محمد بن راشد: أكره رابع المستحيلات

ساعة ونصف

-- أجاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن جميع الأسئلة، ولم يأبه لتجاوز الجلسة الزمن المحدد لها بأكثر من ساعة ونصف الساعة، وتميز سموه بالمزج في الإجابة بأسلوب الرد المباشر وغير المباشر أحياناً، وفي أحيان أخرى إضافة قصص واقعية من تجاربه الشخصية والعامة، وإدخال الطرفة لتخفيف حدة الأسئلة، في أحيان كثيرة، وحرص سموه على أن يخاطب صاحب كل سؤال باسمه.

«انكسر إصبعي»

-- كشف الشيخ محمد بن راشد عن تفاصيل مشاهدته نهائي بطولة الخليج لكرة القدم (خليجي ‬21)، الذي جمع منتخب الإمارات والمنتخب العراقي، وقال إنه تابع المباراة بـ«حظيرة» في البر، نظراً لتحسن الطقس في تلك الفترة، وأضاف أنه قفز بشكل لا شعوري عند تسجيل إسماعيل الحمادي هدف الفوز للإمارات، واصطدمت قدماه بطاولة قريبة أثناء القفزة، ما تسبب له في كسر بإصبع القدم، وعلق سموه على ذلك، قائلاً «الإصابات لا تحدث في الملاعب فقط، بل حتى المشاهدون يصابون أحياناً».

طاقة إيجابية

-- ركز سموه على نشر الطاقة الإيجابية بين الموظفين والمسؤولين، وقال إن الرياضة وأسلوب الحياة الصحي خير نبع للطاقة الإيجابية، مشيراً إلى أنه يمشي يومياً مسافة ثلاثة كيلومترات، إضافة إلى يوم واحد في الأسبوع يرفع فيه المسافة إلى ‬10 كيلومترات، ويختمه بيوم شبه شهري للمشي مسافة ‬20 كيلومتراً، وأكد أنه يصر على هذا الجدول، مهما كانت الظروف والمشاغل، هذا بخلاف هوايته ركوب الخيل.

«الرسول قدوتي»

-- أجاب نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء عن سؤال: من هو القدوة الذي تقتدي به في حياتك؟ قائلاً: قدوتي حبيبي نبي الله محمد، وقادتي الذين أنتهج نهجهم وتأثرت بهم، هما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، فمنهما نهلت من العلم بالتعليم المباشر والتعليم بالنموذج، حيث رافقت والدي الشيخ راشد في رحلاته الخارجية منذ سن الخامسة، وكان لي الشرف بمرافقة الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في جميع رحلاته الخارجية عقب الاتحاد، وكنت أتعلم منه كيفية مواجهته للتحديات، وكيفية محاورة وإقناع الساسة وقادة العالم الذين يلتقي معهم.

الفوز والحب

-- ألهب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد القاعة تصفيقاً، عندما شرح سر علامة النصر التي يرفعها بعد الفوز، وهي مختلفة عن علامة «فيكتوري» الشهيرة، فسموه يشير بثلاثة أصابع، حيث قال في إجابته عن سؤال حول هذه الإشارة: أولاً العلامة السابقة غربية، وأنا لا أحب تقليد الغرب، وتالياً قررت ابتكار إشارة خاصة بي، فكانت الإشارة بالأصابع الثلاثة، وتعني الفوز والنصر، وكلاهما ثلاثة أحرف، إضافة إلى شيء آخر، يضم ثلاث كلمات أيضاً هو «i love u» فأصبحت علامة الفوز والحب.

«غير ممكن»

-- أبدى سموه امتعاضه الشديد من الناس السلبيين، وأكد أن أهم علامات الطاقة السلبية، هي كلمات نسمعها من أولئك الناس من نوع «لا أستطيع»، «غير ممكن»، «لن يحدث»، لدرجة أن الشمس تكون مشرقة وواضحة، والرجل السلبي يقول: «لا أراها»، وأكد سموه أنه استبدل كثيراً من الأصدقاء حوله، لأنهم سلبيون، فالسلبي ينشر الإحباط والاكتئاب.

