طورتها مؤسسات حكومية وخاصة لتمكينهم من التعبير عن أنفسهم

برامج إلكترونية لقياس مهارات الباحثين عن عمل

معرض الوظائف اعتمد استراتيجية تخاطب الشباب وحديثي التخرج. تصوير: تشاندرا بالان

طورت مؤسسات حكومية وخاصة برامج إلكترونية لتطوير مهارات المواطنين الباحثين عن عمل، تتضمن اختبارات لقياس السلوك، والتحفيز على التفكير والنقد الذاتي، لتمكينهم من التعبير عن أنفسهم بوضوح خلال المقابلات الوظيفية. وتساعد البرامج على اكتشاف المستوى المهاري الذي يتمتع به المواطن، ومستوى طموحه، والخطط التي وضعها لنفسه من خلال خضوعه للاختبار المهني والشخصي.

ويستطيع المتقدم للحصول على فرصة عمل، سواء كان خريجاً جديداً أو طالباً جامعياً، الحصول على نتائج الاختبار، والتسجيل في برامج تدريبية متخصصة بهدف رفع قدراته المهارية، أو الانضمام إلى ورش عمل متخصصة في المبيعات، وخدمة العملاء، ومراكز الاتصال، ما يساعده على تطوير قدراته وصقل مهاراته.

يأتي ذلك في وقت خصصت جهات حكومية وخاصة موازنات سنوية لرفع القدرات المهنية للمواطنين الشباب من الراغبين في الحصول على فرص عمل جديدة، أو الباحثين عن وسائل للتطور الوظيفي، فيما أعلنت مؤسسات خلال مشاركتها في فعاليات معرض التوظيف 2014، أنها تعمل على الحيلولة دون تسرب موظفين مواطنين من العمل.

وتفصيلاً، أفاد مدير عام «جمارك دبي»، أحمد محبوب مصبح، بأن «الجمارك استعانت ببرنامج إلكتروني متخصص يقدم اختباراً للقياس السلوكي للمتقدمين للحصول على فرصة عمل، فيما يستطيع البرنامج الوصول إلى المستوى المهاري الذي يتمتع به المواطن، وتالياً ترشيحه من خلال النتائج للوظيفة المناسبة».

وأضاف أنه «حسب نتائج الاختبار السلوكي، يتم توزيع المواطن المرشح للوظيفة إلى الإدارة المناسبة لقدراته، مثل الشؤون المالية والمحاسبية، أو الاتصال الجماهيري، أو النواحي الفنية، وعمليات التفتيش، وغيرها.

وتابع أن «جمارك دبي» أجرت حتى اليوم الثاني من مشاركتها في معرض الوظائف 25 مقابلة مع مواطنين باحثين عن عمل، خضعوا للاختبار السلوكي نفسه، معتبراً أن «الاختبار يمثل أداة محايدة لإبراز قدرات المتقدم للوظيفة، إذ يرصد ويحلل نقاطاً سلوكية معينة، من خلال إجابات المرشح للوظيفة، غالباً ما تتركز في أمور تتعلق بالقدرة على تحليل المعلومات، ودقة الملاحظة للبيانات والأرقام».

وقالت مسؤول علاقات التوطين، لدى «مجموعة الفطيم»، مكية عبدالله، إن «المؤسسة تنفذ ورش عمل لقياس المستوى المهني والشخصي للباحثين عن عمل، أهمها في قطاع السيارات، ويخضع لها مواطنون خريجون أو طلبة جامعات، للاطلاع على أعمال القطاعات التي تضطلع المجموعة بالعمل فيها، في حين تمنحهم الخبرة الكافية والمهارات التي يحتاجون إليها».

وأضافت أن «البرامج تستطيع التوصل إلى المهارات التي يحتاج إليها المواطن للتقدم إلى وظيفة معينة، بما يتناسب وميولهم الشخصية، أو المجالات التي يمكن أن يدرسوا فيها، فيما وضعت المجموعة ثمانية برامج تدريبية للخريجين والطلبة في المبيعات، وخدمة العملاء، ومركز الاتصال، وغيرها، التي تساعد الباحثين عن عمل على تطوير قدراتهم، ومتابعتهم شهرياً لقياس مدى التطور وحاجتهم إلى زيادة فترة التدريب».

