أكد أنه حاول إنقاذ عائلة الكعبي لكن إصاباتهم البليغة حالت دون ذلك

مصبح الكعبي: وفاة «فاطمة» سـبقت حفل زفافنا بــ 3 أيام

مصبح الكعبي: الحادث خلف صدمة كبيرة في مدينة العين. الإمارات اليوم

مر أمس الموعد المفترض الذي حددته عائلة الكعبي، التي تعرضت أخيراً لحادث مروري في سلطنة عمان، لزفاف ابنتيها على قريبين لهما، من دون أن تتعالى أصوات الفرح بتحقق هذه الرغبة، بسبب الحادث الذي أودى بسبعة من أفرادها خلال عودتهم من السلطنة إلى مدينة العين، الاثنين الماضي. وقال مصبح الكعبي، أحد أقارب عائلة الكعبي، إنه كان على وشك عقد قرانه على ابنة خالته فاطمة التي توفيت قبل ثلاثة أيام من موعد الزفاف، مؤكداً أنهما كانا قد أتمّا الترتيبات الخاصة بالحفل، لكن القدر سبق فرحتهما، ومنعهما من إتمام ما كانا عاقدين عزمهما عليه، معرباً عن شعوره بالحزن العميق نتيجة ما آل إليه مصير ابنة خالته وعائلتها.

وأضاف أنه بذل جهده لإنقاذ أفراد العائلة بعد وقوع الحادث المفجع الذي خلف صدمة كبيرة في مدينة العين إلا أن القدر كان أسرع منه.

وشرح الكعبي (21 عاماً) لـ «الإمارات اليوم» أن «الأحداث تلاحقت بسرعة قبل وقت قصير من الحادث المروري، فقد كنت في صلالة مع العائلة نعيش أجواء عائلية رائعة. وخلال عودتنا الى العين كنت قريباً جداً من موقع الحادث، فقد كنت في السيارة التي كانت تقلّ شقيقي فاطمة حميد وعبدالله سيف الكعبي، وعندما وصلنا إلى موقع السيارة عقب الحادث مباشرة بذلت جهدي لإنقاذهم إلى حين وصول سيارات الإسعاف، إذ إنني حاصل على دورة في الانقاذ والاســعاف. ولكـن مريم هـي الوحيـدة التي استجابت للتنفس قبل نقلها إلى مستشفى صلالة في وضع حــرج بسبــب الاصابات البليغة التي تعرضت لهــا».

وكانت أسرة الكعبي فجعت بفقد سبعة من أفرادها الاثنين الماضي في حادث مروري تعرضت له في منطقة مغيسيل في صلالة، إثر تصادم سيارتهم وسيارة أخرى من عُمان بشاحنة، فقد أسفر الحادث عن وفاة سيف عبدالله الكعبي (55 عاماً)، وهو عقيد سابق في الجيش، وستة من أبنائه: محمد، وهو طيار في «طيران الاتحاد» (24 عاماً)، وأحمد (سبعة أعوام) طالب، وبناته الأربع عفراء (27 عاما) موظفة حكومية في العين، وحمدة (21 عاما) طالبة في كلية التقنية العليا، وفاطمة (19 عاما) طالبة في جامعة الإمارات، وسارة (13 عاما) طالبة، وأصيبت أرملة سيف مريم الكعبي، التي تتلقى العلاج حالياً في وحدة العناية الفائقة في مستشفى خليفة في أبوظبي، فيما نجا حميد الذي كــان يقود سيارة أخرى وبرفقته شقيقه عبدالله.

وشيعت الجثامين السبعة الثلاثاء الماضي في مدينة العين بعدما توافد آلاف من سكان المدينة عصراً إلى مسجد المعترض، وسط المدينة، للصلاة على المتوفين، قبل أن تنقل سيارات الإسعاف الجثامين إلى مقبرة الفوعة، حيث ووريت الثرى.

وأكد الكعبي أن زوج خالته سيف كان مصرّا على أداء صلاة الظهر في منطقة مغيسيل قبل الانتقال إلى صلالة، فتوقفت السيارتان في الطريق لأداء الصلاة، ثم وقع الحادث، مضيفاً أن محمد الذي كان معنا في السيارة طلب قبل وقت قصير من وقوع الحادث الانضمام إلى السيارة التي كانت تقلّ العائلة، فتبادل الأمكنة هو وشقيقه عبدالله (17 عاماً).

وأعرب الكعبي عن شعوره بالامتنان إزاء التضامن الكبير الذي أحيطت به العائلة من أصحاب السمو الشيوخ والمسؤولين والمواطنين في الدولة، معتبراً أن الرعاية التي أحيطت بها الأسرة تعبر عن تقدير الوطن للمواطن، الأمر الذي خفف كثيراً من وقع المصيبة على الجميع.

وأكد عوض خلفان، أحد أقارب عائلة الكعبي، لـ«الإمارات اليوم» أن الفقيد سيف عبدالله الكعبي حصل على إجازة لمدة أسبوع من جهة عمله في القوات المسلحة، التي عاد للعمل فيها براتب مقطوع بعد تقاعده، حتى يتمكن من اصطحاب أفراد عائلته في رحلة إلى صلالة، موضحاً أن منزل الفقيد في منطقة الفوعة القريبة من مدينة العين يعج بالزوار من الأهل والأصدقاء في جميع الأوقات والمناسبات.

وأضاف: «أكثر ما يؤلمني الترتيبات التي قامت بها العائلة للاحتفال بزفاف ابنتيها اليوم (أمس) في مدينة العين. أكاد لا أصدق أن الفتاتين في عداد الموتى، بينما كان الاحتفال المزمع بالزواج والانشغال بتوجيه الدعوات للضيوف وحضور الأهل والأصدقاء وغيرها من التفاصيل الأخرى، هي ما يشغل بال أفراد الأسرة».

تويتر