تسبّبت في وقوع حوادث وازدحامات مرورية

الأمطار تغمر مساكن مـواطنين في رأس الخيمة وخورفكـان

صورة

شهدت الدولة أمس وأول من أمس، هطول أمطار غزيرة على معظم المناطق، وسقوط حبات البرد أحياناً.

كما انخفضت درجات الحرارة وتدنى مستوى الرؤية الأفقية، ما تسبب في وقوع حوادث بمناطق مختلفة، وحدوث اختناقات مرورية. وغمرت مياه الأمطار مساكن مواطنين في رأس الخيمة وخورفكان، وتسببت في توقف إشارات مرورية في القصيص.

وعزا المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل عدم الاستقرار الجوي الذي تتعرض له الدولة إلى امتداد منخفض جوي سطحي (منخفض البحر الأحمر)، مصحوباً بامتداد كتلة هوائية باردة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، ما أدى إلى سقوط أمطار رافقها نشاط للرياح الشمالية الغربية على معظم المناطق.

وتفصيلاً، قال مدير إدارة غرفة القيادة والسيطرة في شرطة دبي العميد عمر عبدالعزيز الشامسي، إن حادثاً بليغاً سجل عقب سقوط الأمطار، وتحديداً في الواحدة والنصف من صباح أمس، أدى إلى احتراق مركبة وإصابة سائقها المواطن بإصابات بليغة، فيما ورد بلاغ عن انزلاق سيارة في وادٍ على الحدود العمانية بالقرب من حتا، وتم التوصل إلى السيارة الجمعة، بينما عثر على جثتين لرجل وامرأة في اليوم التالي، لافتاً إلى أن السلطات العمانية تحقق في الحادث، لأنه وقع في حدود السلطنة.

وتسببت الأمطار وعاصفة شديدة استمرت نحو خمس دقائق في توقف إشارات ضوئية عن العمل في منطقة القصيص، ونزع لوحات إعلانية على شارع الخيل، ما أدى إلى حدوث ازدحام مروري.

وذكر الشامسي أن شرطة دبي ركزت على الجانب الوقائي في التعامل مع تقلبات الطقس وسقوط الأمطار، فحرصت على التواصل المباشر مع الجمهور من خلال الوسائط المختلفة، خصوصاً عبر صفحتها على «تويتر».

وأوضح الشامسي، أن إجمالي الاتصالات التي تلقتها غرفة القيادة والسيطرة بالإدارة العامة للعمليات بلغ 2020 مكالمة خلال فترة هطول الأمطار من التاسعة حتى الـ12 من مساء الجمعة، وشملت الاتصالات المعتادة التي لا ترتبط بالأمطار والرياح القوية.

الطقس مغبر وغائم جزئياً

توقع المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، أن يكون الطقس اليوم مغبراً وغائماً جزئياً بوجه عام، فيما تكون الرياح معتدلة إلى نشطة السرعة، وقوية أحياناً، خصوصاً فوق البحر، مثيرة للغبار والأتربة على المناطق المكشوفة، ما يتسبب في تدني مدى الرؤية الأفقية، فيما تزداد الرطوبة النسبية في ساعات الليل والصباح الباكر على بعض المناطق الداخلية والساحلية، خصوصاً غرباً.

وأشار إلى أن الطقس المتوقع غداً سيكون غائماً جزئياً بوجه عام، والرياح معتدلة إلى نشطة السرعة وقوية أحياناً، مثيرة للغبار والأتربة على المناطق المكشوفة، ما يؤدي إلى تدني مدى الرؤية الافقية، فيما يكون البحر مضطرباً في الخليج العربي وبحر عمان، ويصبح متوسط الموج مع آخر الليل، وتزداد الرطوبة النسبية في ساعات الليل والصباح الباكر على بعض المناطق الداخلية والساحلية، مع فرصة لتشكل الضباب.

وحذر المركز من ارتياد البحر في الخليج العربي وبحر عمان، نظراً لاضطرابهما اعتباراً من الليلة حتى مساء غد. كما حذر من تشكل الضباب على الطرق، مطالباً السائقين باتخاذ أقصى درجات الحذر.

