«صندوق الزواج» تعاملت مع 147 مشكلة خلال 6 أشهر

المال والجنس و«الثقافة» تتصدر الخــلافات الزوجية في الدولة

«صندوق الزواج» استحدثت «المقابلة الشخصية» لتقديم الإرشاد. تصوير: إريك أرازاس

أعلنت مؤسسة صندوق الزواج عن تلقيها 147 اتصالاً عبر الخط الساخن للاستشارات الزوجية، خلال النصف الأول من العام الجاري، فيما كشف المستشارون الأسريون المعتمدون لدى الصندوق عن تصدر مشكلات العلاقة الجنسية بين الأزواج، والأمور المالية، وثقافة التعايش الأسري، الخلافات بين المتزوجين.

تحقيق التوافق

أكدت مدير عام صندوق الزواج بالإنابة، حبيبة عيسى الحوسني، أن أهمية خدمة الاستشارات الأسرية تكمن في العمل على تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي، ونشر التآلف الأسري والحد من حالات الطلاق لتجنب المشكلات الناجمة عن التفكك الأسري، وتخفيف التوتر والقلق والعداوة بين الزوجين، ووقف ردود الفعل العدائية بين الأزواج، والتعرف إلى أسباب الصراع وتبصير الزوجين بها، وتنمية الدافع عندهما لحل الصراع والتنافس الذي قد يحدث بينهما، ومساعدتهما على توفيق آرائهما المختلفة، والوصول إلى حلول وسط لتسوية الخلافات الناشئة بينهما، وتبصير الآباء والأمهات وتوجيههم إلى الحاجات الأساسية للأبناء، بهدف إيجاد جو أسري يسوده الأمن والاطمئنان، وتعزز فيه القيم الإيجابية، والإسهام في توفير متطلبات الزواج الناجح.

وأكد الصندوق أن تقديم خدمة الإرشاد الأسري يهدف إلى تحقيق أهداف المؤسسة ورؤيتها في بناء أسرة إماراتية متماسكة ومستقرة وتوفير خدمات تلبي احتياجات المتعاملين وتوقعات أفراد المجتمع  في جو من السرية والخصوصية، وذلك من خلال المساعدة في التغلب على المشكلات الأسرية والرد على الاستفسارات التي تطرأ للزوجين داخل محيط الأسرة عن طريق استشاريين متخصصين في مجال الإرشاد الأسري.

وتفصيلاً، أوضح الصندوق في بيان صحافي أنه يوفر قنوات ووسائل عدة للاستفادة من خدمة الإرشاد بدأت بفتح المجال أمام تقديم طلب الاستشارات حول كيفية التغلب على الخلافات الأسرية، والاستفسارات حول الحياة الزوجية والأسرية عبر الدخول إلى الموقع الإلكتروني للصندوق وإرسال بريد إلكتروني يتم الإجابة عليه من قبل مختصين في الإرشاد الأسري خلال مدة لا تزيد على 48 ساعة، لافتاً إلى  تقديم هذه الخدمة على مدى الـ24 ساعة طوال أيام الأسبوع، وتميزها بإضفاء الخصوصية للأفراد الراغبين في الاستفادة من خدمة الإرشاد الأسري دون الإفصاح عن هويتهم.

وأشار الصندوق إلى وجود خدمة أخرى للاستشارات الزوجية عن طريق الاتصال الهاتفي عبر الخط الساخن على الرقم 0566873334، لافتاً إلى أن الاستفادة من الخدمة لا تقتصر على المستفيدين من خدمات الصندوق فقط ومتاحه لجميع أفراد المجتمع دون استثناء، موضحاً إن الخط الساخن عالج مشكلات طرأت بعد الزواج، ويقترح الحلول لتجاوز تلك المشكلات، ويزود المتصلين بمهارات معينة لتجنب تفاقم المشكلات للمحافظة على تماسك الأسرة، مشيراً إلى تلقيه خلال النصف الأول من العام الجاري عبر الخط الساخن 147 اتصالاً قدم الاختصاصيون من خلاله استشارات  لمستخدمي الخط  لحل مشكلاتهم، وذلك لتميز الخدمة بإتاحة الفرصة لطرف المشكلة في التواصل المباشر مع المختصين لعرض مشكلاتهم والحصول على نصائح.