وأشارت إلى أن «مجموعة الفطيم خصصت برامج أخرى لحملة الشهادات العليا، يتم من خلالها تدريب مواطنين شباب على بعض المهارات الفنية المتخصصة، ويتم تنفيذها على مدار 20 شهراً، ضمن برنامج «انطلاق»، ومن ثم تخريجهم مديرين في مواقع وظيفية تناسب مهاراتهم وخبراتهم التراكمية».

 

اختبارات «ليغو»

وقالت مؤسسة شركة «جو - جلوكل» الخاصة للتدريب، طريفة الزعابي، إن «الشركة قدمت برنامجاً لتطوير مهارات الباحثين عن عمل، يحفزهم على التفكير والنقد الذاتي من خلال إعطائهم الفرصة لتشكيل مجسمات خاصة بقطع الليغو، وشرح الهدف من وجود كل قطعة في المجسم»، موضحة «أنهم يستطيعون التعبير عن أنفسهم بهذه الطريقة بوضوح أكبر مما يمكنهم فعله خلال المقابلات الوظيفية التقليدية».

وأشارت إلى أنه «يمكن معرفة مستوى مهارات الباحثين عن عمل، ومستوى طموحهم، والخطط التي وضعوها لأنفسهم من خلال المجسمات التي يبتكرونها، وتستطيع الجهات والشركات الحكومية تطوير مهارات الباحثين عن عمل بعد رؤية أعمالهم في تشكيل المجسمات، ومعرفة النقاط التي يمكن تطويرها لديهم».

وتابعت الزعابي، أن «الباحث عن عمل يبحث بين 365 قطعة أمامه من الليغو، ويعيد تشكيلها وفق رؤيته الخاصة، ومن ثم يشرح ماهية استخدامه القطع التي تمثل طموحه للمستقبل، وتفكيره الإيجابي، والدعم الذي يحصل عليه، والمزايا الأخرى التي يراها في نفسه، ومن ثم يتم تقييمهم وفقاً للمجسمات التي شكلوها خلال المعرض».

وأضافت أن جهات خاصة وحكومية تستخدم اختبارات الليغو خلال المقابلات الوظيفية لمعرفة نقاط الضعف والقوة عند الباحث عن عمل، ومعرفة طموحاته الوظيفية، ومستوى قدرته على التفكير، ومساعدته في تطوير هذه الجوانب ليشغل الوظيفة المناسبة له، أو تقييم الموظف في موقع عمله، ومعرفة إمكاناته، لتطوير مهاراته وفق المسار المهني الذي وضعه لنفسه.

وذكرت المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمرأة، شمسة صالح، أن المؤسسة اعتمدت خطة لبناء القدرات المعرفية لموظفاتها من خلال إرسالهن في بعثات خارجية إلى دول أوروبية، تسمى بعثات التبادل المعرفي والثقافي، واستقبال وفود من تلك الدول كذلك».

وأضافت أنه «تم إرسال 12 موظفة من المؤسسة إلى السويد، واستقبال 12 موظفة سويدية في الدولة، فيما يتعين على الوفد المبتعث كتابة تقرير مفصل عن الآليات والوسائل المتبعة في الإدارة والتنمية، وبناء القدرات في الدولة التي بعث إليها».

وتشير إحصائية حديثة صادرة عن وزارة الاقتصاد، إلى وجود ما يقرب من 22 ألف مواطن يعملون حالياً في شركات القطاع الخاص، وهو ما يمثل 9.7% من إجمالي القوة العاملة الإماراتية، التي تصل تقريباً إلى 225 ألفاً. كما تظهر الإحصاءات أن 65% من المواطنين الباحثين عن عمل تحت سن 25 عاماً، الأمر الذي دفع معرض الإمارات للوظائف لاعتماد استراتيجية تخاطب هذه الشريحة من الشباب الإماراتي، وحديثي التخرج.

تويتر