‬15 ألف باحث عن عمل ‬89٪ منهم يحملون شهادات ثانوية وما فوق

«تنمية» تطالب برفع أجور الوظائف لاستقطاب أصحاب الشهادات العليا

«تنمية» مستعدة لتدريب الباحثين عن وظائف على المهارات المطلوبة في سوق العمل. أرشيفية

أفادت مديرة مركز التوظيف وتنمية المهارات في هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية (تنمية)، نورة البدور، بأن أصحاب المؤسسات الراغبة في توظيف مواطنين يعرضون أجوراً تناسب حملة الشهادة الثانوية في أفضل حال، مشيرة إلى أنها لا تناسب اصحاب الشهادات العليا.

وأوضحت البدور أن ‬89٪ من المسجلين في هيئة تنمية، البالغ عددهم ‬15 ألفاً و‬218 باحثاً عن عمل، حاصلون على شهادات الثانوية العامة وما فوق، وأن ‬51٪ منهم يحملون شهادات ما فوق الثانوية العامة، مطالبة المؤسسات بعرض أجور تصل الى ‬10 آلاف درهم لاستقطاب الحاصلين على الدبلوم.

خبرات

قالت مديرة مركز التوظيف وتنمية المهارات في هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية (تنمية)، نورة البدور، إن ‬4776 من الباحثين عن عمل المسجلين في الهيئة يشكلون نحو ‬31٪ من إجمالي أعداد المسجلين، أصحاب خبرة سابقة، وعملوا في وظائف مختلفة ما يسهل فرص توظيفهم.

وتابعت أن «تنمية» تدعم الباحثين الجدد بدورات تأهيلية في خدمة العملاء، وغيرها من متطلبات السوق، وتدربهم على اجتياز المقابلات الوظيفية، وتضعهم في صورة شهاداتهم والأجور المتوقعة، حتى لا يفاجأوا بالأجور والامتيازات المعروضة، كونهم قد يكونون سمعوا من مقربين لهم معلومات مغلوطة عن قيمة الشهادة ودرجتها الوظيفية والأجر المتوقع.

وقالت البدور إن معظم المؤسسات تعرض وظائف في خدمة العملاء والتسويق وغيرهما، برواتب تصل الى ‬7000 درهم، مبينة أن رفع الأجور يمكن أن يستقطب حملة الشهادات العليا في الوظائف نفسها.

واشارت الى أن ‬13 ألفاً و‬596 مواطناً من العدد التراكمي للباحثين عن عمل، المسجلين في الهيئة، حاصلون على شهادات الثانوية العامة وما فوق، يتوزعون على ‬6977 باحثاً عن عمل حاصلين على شهادات فوق الثانوية، يشكلون ‬51٪ من عدد الباحثين أصحاب الشهادات، و‬6619 باحثاً عن عمل حاصلون على الشهادة الثانوية يشكلون ‬49٪.

وتابعت البدور أن العدد المتبقي من الباحثين عن عمل، يتوزع على ‬15 باحثاً ليست لديهم أي شهادات، و‬34 باحثاً يقرأ ويكتب، و‬438 باحثاً حاصلين على الشهادة الابتدائية، و‬1086 باحثاً حاصلين على الشهادة الإعدادية، مبينة أن «طبيعة الباحثين عن عمل اختلفت، وباتوا أكثر قدرة على المنافسة في سوق العمل، لأن مستواهم التعليمي ارتفع وأصبح ملائماً لمتطلبات السوق».

وقالت إن معظم الباحثين عن عمل من الإناث، يتوزعون في الساحل الشرقي، مطالبة الجهات الموظفة للمواطنين بتنفيذ مبادرات في تلك المناطق، خصوصاً مع صعوبة توظيف الإناث في مناطق بعيدة لاعتبارات اجتماعية وعائلية.

وأكدت البدور أن باحثين عن عمل حاصلين على شهادات فوق الثانوية، مستعدون للقبول بوظائف تناسب شهادات أدنى مقابل أجور عادلة تصل إلى نحو ‬10 آلاف درهم، كونهم انتظروا فترات طويلة من دون وظائف، مشيرة إلى أن هؤلاء يملكون خبرات أعلى وقادرون على التعامل مع العملاء بطريقة أفضل. ولفتت الى أن استقطاب أصحاب شهادات عليا في خدمة العملاء يرفع من مستوى الخدمة، ويحقق مصلحة حقيقية للشركة على المدى الطويل، خصوصاً أنهم يتقنون اللغة الانجليزية، وقادرون على التعامل مع البرامج المطلوبة، ومعتادون التعامل مع الجنسيات المختلفة في الدولة ما يوفر على الشركات كثيراً من دورات التأهيل المطلوبة. وقالت البدور إن «تنمية» مستعدة لتدريبهم على المهارات المطلوبة في سوق العمل، وفقاً للوظائف المحددة، مقابل توظيفهم في تلك المنشآت، لافتة الى واجب المنشآت في تطوير الكادر البشري المواطن.

وأشارت إلى أن معظم المنشآت الموظِّفة للمواطنين، تدمجهم في برامجها التدريبية الخاصة بالموظفين، وهو ما يؤشر إلى إنتاجيتهم، وأن إدارة الشركة ارتأت في العنصر البشري المواطن قيمة إيجابية مضافة للعمل، حيث إن الكادر المواطن عادة ما يستقر في الوظيفة إذا وجدت المتطلبات الأساسية للترقية، وكلف بمهام حقيقية.

وتابعت أن بقية المنشآت الخاصة تحجم عن توظيف المواطنين بحجة عدم تأهيلهم وهي الحجة التي باتت من الماضي بعد إطلاق «تنمية» لبرامجها التدريبية، فضلاً عن استعدادها الدائم على تدريب الكادر المواطن على متطلبات الوظائف شرط توظيفهم.

وأكدت البدور أن «عصر التوطين الصوري انتهى، فالمواطنون لم يعودوا يقبلون بوظائف من دون مهام حقيقية، بل إن بعضهم استقال من عمله بسبب شعوره بالتهميش وعدم إيكال مهام حقيقية إليه، ما يدلّ على رغبتهم الحقيقية في الإنتاج وتحقيق خبرة في مجال العمل».

وأوضحت أن معظم المسجلين في «تنمية» من الإناث، وهو السبب الحقيقي لكون معظم الذين توظفهم الهيئة هم من الإناث أيضاً، لكنها لفتت إلى أن الذكور غالباً ما يحصلون على فرص وظيفية مباشرة، كونهم مرغوبين في سوق العمل، وقادرين على الانتقال بسهولة، وقادرين على الإيفاء بمتطلبات الوظائف التي تتطلب دواماً متأخراً.

وتابعت أن على الشركات الإيفاء بواجبها في خدمة المجتمع، والعمل على تأهيل المواطنين وتوظيفهم، لافتة الى أن «تنمية» لا تملك الأدوات الملزمة لفرض التوطين في منشآت القطاع الخاص، وتعتمد التواصل مع المنشآت الكبرى التي يمكن أن توفر بيئة جيدة لعمل المواطنين، وتستقبلها في الأيام المفتوحة التي تنظمها الهيئة لمقابلة الباحثين عن عمل، والتي تحقق نتائج جيدة، وإن لم تكن في المستوى المطلوب.

تويتر