وفي رأس الخيمة، تضررت مركبات من المياه، ونفذت الأمطار إلى منازل في المناطق القريبة من وادي حقيل، بعد فيضان الوادي صباح أمس، مخلفة أضراراً فيها. كما تسببت في إغلاق طريق وادي البيح. واضطر مواطنون إلى ترك منازلهم في شمل وخزام والنخيل ووادي الكوب وأذن، بعدما غمرتها المياه. كما أدى تساقط الأمطار إلى قطع الكهرباء عن بعض مناطق الإمارة، وإغلاق كثير من الطرقات (يمكن مشاهدة فيديو في الموقع الإلكتروني للصحيفة يظهر دخول مياه الأمطار إلى منازل مواطنين في منطقة شمل).

وكانت منازل مواطنين في منطقة شمل تضررت في نوفمبر الماضي، نتيجة فيضان وادي حقيل، فبادرت وزارة الأشغال العامة إلى تغيير مسار الوادي لمنع وصول المياه إلى المنازل، ووضعت سواتر ترابية على جانبي الوادي لتفادي فيضانه.

وقال المواطن أحمد خميس الشميلي إنه فوجئ بدخول المياه إلى منزله صباح أمس، حيث كان نائماً، حتى سمع صوتها يتدفق إلى المجلس، ما اضطره إلى إيقاظ أفراد أسرته والمسارعة إلى ترك المنزل.

وذكر المواطن عبدالله ربيع، أن منزل أسرته تضرر للمرة الثانية خلال عام، حيث دخلت الأمطار التي فاضت من وادي حقيل إليه وإلى المنازل المجاورة للوادي بعدما انهارت جوانبه الرملية.

وأوضح أنه حاول إخراج أثاث المنزل، للحفاظ عليه إلا أن التدفق الغزير للمياه ودخولها معظم غرف المنزل، منعاه من ذلك.

وأضاف أن الكهرباء انقطعت عن سكان المنطقة.

وطالب ربيع الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المنازل القريبة من الوديان. فيما أشار المواطن حسن خميس إلى أن الأمطار تسببت في فيضان مياه الوادي، ودخول المياه الى منازل في منطقة شمل، جارفة الطين والرواسب والمخلفات، مضيفاً أن منزله تضرراً كثيراً، إذ دخلت المياه إلى غرفه، وأتلفت الأثاث.

وأكد أنه ترك منزله «لأنه لم يعد صالحاً للسكن، ويحتاج الى صيانة شاملة، لأن جدرانه أصبحت آيلة للسقوط».

كما غمرت المياه بيوتاً في شعبية الفحلين، وخلفت أضرارا في الغرف والممتلكات.

وقال محمد عبيد الخود، من سكان المنطقة، ان السكان فوجئوا بالمياه تدخل بيوتهم، ما دفعهم للخروج منها على عجل.

وجاءت سيول الأمطار التي فاجأت سكان شعبية الفحلين بكثافة عبر واد ينحدر من الجبال، وعادة ما كان الأهالي يفرحون بتلك المياه التي يجود الوادي بها عليهم، لأنها تروي حقولهم وتمنح أرضهم الخضرة التي تشبع حيواناتهم رعياً، لكنها تحولت الى مصدر رعب لهم في السنوات الأخيرة.

وبحسب الخود فإن «دائرة الأشغال كانت قد بنت سداً صغيراً وزودته بأربعة منافذ لتصريف المياه، تبلغ مساحة الواحد منها ثلاث بوصات فقط، ما تسبب في احتجاز المياه نتيجة تراكم الأوساخ في المنافذ، واندفاع السيول الى البيوت».

وأكدت (أم هيثم)، من سكان الحي المتضررين، أن الأثاث والأجهزة الإلكترونية أتلفت بالطين وأوراق الأشجار. وقالت إنها تعاني هذه المشكلة منذ أربع سنوات، لكنها اعتبرت الخسارة هذه المرة أكبر مما سبق، عازية ذلك إلى تحويل مسار الوادي القريب من المنازل «فقد أصبحت المياه تغمر بيوت الحي جميعها»، وهو ما أيده سكان آخرون.

