إماراتيون يطالبون بــ «المعاملة بالمثل».. وشركة التأشيرات تؤكد أنها خفضت وقــــت الانتظار

مواطنون ومقيمون: إجراءات الحصول على «شنغن» تعجيزية

مواطنون أبدوا استياءهم الشديــــــــــــــــــــــــــــــــــــد من طول الانتظار وقرروا إلغاء سفرهم إلى أوروبا. الإمارات اليوم

وصف مواطنون ومقيمون في الدولة، إجراءات الحصول على تأشيرة (شنغن) التي تتيح لهم دخول دول الاتحاد الأوربي بأنها «تعجيزية»، وتتسبب في حرمان بعضهم من قضاء إجازاتهم السنوية كما خططوا لها، مشيرين إلى أن «القادمين من أوروبا إلى الامارات لا يواجهون صعوبات في دخول الدولة، لكن في المقابل تطلب السفارات الأوروبية عدداً كبيراً من المستندات التي تحتاج الى مجهود كبير في استخراجها»، متسائلين: «لماذا لا تتم المعاملة بالمثل؟».

وقالوا لـ«الإمارات اليوم»، إن «الحصول على هذه التأشيرة يتطلب إجراءات تستغرق 25 يوماً، يتخلى فيها المسافر عن جواز سفره الأصلي في السفارة، ويبقى غير قادر على الخروج من الدولة»، لافتين إلى أنهم «يضطرون للانتظار أوقاتاً تصل إلى خمس ساعات حتى يتم قبول أوراقهم في مكتب التأشيرات، ونحو أربع ساعات أخرى قبل موعد المقابلة في السفارة، وبعد كل هذا الانتظار قد لا يحصلون على التأشيرة».

في المقابل، قال متحدث باسم شركة إصدار التأشيرات الأوروبية في الدولة «في اف اس»، إن «الشركة خفضت وقت الانتظار الطويل عند تقديم الاوراق، إذ انتقلت قبل أيام الى مقر جديد بمساحة أكبر، أسهم في خفض وقت انتظار طالبي التأشيرة».

انتظار 15 يوماً

مباحثات لإلغاء التأشيرات

قال مسؤولون في سفارات أوروبية في أبوظبي (فضلوا عدم ذكر أسمائهم)، ان مباحثات بين الإمارات وعدد من الدول الاوروبية تجرى في الوقت الراهن تستهدف التوصل الى اتفاقات رسمية لإلغاء تأشيرات الدخول بالنسبة للمواطنين الإماراتيين أو على الأقل تسهيل إجراءات حصولهم على تأشيرات دخول على المدى القصير.

وأوضحوا أن «السفارات الاوروبية الاعضاء في مجموعة شنغن الاوروبية التي تضم أكثر من 20 دولة تبحث حالياً تبسيط إجراءات دخول المواطنين الإماراتيين، خصوصاً لغرض السياحة، ووضع سقف زمني لفترة الحصول على التأشيرات، شرط استيفاء جميع الأوراق المطلوبة، تمهيداً لإعفاء المواطنين من تأشيرات الدخول. وأشاروا إلى أن هذه الخطوة ستسهم في العمل على زيادة السائحين الإماراتيين الذين يعتبرون من الأكثر انفاقاً في السياحة، ما يساعد على دعم الاقتصادات الأوروبية التي تعاني بعض الضغوط في الوقت الراهن.

وتفصيلاً، قال المواطن (محمد.س) إنه «توجه الشهر الماضي إلى مقر خدمات التأشيرات، وهي شركة خاصة معنية بإصدار التأشيرات للدول الأوروبية، وبحوزته كل المستندات المطلوبة، مثل كشف الحساب البنكي، وموافقة من مقر العمل، وحجز الطيران والفندق، لكنه فوجئ بأنه مطالب بالانتظار أكثر من خمس ساعات، حتى يتسلم موظف الشركة أوراقه»، مشيراً إلى انه «بعد الانتظار طلب منه الموظف ان ينتظر 15 يوماً، وبعدها يذهب لسفارة الدولة المتجه إليها حتى تتم المقابلة».

وتابع «انتظرت في السفارة نحو ثلاث ساعات، وبعد إجراء المقابلة انتظرت نحو اسبوع آخر حتى صدرت التأشيرة»، متسائلاً «كيف أبقى دون جواز سفري كل هذه المدة؟».

وذكر (أحمد.ي)، وهو مقيم عربي، أنه «أمضى نحو اربع ساعات منتظراً قبول اوراقه في الشركة التي تتعامل معها السفارة الاوروبية لإصدار تأشيرة شنغن»، لافتاً الى ان «الموظف استقبل قبله مندوبي شركات سياحية، وكل مندوب منهم يحمل عددا كبيرا من طلبات التأشيرة».

وأضاف «شاهدت مواطنين في المركز أبدوا استياءهم الشديد من طول الانتظار، خصوصاً لوجود زوجاتهم معهم، وقرروا إلغاء سفرهم»، مشيراً الى انه «بعد أن أجرى المقابلة في السفارة تردد على مركز التأشيرات لمدة أربعة أيام حتى تسلم جواز سفره».

