محمد بن راشد: نبارك الفوز لدولة الإمارات ورئيسها وشعبها وجميع المقيمين على أرضها

الشيخ‭ ‬حمدان‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬يرفع‭ ‬صورة‭ ‬لسموّ‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬بعد‭ ‬فوز‭ ‬دبي‭ ‬‬بـ «إكسبو 2020».

بعد منافسة دولية قوية تواصلت على مدار عامين، حققت دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم انتصاراً عالمياً جديداً بفوزها بتنظيم "معرض إكسبو الدولي 2020"، أكبر معارض العالم وأعرقها، في دبي، بعد أن تمكنت من التفوق على منافسيها في عملية التصويت التي جرت مساء اليوم في العاصمة الفرنسية باريس، وشاركت فيها الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض، الجهة المسؤولة عن تنظيم معارض إكسبو والإشراف على اختيار الدول المُضيفة لدوراته التي تُعقد بفاصل خمس سنوات.

وقد حصلت مدينة دبي على 116 من أصوات الدول الـ 165 الأعضاء في "المكتب الدولي للمعارض"، بعد استبعاد ثلاث من الدول الأعضاء من عملية التصويت التي جرت في مقر مركز المؤتمرات التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية" وهم: كوستاريكا وتشاد وجنوب السودان وذلك لأسباب إجرائية، حيث جاءت نتيجة التصويت في صالح عرض الاستضافة الإماراتي، متغلباً على عروض مدن: ساوباولو البرازيلية، وإيكاترنبُرغ الروسية، وإزمير التركية، وتم حسم النتيجة لصالح دولة الإمارات عبر عملية الاقتراع السرية التي اقتصر حق التصويت فيها على مندوبي الدول الأعضاء في المكتب دون غيرهم.

وكانت دبي قد حققت رقماً قياسياً في الأصوات التي رجحتها خلال الجولة الأولى في عملية الاقتراع بحصولها على إجمالي 77 صوتاً من إجمالي 162 صوتا، مع امتناع ثلاث دول عن الإدلاء بصوتها، في حين خرجت مدينة ساباولو البرازيلية من المنافسة في الجولة ذاتها، لتواصل بعد ذلك دبي تفوقها في الجولة الثانية من الاقتراع بإضافة عشرة أصوات ليصل مجموع الدول التي صوتت لصالحها 87 دولة، قبل أن تتوج بفوز ساحق أمام إيكاترنبُرغ في الجولة الأخيرة بإجمالي 116 صوتاً اختارت دبي مقراً لإكسبو الدولي 2020.

وسيتزامن انعقاد معرض "إكسبو الدولي" مطلع العقد المقبل مع احتفالات اليوبيل الذهبي لتأسيس دولة الإمارات، الأمر الذي يعزز من قيمة الحدث ويعمّق من رمزيته لارتباط توقيته بالاحتفال بمرور خمسين عاماً على أول انجاز حقيقي عرفته بلادنا، حيث يعود الفضل في نهضة الإمارات التي مكّنتها من الفوز بالمعرض الأعرق والأضخم عالمياً لهذا الاتفاق التاريخي الذي أثمر في قيام دولة الاتحاد.

وقد أهدى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الفوز الغالي إلى أخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، صاحب الفضل الأول في تحقيق هذا الإنجاز غير المسبوق على مستوى المنطقة، وإلى إخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات وإلى الشعب الإماراتي الكريم الذي شارك في صنع ملحمة وطنيّة مشرّفة بالتفافه حول المبادرة ومؤازرتها بكافة صور الدعم الممكنة.

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فور إعلان النتيجة، "نبارك لدولة الإمارات ولرئيسها وشعبها وجميع المقيمين على أرضها فوزنا باستضافة "إكسبو 2020" المعرض الأضخم والأعرق عالمياً، أشكر أخي الشيخ خليفة على دعمه، وأشكر دول العالم التي صوتت لنا، وأشكر فرق العمل الوطنية التي عملت بإخلاص خلال سنتين لتحقيق هذا الإنجاز".

كما أعرب سموه عن شكره لشعب الإمارات على تفاعله ودعمه وحماسته وفرحته، الصغير منهم قبل الكبير والنساء قبل الرجال، مؤكداً سموه أن الجميع ساهم في تحقيق الفوز، في حين وجّه سموه رسالة شكر وتقدير إلى الدول التي وقفت إلى جانب الحملة الإماراتية لاستضافة إكسبو الدولي وقال سموه، "الشكر موصول أيضاً لإخواننا من جميع الدول الخليجية والعربية الشقيقة، الذين دعموا ترشحنا وتفاعلوا مع ملفنا، وفرحوا لفرحتنا".

