بلديتا الإمارتين وزعتا حاويات زرقاء وخضراء في المناطق المستهدفة

دبي والشارقة تطلقان «فرز النفايات من المــصدر»

نفايات «مناطق الفرز» تشكل ‬9٪ من نفايات الإماري. الإمارات اليوم

تبذل بلديتا الشارقة ودبي جهوداً مستمرة لمعالجة النفايات ، بطرق ووسائل حديثة، على نحو يسمح بالاستفادة منها اقتصادياً وبيئياً. وقد أطلقتا أخيراً مشروعات مهمة لتحقيق هذا الهدف، تتيح فرز النفايات من المصدر في مناطق مختارة.

وأكدت البلديتان أن هناك وعياً بيئياً متنامياً لدى السكان، مؤكدتين عزمهما توسعة المساحة التي تستهدفها مشروعاتهما.

ظاهرة النباشين

أفاد رئيس قسم معالجة النفايات في بلدية دبي، المهندس ناجي الرضي، بأن مشروع «مدينتي.. بيئتي» قلل من ظاهرة النباشين، عازياً ذلك الى القوانين المشددة التي وضعتها البلدية لمنعهم من ممارسة هذه الأنشطة في الإمارة.

ولفت الرضي الى أن «المساحة التي تحدث فيها الظاهرة كبيرة، إذ تحوي دبي ‬22 ألف حاوية، ومن الصعب مراقبتها جميعها، والسيطرة التامة على هذه الظاهرة».

وحول دور حاويات إعادة التدوير الحديثة في التقليل من ظاهرة النبش، قال مدير إدارة النقل والتخلص من النفايات في شركة بيئة، محمد الحوسني إن هذه الظاهرة قلّت بنسبة تراوح ما بين ‬30 و‬40٪، مضيفاً أن هناك تعاوناً بين الشركة والدائرة الاقتصادية وإدارة الهجرة وشؤون الأجانب وبلدية الشارقة للكشف عن مخالفي قانون الإقامة ممن يعملون في مهنة النبش. وتابع أن أصحاب السكرابات هم من يشجعون النباشين على الاستمرار في مهنتهم، إذ يشترون منهم المخلفات الحديدية المستخرجة من حاويات النفايات.

وتفصيلاً، أفاد رئيس قسم معالجة النفايات في بلدية دبي، المهندس ناجي الرضي، بأن البلدية تفرز نحو ‬200 طن من النفايات شهرياً من خلال مشروع «مدينتي.. بيئتي»، الذي يستهدف ثلاث مناطق في الإمارة، هي «ند الحمر» و«المزهر ‬1» و«المزهر ‬2»، مضيفاً أن البلدية بصدد تطبيق المرحلة الثانية من المشروع على مناطق سيتم تحديدها والإعلان عنها في وقت لاحق، ليشمل المشروع مناطق دبي كافة.

وأكد الرضي لـ «الإمارات اليوم» أن النفايات التي تفرز ويعاد تدويرها من المناطق الثلاث تشكل ‬3.5٪ من مجموع نفايات الإمارة، مضيفا أن محطات معالجة النفايات التابعة للبلدية تفرز نحو ‬6٪ من النفايات الصالحة لإعادة التدوير، تشمل المواد البلاستيكية، والمعادن، والأوراق.

وتابع الرضي أن النفايات التي تجمعها البلدية والشركات من المناطق الثلاث تشكل ما نسبته ‬9٪ من النفايات التي تفرزها الإمارة، مشيراً إلى أن الهدف من تطبيق المشروع هو الاستفادة من النفايات التي يلقي بها السكان، وتقليل المواد التي يتمّ التخلص منها بالدفن في مكبّ النفايات، إضافة إلى الحدّ من تأثيرها البيئي.

وقال إن الشركات المسؤولة عن جمع وفرز النفايات من المناطق الثلاث أجرت أخيراً استبياناً حول المشروع، كشف أن ‬77٪ من المواطنين أكدوا أنه يساعد المجتمع على تغيير السلوكيات الخاطئة المتبعة، مبدين التزاماً فاعلاً بفرز النفايات من منازلهم.

وأوضح أن البلدية بصدد تعميم المشروع على مناطق أخرى بهدف زيادة نسبة تدوير النفايات في الإمارة، موضحاً أن «عدداً كبيراً من سكان دبي طالبوا بتعميم المشروع على مناطقهم، وهو الاختلاف الذي حدث منذ تطبيق المشروع في فبراير من العام الماضي، إذ إن كثيراً من السكان لم يلتزموا سابقاً بفرز النفايات، ورفضوا استخدام الحاويات الجديدة، وهناك من تعمّد رمي المخلفات على جانب الطريق تعبيراً عن رفضهم للمشروع، إلا أنهم تعودوا النظام، ومع مرور الوقت اختفت هذه الظواهر»، مشيراً الى اختيار مناطق المرحلة الثانية.