وقال مواطن، (فضل عدم ذكر اسمه)، إن «مركز التأشيرات في دبي قبل منه الوثائق اللازمة لإصدار تأشيرة شنغن لأنه من أبناء الفجيرة، لكن الموظف المسؤول رفض قبول اوراق زوجته، لأن جواز سفرها صادر من أبوظبي، وطلب منها التوجه الى مكتب أبوظبي» مشيراً الى انه «توجه إلى كبار المسؤولين في مركز التأشيرات، وبعد نقاش وافقوا على قبول أوراق زوجته معه»، واصفاً إجراءات الحصول على التأشيرة بـ«التعجيزية».

وتابع «من التعقيدات التي بات يواجهها المواطنون حالياً أنهم مطالبون بدخول الدولة الاوروبية التي صدرت منها التأشيرة أولاً، ثم الانتقال إلى بقية الدول الأوروبية»، في حين «كان متاحاً لهم فور إصدار شنغن السفر من الإمارات الى أي دولة أوروبية دون تقييد».

وطالب مواطنون ومقيمون بأن يتم تسهيل إجراءات حصولهم على التأشيرة الاوروبية مثلما تيسر الإمارات لمختلف الدول الاوروبية دخول رعاياها دون تعقيدات وإجراءات تعجيزية.

معاملة بالمثل

وقال المدير العام لوكالة كوزمو للسياحة والسفر إسماعيل جحا، إن «الاماراتيين يطلبون اعفاءهم من التأشيرات المسبقة لأوروبا، من منطلق المعاملة بالمثل، إذ يدخل رعايا معظم الدول الاوروبية الى الدولة من دون تأشيرات دخول مسبقة، إضافة الى ان الوضع السياسي والامني المستقر للإمارات وعلاقات الشراكة الاقتصادية الوثيقة مع أوروبا وبعد الإمارات عن أي ممارسات ضارة على الصعيد الدولي، يجعلها تستحق هذه المعاملة بالمثل».

وأوضح جحا، أن «العديد من المواطنين يفضلون السفر الى المقاصد الآسيوية، خصوصاً في فترة الصيف هربا من الاجراءات الطويلة لإصدار التأشيرات المسبقة بالنسبة للدول الاوروبية في ظل الازدحام الكبير للحصول على التأشيرات في السفارات الاوروبية، فضلاً عن الحصول على الموافقات الأمنية لإصدار التأشيرات، ما يتطلب وقتاً»، مشيراً الى ان إصدار التأشيرة يعقبه ضرورة وجود بصمة يد وهو ما يؤدي لبعض التأخير ايضاً، لأن بعض السفارات تحدد يوما او يومين في الاسبوع.

وتوقع جحا ان يزيد عدد السائحين الاماراتيين الى المقاصد الاوروبية بنسبة تصل إلى 50٪ حال الموافقة على دخول المواطنين دون تأشيرات دخول مسبقة، إذ ان مسألة التأشيرات تحد من حركة السائحين الإماراتيين الى اوروبا، مؤكداً في الوقت ذاته ان اصدار مثل هذا القرار سيستغرق وقتا طويلا، لأنه يتطلب الحصول على موافقة اكثر من 20 دولة أوروبية دفعة واحدة، وهناك اختلافات في بعض السياسات الداخلية المتبعة بين دولة وأخرى.

وأشار الى أن العديد من السفارات الأوروبية لجأت إلى افتتاح مراكز خدمات منفصلة تابعة للسفارات من أجل انجاز التأشيرات بعيداً عن السفارة، إلا أن معظم هذه المراكز مزدحمة وتواجه ضغوطاً كبيرة في ظل لجوء البعض الى الحجز المتأخر.

وطالب جحا المواطنين بالتخطيط لقضاء الاجازات في وقت مبكر للبعد عن فترة الازدحام في إصدار التأشيرات التي تتركز في شهري مايو ويونيو من كل عام.

وثائق كاملة

في المقابل، قال متحدث باسم شركة إصدار التأشيرات الاوروبية في الدولة «في اف اس»، إن «الشركة خفضت وقت الانتظار الطويل عند تقديم الاوراق، إذ انتقلت قبل ايام الى مقر جديد بمساحة اكبر، أسهم في خفض وقت انتظار طالبي التأشيرة»، موضحاً «نحن نطبق الإجراءات التي تطلبها منا السفارات، ولذلك نطلب الوثائق كاملة بما فيها جواز السفر الأصلي، وبعدها نسلمه للسفارة الأوروبية»، مؤكداً ان «الانتظار 15 يوماً يتوقف على نظام السفارة».

ولفت الى أن «المتقدم للسفر يمكنه ان يتقدم بطلب إضافي، يحصل بموجبه على جواز سفره من مقر السفارة، وهذا الطلب قد يتم قبوله، أو يتم الاحتفاظ بالجواز في السفارة حتى موعد المقابلة وإصدار التأشيرة».

تويتر