب والذبح».

وتابع أنور: «على مربي الإبل أن يعتمدوا على الأدوات ذات الاستخدام الواحد أثناء تعاملهم من الجمال، ويتخلصوا منها فور خروجهم من الحظائر، ولابد من غسل اليدين جيداً فور إنهاء تعاملهم مع الإبل».

وأكمل: «يحظر كلياً النوم في مناطق تجمع الإبل، ولمس الوجه باليدين بعد التعامل معها، ولابد من تعقيم الأدوات التي تستخدم في تربية الجمال يومياً».

من جانبه، حذر خبير مكافحة الفيروسات، الدكتور وليد يوسف، من «وجود الأطفال والحوامل في مناطق تجمع الإبل، بسبب ضعف مناعتهم، ما يجعلهم فريسة سهلة للإصابة بالفيروسات».

وأضاف: «يحظر على المصابين بالأمراض المزمنة، مثل مرضى القلب والسكري وضغط الدم والفشل الكلوي، الاقتراب من الجمال، لأنهم أكثر عرضة للعدوى بالفيروس، بسبب ضعف مناعتهم»، مشيراً الى أن «أكثر الفترات خطورة هي فترات توليد النوق، التي تتسبب في وجود كميات كبيرة من الفيروسات في المنطقة المحيطة بالناقة».

وشدد يوسف على أن مربي الإبل ملزمون بتعقيم حظائر الإبل، واستخدام مواد التعقيم القوية في غسل أيديهم، لقتل الفيروسات، لافتاً الى وجود تقنية «مايكروسيف» التي أجازتها منظمة مكافحة العدوى في الولايات المتحدة الأميركية، وثبت أنها تقضي على فيروس كورونا والفيروسات التي تعلق بالأدوات التي يتعامل معها البشر.

وذكر أن «مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف طبقت هذه التقنية لتعقيم سياراتها، والقضاء على الفيروسات الخطرة، ما يحمي المسعفين من انتقال تلك الفيروسات اليهم».

وكانت دراسة أجرتها شعبة الأمراض المُعدية في كلية الطب في جامعة الملك عبدالعزيز بالسعودية ربطت بين إصابة البشر بكورونا وتعاملهم مع الإبل، موضحة أنه «بعد عزل فيروس كورونا من مصاب توفي في مستشفى سعودي، ومن جمل كان يملكه، وجد الباحثون تطابقًا تاماً بين الفيروسين، ما يعزز الرأي بأن الإبل هي الحاضنة التي تنقل فيروس كورونا إلى الإنسان».

ونصحت الدراسة التي نشرت على الموقع الإلكتروني للكلية بالابتعاد عن أماكن تجمع الابل، وعدم التعامل معها إلا في حال الضرورة.

تويتر