وأشار الرضي إلى أن بلدية دبي منحت الشركات الثلاث الحق في التصرف بالنفايات التي تجمعها من المناطق، سواء بالبيع أو إعادة التدوير، أو استخدامها في صناعات أخرى، مضيفاً أن المشروع ساعد على زيادة نسبة المواد النظيفة التي يمكن إعادة تدويرها، وقلل القاذورات المختلطة بها، ما سهل معالجتها، وتالياً تغذية النشاط الاقتصادي في الإمارة، من خلال تقليل الاستيراد من الخارج، والاعتماد بشكل أكبر على المواد المعاد تدويرها، لافتاً إلى أن المواد التي يتم نقلها إلى مكب النفيات قلت بنسبة كبيرة، وأصبح أكثرها من المواد غير القابلة للتدوير.

وذكر أن البلدية بدأت بتطبيق مشروع فصل النفايات من المصدر في المجمعات التجارية منذ فبراير العام الجاري، وسيكون عبارة عن حاويات للمتسوقين إضافة إلى المطاعم، ووضع حاويتين في مناطق مختلفة من المجمعات بهدف فرز النفايات من المصدر، مضيفاً أنه ملزم للمراكز التجارية، ولهم الحرية في زيادة أعداد الحاويات بحسب أعداد زوار المراكز.

من جانبه، أفاد مدير إدارة النقل والتخلص من النفايات في شركة «بيئة» التابعة لحكومة الشارقة محمد الحوسني، بأن معدلات إعادة تدوير النفايات المنزلية في مدينة الشارقة، منذ انطلاق المشروع في فبراير من العام الماضي، أصبحت تقدر بمئات من الأطنان يومياً، موضحاً أن الشركة وفرت ‬200 زوج من الحاويات الزرقاء والخضراء لأكثر من ‬2240 بيتاً في الشارقة، لافتاً إلى أن خدمات الشركة تغطي ‬85٪ من المساحة الإجمالية لإمارة الشارقة. كما تم توزيع المطبوعات الإرشادية على السكان لتعريفهم بطريقة استخدام الحاويات الجديدة، وطريقة فصل المواد القابلة للتدوير.

وذكر أن الحاويات الزرقاء المخصصة للنفايات القابلة للتدوير، كعلب المشروبات الغازية والمواد الكرتونية والبلاستيكية، تكون في الغالب أنظف من الحاويات الخضراء المخصصة للنفايات العامة، وبقايا الطعام، إذ تكون هذه ملوثة بنسبة عالية من الدهون، مشيراً إلى أن ‬75٪ من السكان ملتزمون بوضع النفايات في الحاويات المخصصة لها.

وتابع أن أكبر المخالفات التي يرتكبها بعض السكان هي رمي مخلفات البناء والصيانة في الحاويات المخصصة للنفايات من أثاث المنازل، بينما تصل نسبة خدمات المناطق السكنية إلى ‬45٪، مبيناً أن «بيئة» هي أول شركة تعمل على إعادة التدوير في المناطق السكنية في الإمارة.

وأفاد بأن إجمالي المواد التي يعاد تدويرها يومياً يصل إلى ‬1250 طناً، موضحاً أن ‬60٪ من المجموع الكلي للنفايات يستفاد منها في إعادة التدوير شاملة النفايات الخضراء (الزراعية) التي يتم تحويلها إلى سماد عضوي في مصنع السماد في مركز إدارة النفايات في منطقة الصجعة، في حين أن ‬40٪ من النفايات التي لم يُعد تدويرها تطمر تحت الأرض، وتغطى بطبقات عدة واقية من الرمال، تعلوها أنابيب لسحب الماء العضوي من المخلفات، وبضغط ‬1000 طن تتحول إلى مخلفات تجارية وصناعية.

وقال الحوسني إن «بيئة» تعمل حاليا على مشروع »ero west الذي يهدف إلى الاستفادة بنسبة ‬100٪ من النفايات في إعادة التدوير، بحلول عام ‬2015، بعيداً من محطات الطمر الصحي ومكبات النفايات، شارحاً أن الشركة تعمل حالياً على إقامة مصنع لإعادة تدوير المخلفات الصناعية والتجارية وآخر للمواد البلاستيكية، ومصنع لإعادة تدوير المواد الخشبية التي يصنع منها الخشب المضغوط المستخدم في أرضيات الحدائق العامة واسطبلات الخيول، كما أن لديها توجهاً للاستفادة من البقايا الصغيرة للطعام، عن طريق فرزها وتجفيفها وضغطها، وتالياً صناعة الأسمدة العضوية، بما يتيح للإمارة إعادة تدوير كل نفاياته

تويتر