صندوق الزواج يعد برامج للتوعية

رواد منتديات اجتماعية يطالبون بتيســـير زواج المعاقين

صندوق الزواج أكد أنه يدعم المعاقين بمنح الزواج إضافة إلى الأعراس الجماعية. الإمارات اليوم

شغلت قضية زواج ذوي الإعاقات رواد المنتديات الاجتماعية، ومواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر»، أخيراً، وأثيرت التساؤلات حول أسباب عدم تقبل المجتمع فكرة تزويج ذويهم بأشخاص من ذوي الإعاقة، مشيرين إلى ضعف حملات التوعية الخاصة بتغيير هذا المفهوم، ومساعدة ذوي الإعاقات على مزاولة حقوقهم الطبيعية والإنسانية التي كفلها لهم القانون والشريعة الإسلامية.

في المقابل، أكدت مؤسسة صندوق الزواج دعمها لذوي الإعاقات القادرين على تكوين أسرة، من خلال منحة الزواج، ومشاركتهم في الأعراس الجماعية، وغيرها من برامج وورش عمل الصندوق، مع عدم إلزامهم بحضور برامج الإعداد التي تعد من شروط الحصول على المنحة، فضلاً عن إعداد برامج لتوعية أفراد المجتمع بأهمية دمج ذوي الإعاقات.

ودعت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، إلى تيسير زواج المعاق، معتبرة أنه مسؤولية أسرية واجتماعية بنبغي أن يتعاون فيها الجميع وفق ما أمرت به نصوص القرآن والسنة.

وتفصيلاً، رصدت «الإمارات اليوم» دعوات نقاش بين مواطنين ومواطنات على منتديات اجتماعية على الإنترنت، تطالب بضرورة تغيير النظرة السلبية التي يعانيها ذوو الإعاقات، عند تقدمهم للزواج بفتاة سليمة، إضافة إلى عزوف أسر ورفضها تزويج شبابها بفتيات يحملن بعض الإعاقات الخفيفة التي لا تؤثر في تكوين أسرة سليمة وناجحة، مطالبين في الوقت ذاته بإنشاء مؤسسة يكون لديها برنامج شامل خاص بذوي الإعاقات، لدراسة حالتهم وتزويجهم وزيادة وعي المجتمع بهذا الأمر.

نظرة سلبية

وشددت النقاشات على ضرورة أن يحصل المعاق على حقه في الزواج، مثل أي إنسان، خصوصاً أن المجتمع لايزال يحكم عليه بالعجز والنقص، ولا يريد أن يمنحه هذا الحق، مشيرين إلى أن نسبة زواج المعاقين بدأت في الازدياد في الآونة الأخيرة، بسبب زيادة الوعي عند بعض فئات المجتمع، لكنها لم تصل إلى النسب المرضية التي تؤكد الوعي الكامل للمجتمع، واختفاء النظرة السلبية لهذه الفئة، محذرين في الوقت ذاته من ظهور مواقع إلكترونية متخصصة في تزويج ذوي الإعاقات، تستغل رغبتهم في الزواج وتستنزفهم مالياً، ما يزيد من معاناتهم.

وقال المواطن سالم حمود إن «نظرة المجتمع لاتزال سلبية تجاه ذوي الإعاقات، ومن الصعب القبول بتزويج الشاب بفتاة سليمة، بسبب نظرة الأقارب والمجتمع، والفكرة الخاطئة الخاصة بأن قبول الفتاة الزواج بمعاق سببه وجود نقص في شيء ما لديها أو بدلاً من عنوستها»، مشيراً إلى أنه طالما لا تؤثر الإعاقة في الواجبات الزوجية وبناء أسرة سليمة، فإن الإيجاب والقبول يجب أن يكون هو المعيار.

