«خدمات المزارعين» يخطط لتلبية حاجة السوق من الخضراوات محلياً

أبوظبي تنتج 3000 طن بطاطـس الموسم الجاري

نظام ري حديث في زراعة البطاطس يوفر هدر المياه. الإمارات اليو

توقع خبراء في مركز خدمات المزارعين في أبوظبي إنتاج نحو 3000 طن بطاطس، خلال الموسم الزراعي الذي بدأ حصاده في مزارع الإمارة، ويمتد حتى نهاية أبريل الجاري، لافتين إلى أن المركز ورّد لأصحاب المزارع 270 طن تقاوٍ مستوردة من فرنسا وهولندا العام الماضي، مؤكدين أن إنتاج أبوظبي من البطاطس هذا الموسم الأكبر في تاريخها، خصوصاً بعد تخصيص المركز 1395 دونماً لزراعة البطاطس، موزعة على المنطقة الغربية بواقع 115 دونماً، و230 دونماً في أبوظبي، و1050 دونماً في العين.

وقال العضو المنتدب للمركز، خليفة أحمد العلي، لـ«الإمارات اليوم» إن المركز يخطط لتلبية احتياجات السوق من الخضراوات محلياً، مشيراً إلى تشجيع المزارعين على زراعة البطاطس من خلال توزيع تقاوي البطاطس الهولندية والفرنسية مجاناً على أصحاب المزارع الموقّعين على عقود توريد الخضراوات لاستخدامها في إنتاج تقاوٍ جديدة تستخدم خلال الموسم الزراعي الذي سيبدأ في أكتوبر المقبل.

وأوضح أن المركز يسعى إلى الاستفادة من التجربة في إنتاج تقاوي بطاطس تستخدم لاحقاً بما يؤمّن السوق المحلية من البطاطس، متوقعاً زيادة كمية الإنتاج المحلي من البطاطس بصورة مطردة من عام إلى آخر، خصوصاً أن البطاطس من المحاصيل التي يمكن تخزينها مدداً طويلة والاستفادة منها على مدار العام.

ويذكر أن وزارة الزراعة السعودية أعلنت، أخيراً، أنه مع حلول سبتمبر المقبل سيتوقف تصدير منتجات الخضراوات المزروعة في مساحات مكشوفة مثل البطاطس، لمدة خمس سنوات، في إطار إجراءاتها لترشيد استهلاك المياه وتنظيم استخداماتها في المجالات الزراعية.

وأفاد العلي بأن إمارة أبوظبي بدأت في اتخاذ إجراءات احترازية لمواجهة حاجة السوق من البطاطس، خصوصاً بعد توجه السعودية لوقف تصدير منتجات الخضراوات المزروعة في مساحات مكشوفة، وتمت زراعة البطاطس في المنطقة الغربية لمعرفة مدى إسهام المنتج المحلي في تغطية حاجة السوق، مضيفاً أن المركز وفّر كميات من تقاوي البطاطس المستوردة من هولندا بهدف إدخال سبعة أصناف جديدة من البطاطس عالية الجودة، وتمت التجربة في 350 مزرعة في المنطقة الغربية، وتدريب العاملين في المزارع على الممارسات الزراعية الجيدة، وتغيير أنظمة الري بهدف تقليص المياه المستخدمة وتحسين الإنتاج.

وتشير البيانات الإحصائية إلى أن الدولة استوردت من السعودية 150 ألف طن من الخضراوات العام الماضي، ولتشابه الظروف المناخية والجغرافية في الدولتين تمت زراعة كميات أكبر من الخضراوات في المزارع المحلية.

وأكد العضو المنتدب للمركز، أن التوجه خلال الفترة المقبلة يتمثل في سد حاجة السوق من محصول البطاطس عبر الاعتماد على المنتج المحلي بزيادة المساحات المزروعة بمحصول البطاطس، بما يحسن من دخل المزارعين، والتواصل مع تجار الجملة لإيجاد أسواق استيراد جديدة، لافتاً إلى قيام المركز في أبوظبي بمخاطبة جميع المزارعين الموقعين على عقود توريد الخضراوات، وإعلامهم بتوافر تقاوي البطاطس مجاناً لتشجيعهم على إكثارها وتوفير تقاوي بطاطس للموسم الزراعي المقبل.