وأكد سموه استعداد بلادنا للترحيب بملايين البشر الذين سيحلّون عليها من كل حدب وصوب لزيارة إكسبو والمشاركة فيه مطلع العقد المقبل، لتقدم الإمارات بذلك للمنطقة فرصة لاستعادة دورها التاريخي وسط الشعوب قائلاً، "سنرحب في 2020 بـ 25 مليون زائر من كافة أنحاء العالم، ونعدهم بتنظيم أفضل دورة في تاريخ المعرض، وَعَدنا العالم أننا سنبهره، واليوم نؤكد وَعدَنا، ونَعِدُ أيضاً بأننا سنحقق شعارنا في تواصل العقول لبناء مستقبل أفضل، إن منطقتنا هي مكان لالتقاء الحضارات وامتزاج الثقافات وصناعة الإبداعات، وستسترد منطقتنا دورها الحضاري بمبادرات من هذا النوع".

إلى ذلك، قال صاحب السمو نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، "فرحتنا اليوم فرحتان، بهجتنا بالفوز واحتفالنا بيوم تأسيس الاتحاد، انجاز كانت به البداية، وآخر ننطلق منه نحو المستقبل، وفي غمرة سعادتنا نلتف جميعاً حول "خليفة" نجدد له العهد بالوفاء، ونمضي في هدي قيادته نحو مرحلة جديدة من النماء يسطر فيها شعبنا بأحرف من نور فصولاً جديدة من ملحمة مجده، إن الفوز غال، والانجاز كبير، ونحن قادرون على تقديم نسخة متميزة من المعرض الأعرق في العالم تفوق نظيراتها السابقة من ناحية جودة الإعداد، وفعالية الإمكانات، ودقة التنفيذ، ونَعِدُ العالم بتحقيق ذلك".

وأثنى سموه على الدور الكبير الذي لعبته وزارة الخارجية بقيادة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية ضمن ماراثون طويل خاضته الوزارة بمختلف أجهزتها بكل كفاءة واقتدار لدعم فرص الملف الذي تقدمت به الدولة لاستضافة المعرض، حيث أثبتت جهود الخارجية وبجدارة تفوق دبلوماسية الإمارات التي تحظى انجازاتها باحترام وتقدير عالمي واسع تجلّي في نتيجة الاقتراع بحصول دبي على النسبة الترجيحية من الأصوات، مؤكداً سموه عميق إعزازه وامتنانه لجميع الدول التي وقفت إلى جانب الإمارات في هذه المنافسة.

ووجه سموه الشكر كذلك إلى فريق العمل المُكلَّف بملف الاستضافة وفي مقدمتهم سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة الطيران المدني في دبي رئيس اللجنة الوطنية العليا لاستضافة إكسبو، وباقي أعضاء اللجنة الذين واصلوا الليل بالنهار سعياً لتأكيد فرصنا بالفوز، كما أعرب سموه عن تقديره لكل من ساند الإمارات في هذا المضمار سواء من مؤسسات أو أفراد من داخل الدولة أو خارجها.

وقال سموه، "نهنئ جميع أعضاء اللجنة العليا لخوضهم التجربة بحنكة واقتدار وبروح إيجابية عالية... مقدّرين كل ما بذلوه من جهد مخلص، وما أبدوه من عزم أكيد على الفوز، وأقول لهم "أنتم فخر الإمارات، فهذا النصر سيبقى علامة فارقة ليس فقط في سجل انجازاتنا بل في تاريخ المنطقة بكاملها".

كما وجّه سموه التحية إلى كافة الدوائر والمؤسسات والهيئات الحكومية وكذلك مؤسسات القطاع الخاص ولعامة المجتمع الإماراتي، لمساندتهم المباشرة وغير المباشرة لملف الاستضافة، وقال سموه "نقدّر إسهام كل من شارك في دعم بلادنا وصولاً إلى الفوز، فهذا ما يميزنا في الإمارات، أننا دائماً شركاء في النجاح".

وأعرب صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عن أطيب أمنيات دولة الإمارات حكومة وشعباً لكل من مدن ساوباولو البرازيلية، وإيكاترنبُرغ الروسية، وإزمير التركية، بالتوفيق وقال: "كانت المنافسة قوية، وكانت هناك ندية واضحة وكان المتنافسون على قدر كبير من الاستعداد، ونرجو لهم مزيداً من التوفيق في كافة مبادراتهم، وندعوهم وبقية الدول الشقيقة والصديقة للمشاركة في انجاح الأهداف السامية التي يعليها المعرض لنكون جميعاً شركاء في صنع مستقبل أفضل للبشرية جمعاء دون تفرقة أو تمييز".

وأكد سموه أن فوز الإمارات باستضافة معرض إكسبو الدولي هو فوز للمنطقة والعالم، ويُبشّر بدخول منطقة شاسعة يقطنها نحو ملياري نسمة إلى منعطف تنموي هام في تاريخها يفتح أمامها آفاقاً غير مسبوقة ستساهم في تعزيز جهود التطوير والتحديث في العديد من البلدان الحافلة بالأسواق الناشئة التي تُعدّ الأرضية الخصبة لمشاريع التنمية في مختلف المجالات، بما يسمح بفجر جديد يواكب من خلاله سكان هذه المنطقة ركب التقدم العالمي، بكل ما يمهّده المعرض من فرص وما يقدّمه من قنوات لتبادل الأفكار والرؤى واستحداث الحلول المبتكرة لخدمة البشرية وضمان تطورها وتقدمها.

تويتر