الدمج في المجتمع

أكد أحمد موافي (طبيب نفسي) أن زواج ذوي الإعاقات يسهم إلى حد كبير في دمجهم في المجتمع بصورة أكبر، وتحويلهم من أشخاص في حاجة للمساعدة إلى عائلين لأسرهم، ما يخلق لديهم شخصيات أكثر صلابة، مشيراً إلى أن أهم مقومات نجاح زواج طرف معاق بطرف سليم هو وجود العاطفة الصادقة والحب، محذراً من أن يكون الزواج مبنياً على العطف والشفقة، أو بسبب صلة القرابة.

في المقابل، أكدت مشاركات في النقاش (أم سلطان) و(أم عبدالله) أن الأفضل هو زواج المعاقة بمعاق، بشرط أن تختلف نوعية إعاقة أحدهما عن الآخر، حتى يستطيعا أن يساعدا نفسيهما، واشارتا إلى أن مفهوم زواج ذوي الإعاقات يختلف حسب وعي كل أسرة، خصوصاً إذا كانت المعاقة فتاة، لأن بعض الأسر تفضّل عدم زواجها نهائياً، والبعض الآخر ينكر من الاساس وجود ابنة معاقة لديه، ومعظم الاسر لا تعطي لها الحرية في اختيار ما تراه مناسباً لحالتها، ما يعد مصادرة لحقوقها في الحياة.

تناقض

وذكر خالد رياض، وجود ازدواجية في التعامل لدى الأسر التي لديها معاق، إذ توافق الاسرة على تزويج ابنتها المعاقة بشاب سليم، وترفض تزويج ابنتها السليمة بشاب معاق، ما يعد تناقضاً، مشدداً على ضرورة تقييم الفرد بناءً على خلقه وعقله وقدرته على تكوين أسرة والوفاء بالتزاماتها.

ورأى جمعة حسن، أخصائي اجتماعي، أن الإمكانات المالية إحدى العقبات أمام زواج ذوي الإعاقات، مشيراً إلى ضرورة توافر الدخل الكافي، والدعم الأسري لنجاح زواج المعاقين، إضافة إلى المقومات الأساسية لأي زواج، من توافق وقبول، وتوافر المسؤولية لدى طرفي الزواج. وأضاف أن «زواج المعاقين في رأيي يتطلب دعم المحيطين من أفراد الأسرة ومساندتهم مالياً ومعنوياً، إضافة إلى أهمية تسهيل حصول أسرة الزوجين من ذوي الإعاقة على خادمة من الجهات العامة الداعمة للمعاقين، أو الجمعيات المهتمة بأمرهم».

وقالت مدير عام مؤسسة صندوق الزواج بالإنابة، حبيبى عيسى الحوسني، إن صندوق الزواج سيطلق قريباً برامج توعوية لتشجيع الزواج بأصحاب الإعاقة، لافتة إلى أن الدفعة الاخيرة من المنحة كانت بها اسماء لبعض أصحاب الاعاقات، إضافة إلى الاعراس الجماعية التي غالباً ما يكون من ضمن المشاركين فيها حالات ذوي إعاقات.

وأكدت الحوسني زيادة وعي المجتمع، وتراجع ثقافة ضرورة زواج المعاق بمعاقة، وأصبحت العديد من الأسر المواطنة تقبل بتزويج بناتها بشباب لديهم إعاقة، خصوصاً أن العديد من حالات الزواج بين معاقين واصحاء أثبتت نجاحها بدرجة أكثر بكثير من الزواج بين أصحاء، لان نجاح الزواج يعتمد على التفاهم والمودة في الاساس.

وأوضحت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أن زواج المعاقين مسؤولية أسرية واجتماعية ينبغي أن يتعاون عليها الجميع، وحتى المجنون أو المجنونة تحدث الفقهاء عن مسؤولية الأب أو الوصي أو القاضي عن تزويجهم، رغم فقدهم الإدراك، لافتة إلى أن الكثيرين من الأبناء الصالحين كان أحد أبويهم معاقاً.

تويتر