وقال مدير دائرة الأشغال والخدمات العامة في رأس الخيمة المهندس أحمد الحمادي، إن الدائرة تلقت شكاوى من سكان في مختلف مناطق الامارة، صباح أمس، مضيفاً أن الدائرة نشرت 25 تنكراً لسحب المياه من الشوارع، ووزعت 20 مخضة مياه في المناطق المنخفضة التي تجمعت فيها الامطار، واستعانت بإدارة الدفاع المدني لسحب المياه من المناطق الأكثر تضرراً وفتح الطرقات المغلقة.

وأكد أن الدائرة تلقت شكاوى من مواطنين في منطقتي النخيل وشمل، ومنطقة الظيت الشمالي، بعدما دخلت المياه الى منازلهم، كما تضررت منازل شعبية قديمة في رأس الخيمة، وتصدعت جدرانها.

وأشار إلى أن إدارة الدفاع المدني في حالة استنفار في مختلف مناطق الإمارة، من أجل فتح الطرق، وسحب الأمطار من المنازل المتضررة.

وأفاد مدير الاتصال المؤسسي في الهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه، محمد خليل الشامسي، بأن الأمطار تسببت في انقطاع التيار الكهربائي في مناطق عدة في رأس الخيمة، مضيفاً أن الهيئة تعمل على صيانة الكابلات والشبكات، وإعادة التيار الكهربائي للمناطق المتضررة.


وتابع أنه فوجئ بوجود «باصات» تحاول أن تقل الناس الى مدرسة حكومية، فتم إيقافها على الفور، ومنعها من نقل سكان الحي الى المدرسة، لافتاً إلى توزيع الأهالي بحسب حاجتهم، وحسب طلاب المدارس الذين سيبدأون الامتحانات غداً، إضافة إلى حجم الأسرة.

وفي الشارقة، أكد سكان في حي المديفي، في مدينة خورفكان، غمرت المياه بيوتهم، أن السبب الرئيس وراء تضرر منازلهم الكامل هو تحويل مسار وادٍ قريب من الحي. وأكدوا أن الأمطار عرضت بيوتهم لأضرار كبيرة وعطلت معظم الأجهزة الإلكترونية التي يمتلكونها.

وأفاد رئيس دائرة شؤون البلديات والزراعة وعضو المجلس التنفيذي للإمارة، سالم بن محمد النقبي، بأنه تم توفير 45 شقة في خورفكان والفجيرة للأهالي المتضررين من الأمطار، حتى يتم تنظيف منازلهم وحصر خسائرهم، مشيراً إلى أن الجهات الحكومية تضافرت لحل هذه المشكلة.

واقترح النقبي إنشاء حزام أو حاجز مؤقت خلفي ممتد من منطقة حيواة إلى منطقة المديفي حتى يكون حاجزاً أمام الأمطار النازلة من الجبال، يمنعها من الوصول الى البيوت.

وفي عجمان، أصيب 14 شخصاً إصابات متنوعة، راوحت بين البسيطة والمتوسطة، بسبب سقوط خيمة المهرجان الشعبي نتيجة الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة التي هطلت أول من أمس. وتلقت غرفة العمليات في الإدارة العامة للدفاع المدني تسعة بلاغات حول حدوث ماس كهربائي في عدد من البيوت.

وقال المدير العام للإدارة العامة للدفاع المدني في عجمان، العميد صالح المطروشي، إن فرق الدفاع المدني أنقذت حالات عدة كانت محصورة في مصاعد بنايات، وأزالت أشجاراً سقطت في بعض المناطق، وتخلصت من تجمعات مياه ناجمة عن الامطار، كما تعرض جزء من سقف سوق عجمان الشعبي للانهيار، ما أدى إلى إصابة شخص إصابة بسيطة.

تويتر