وكشف الصندوق عن استحداث وسيلة جديده في تقديم خدمة الإرشاد الأسري عن طريق «المقابلة الشخصية»، وذلك بعد تهيئة مكان وغرفة خاصة مناسبة لاستقبال هذه الحالات، وإجراء المقابلات بين المستشاريين الأسريين المعتمدين لدى المؤسسة ومن يرغب من أفراد المجتمع في طرح مشكلته وجهاً لوجه، وفي جو من السرية مع المحافظة على خصوصية الأفراد.

من جانب آخر، أوضح مستشارون أسريون معتمدون من الصندوق، تصدر المشكلات المادية والجنسية الخلافات الأسرية في الوقت الجاري، مشيرين إلى أن معظم الاتصالات تتعلق بمشكلات في العلاقة الزوجية، وعدم التكافؤ المادي والاجتماعي بين الزوجين، وقلة الوعي والثقافة بمتطلبات الحياة الاسرية.

وقال المستشار الأسري عبدالله موسى البلوشي، إن أكثر الخلافات الزوجية التي أشارك في حلها تتعلق بالعلاقة الزوجية بين الطرفين، وهجران الزوجة لفراش الزوجية، مشيراً إلى أنه يوجد أسباب أخرى للمشكلات لكنها أقل في العدد، منها تدخل الأهل في حياة الزوجين، وقلة النفقة واعتماد الزوج على دخل زوجته، وإهمال المرأة لزوجها وأسرتها، وعدم قيامها بواجباتها المنزلية.

فيما أشار المستشار الأسري، الدكتور سيف راشد الجابري، إلى أن أكثر المشكلات الزوجية التي تصل إليه ترجع إلى عدم التكافؤ بين الزوجين، ودخول الماديات في الحياة الزوجية، وتطلع أحد الطرفين للحياة الفردية وعدم رغبته في تحمل المسؤولية والحياة الأسرية الممتدة، وعدم تفهم رغبات الزوجة ومشاعرها، بالإضافة إلى تشجيع النساء لبعضهن على استخدام حق الانفصال عن طريق الخلع مع ظهور أي اختلاف مع أزواجهن.

ونصح الجابري الشباب بعدم الزواج المبكر في ظل وجود جهل وقلة معرفة بمتتطلبات الحياة الزوجية وأسس تكوين أسرة، خصوصاً أن الزواج المبكر من دون ثقافة مسبقة يساعد على زيادة نسب الطلاق في المجتمع.

من جانبها، أوضحت المستشارة الأسرية موزة سعيد، أن معظم المشكلات الزوجية التي تدخلت في حلها سببها بالدرجة الأولى أمور مالية، بسبب اختلاف المستوى المعيشي بعد الزواج عما كان عليه قبل الزواج، وسيطرة ثقافة الكماليات على المجتمع بصورة كبيرة، بالإضافة إلى المشكلات الخاصة بتحكم الأزواج في زوجاتهم، وعدم تمكن الطرفين من التعبير عن مشكلاتهم الجنسية وترجمتها بصورة صحيحة.

من جانبها، قالت مدير عام صندوق الزواج بالإنابة، حبيبة عيسى الحوسني، إن هناك وعياً لدى الأسر بأهمية اللجوء إلى مكاتب التوجيه والإرشاد الأسري في الوقت الجاري، والدليل على ذلك ازدياد عدد مكاتب الإرشاد الأسري سواء في الجهات الحكومية أو الخاصة، مشيرة إلى أن التوجيه تطور وأصبح قائماً على أسس ونظريات، ويقوم به أخصائيون متخصصون علمياً وفنياً.

وشددت على أن دور خدمة الإرشاد الأسري في الصندوق رئيس وفعال وذو أهمية بالغة في أنشطة الصندوق منذ أن بدأ تقديم الخدمة في الصندوق في عام 2003، بهدف دعم الأسرة وتحقيق استقرارها والمساعدة في حل وعلاج المشكلات والاضطرابات الأسرية التي تواجه المجتمع في الإمارات بشكل عام، وتحصين للأسرة ضد احتمالات الاضطراب أو الانهيار، وتحقيق التوافق.

تويتر