برج خليفة

-- روى سموه قصة إنشاء برج خليفة، فقال إن المخططات الأولية كانت تضم مباني وفنادق وحدائق عدة، لكنها لم تكن بالمستوى المطلوب، ما دفعه إلى مغادرة الاجتماع الأول لعرض المشروع، قبل أن ينتهي العرض، ثم ما لبث القائمون أن غيروا التصاميم، وكانت أفضل نوعاً ما، إلا أنها كانت تقليدية في الإطار نفسه، فطرح عليهم فكرة إنشاء أعلى برج بالعالم، في أعلى نقطة وصلت إليها يد الإنسان، فتم العمل بناء على هذه الفكرة ليظهر البرج، ونظراً لأن الأعمال العظيمة ترتبط بالأسماء العظيمة، أطلق عليه اسم «برج خليفة».

«بابا محمد»

-- سألت ميرة، وهي طفلة صغيرة، الشيخ محمد، من خلال أسئلة الفيديو المصورة، قائلة «بابا محمد، متى بتزور مدرستنا؟»، فأجاب سموه فوراً: بداية أول يوم دراسي من الأسبوع المقبل، وطلب من مدير التشريفات خليفة سليمان ترتيب الزيارة، والبحث عن مدرسة الطفلة، وفي أي إمارة توجد.

«الربيع العربي»

-- في رده على سؤال، حول ملامح مستقبل الوطن العربي، عقب ما يعرف بـ«الربيع»، خصوصاً أن سموه هو أول من تنبأ بحدوث تغييرات تطال الأنظمة العربية، كشف سموه أنه قدم النصيحة إلى كثير من القادة العرب، لكنهم كانوا يتحسسون من ذلك، متذرعين بأن التقارير التي يتلقونها لا توضح وجود التذمر، وأضاف سموه أنه خاطب القادة العرب، من خلال كلمة له في منتدى عالمي قبل الثورات بسنوات عدة، قائلاً: «إذا لم تتغيروا، ستتغيرون».

سر النجاح

-- سألت مواطنة خليجية الشيخ محمد عن سر نجاح الإمارات، فالتفت سموه إلى مصبح راشد الفتان، وقال له: هل تعرف الإجابة؟ فأجاب مصبح: محمد بن راشد. فصفق له الحضور، لكن سموه قال بعد انتهاء التصفيق: «إجابتك غلط، سر نجاح الإمارات يكمن في آلاف المواطنين، المبدعين، المتميزين، المنتشرين في الوزارات والدوائر المحلية، كل منهم أسهم في تطوير البلد، ولكل منهم بصمة في التطوير، ونجاح الإمارات وراءه فرق عمل تعمل ليل نهار لرقي ورفعة الوطن، ونحن مجرد مكملين لهذه النجاحات، نسير في نهج بدأه مؤسسو هذه الدولة، الذين وضعوا لبنة النجاح الأولى».

مصبح الفتان

-- في كثير من الأسئلة يلتفت سموه نحو مصبح الفتان لمشاكسته، وفي نهاية الجلسة، قال للحضور: «اسمحوا لي أن أشاكس مصبح، فلقد تحملته ‬40 عاماً في مكتبي».

«حياتي بسيطة»

-- شرح سموه، رداً على سؤال حول برنامج حياته اليومي، بعيداً عن كونه قائداً، فقال: «حياتي بسيطة جداً، لكني أحب بساطتها، فأنا أحب الاستيقاظ مبكراً للصلاة، وأحب تناول الإفطار مع أولادي، وأحب البر والتجول فيه بالدراجات الصحراوية، أو بالخيل، وأحب رؤية الغزلان، وآثار الأرانب في الصحراء، كما أعشق الخيل والشعر، وفي كثير من الأحيان أستمتع بزيارة الأصدقاء في منازلهم و(عزبهم)، وأحب التجول في المراكز التجارية والالتقاء مع الناس، أحب البساطة وأعيش حياة بسيطة».

شرح المستحيل

-- أكد سموه أنه يكره كلمة مستحيل، والأكثر من ذلك أنه يكره عبارة من «رابع المستحيلات»، ثم استرسل سموه في شرح المستحيلات الثلاثة، فقال: هي العنقاء، وهي كما ورد في الأساطير طائر كبير وهو من المستحيلات، لأنه ورد أن هذا الطائر يعيش حياته كاملة بالجو، ولا ينزل إلى الأرض أبداً، وحتى حين تبيض العنقاء فإن بيضتها تفقس في الهواء، ويخرج منها الصغير بريشه ليحلق في الفضاء، والمستحيل الثاني هو الغول الذي يهاجم الناس والقوافل، ولم يجد له العلماء أثراً لهيكل أو عظم أو أي أثر، أما المستحيل الثالث، فهو كما يقول المثل وليس من وجهة نظري كمحمد بن راشد، الحبيب الوفي!