وقال إنه تم تغيير أنظمة الري التقليدية داخل المزارع بأخرى أكثر كفاءة، لتقلص عملية الري المطلوبة من 30 دقيقة بمعدل مرتين يومياً، إلى مرة واحدة، لخفض معدل استهلاك المياه بنسبة نحو 76٪ لكل كيلوغرام من البطاطس، ومن 640 لتراً لكل كيلوغرام من البطاطس في نظام الزراعة القديم إلى 154 لتر مياه لكل كيلوغرام في النظام الجديد.

وكشف العلي عن برنامج لتدريب المزارعين على اتباع ممارسات حديثة في زراعة البطاطس تؤدي إلى تقليص فترة الزراعة، بما يسمح بزراعة محصولين أو ثلاثة محاصيل في الموسم الواحد، بجانب تدريبهم علي تغيير أنظمة الري ومساحات غرس الشتلات، ما يضاعف من إنتاج البطاطس مقارنة بنظام الزراعة التقليدي، وجني محصول عالي الجودة بكميات وفيرة.

وأشار إلى أنه وفق النظام الجديد تقلصت المساحة التي تنمو فيها شتلة البطاطس من 50 - 100 سنتيمتر إلى 30-75 سنتيمتراً، ومضاعفة المساحة الزراعية إلى 44 ألف شتلة بدلاً من 22 ألف شتلة، مقارنة بالنظام التقليدي، ما ترتب عليه زيادة الإنتاج من 15 طناً لكل هكتار، إلى 38-42 طناً للهكتار الواحد، مضيفاً أنه يمكن الآن زراعة 4400 شتلة في الدونم بدلاً من زراعة نحو 2000 بذرة في الدونم الواحد، وهذه الطريقة الجديدة تساعد على تشكيل غطاء نباتي للتربة وتقليل نسبة التبخر.


احتياجات السوق

أفاد العضو المنتدب لمركز خدمات المزارعين في أبوظبي، خليفة أحمد العلي، بأن المركز رفع من كفاءة المنتجات وأسهم في إدخال التكنولوجيا وتبني أفضل الممارسات الزراعية العالمية، وعزز من إسهام المنتجات الوطنية في الأمن الغذائي.

وقال إن السياسة الزراعية في إمارة أبوظبي بدأت في تنفيذ خططها منذ عام ،2008 لتوفير مقومات الأمن الغذائي، لافتاً إلى أنها تواجه تحديين: الأول يتمثل في انتهاج أساليب من شأنها ترشيد استهلاك المياه في الزراعة، والثاني تلبية احتياجات السوق من الخضراوات ذات الجودة العالية مع الاستفادة من زراعة محاصيل تتناسب وبيئة الإمارة.

ولفت إلى أن الخضراوات التي تم إنتاجها محلياً أصبحت تحظى بمزايا تنافسية في السوق مثل البطاطس والبصل والخيار والطماطم، وغيرها من المحاصيل التي يحتاج إليها المستهلك في غذائه اليومي.

وقال إن المركز يتواصل مع الشركات الوطنية العاملة في مجال الزراعة، التي لها استثمارات خارج الدولة بهدف توجيهها نحو زراعة المحاصيل التي تحتاج إليها سوق الإمارات على غرار مشروعات زراعة الأعلاف في عدد من الدول العربية والأجنبية لسد حاجة السوق المحلية. وأشار إلى تنفيذ سياسة زراعية لمدة خمس سنوات، بدأت منذ عام 2008 بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتج المحلي بنسبة لا تقل عن 40٪ خلال تلك الفترة، والتركيز على البطاطس باعتبارها أحد المصادر الغذائية الرئيسة السهلة التسويق، التي تستهلك كميات أقل من المياه مقارنة بالمحاصيل الأخرى، بجانب إمكانية تخزينها فترة طويلة.

تويتر