بسبب ندرة الموارد الطبيعية والاعتماد على استيراد معظم الاحتياجات من الخارج

السويدي: مستقبل الأمن الغذائي في الخليج غامض

المؤتمر ناقش الأبعاد الاستراتيجية المتعلقة بأمن المياه في الخليج. من المصدر

قال مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الدكتور جمال سند السويدي، إن الأمن الغذائي يواجه مستقبلا غامضا في دول الخليج، إذ تواجه الإمدادات الغذائية تهديدا متزايدا، ما يجعلها عرضة لعدم الاستقرار اقتصاديا واجتماعيا، نظرا إلى تقلبات الإنتاج العالمي للأغذية، وتغيرات السياسات التجارية، وتذبذب أسعار السلع الأساسية.

وأشار خلال افتتاح المؤتمر السنوي للمركز تحت عنوان «أمن الماء والغذاء في الخليج العربي»، إلى أن المؤتمر يناقش الأبعاد الاستراتيجية المتعلقة بأمن المياه في منطقة الخليج، من خلال تسليط الضوء على حالة الموارد المائية، والأبعاد الجيوسياسية لندرة المياه، وتأثير الزيادة السكانية، ومستقبل إمدادات المياه والطلب عليها، وسياسات الأمن المائي الوطنية والإقليمية، كما يتناول المؤتمر الأمن الغذائي والتحديات التي تواجه إمدادات الغذاء على المستوى العالمي، والاستراتيجيات الغذائية المتبعة في دول الخليج العربي، وتطورات سوق المواد الغذائية وآثارها في دول المنطقة.

وأوضح أن المؤتمر يركز على استراتيجيات الأمن المائي والغذائي في الدولة، وجهود الدولة لضمان استمرار التنمية المستدامة، من خلال نخبة من صنّاع القرار والخبراء والمتخصصين والأكاديميين والباحثين المهتمين بالقضايا المثارة.

وأفاد وزير البيئة والمياه، الدكتور راشد أحمد بن فهد، في كلمة ألقتها نيابة عنه وكيل الوزارة الدكتورة مريم حسن الشناصي، بأن الطلب على المياه ازداد من ستة مليارات متر مكعب عام 1980 إلى 26 مليار متر مكعب عام ،1995 ونصيب الفرد من المياه انخفض من 700 متر مكعب عام 1970 إلى 170 مترا مكعبا عام ،2000 وأدى العجز في المياه الجوفية إلى الطلب المتزايد على المياه العذبة.

وأوضح أن القطاع الزراعي يستهلك 70٪ من المياه العذبة، وأن الطلب على المياه نما في القطاع الحضري أكثر من الضعف، وأصبح استهلاك المياه في القطاع المنزلي استهلاكاً غير رشيد، الأمر الذي يزيد من صعوبة المشكلة.

وأفاد بأن الدولة اتخذت سلسلة من التدابير لاستدامة الأمن المائي والغذائي، في إطار استراتيجية شاملة، من خلال وضع أطر تشريعية وإجراء مراجعة شاملة للسياسات المائية والزراعية، ومع توقعات ارتفاع الطلب على المياه المحلاة التي توفر 40٪ من المياه في الوقت الحالي، تم رفع قدرات تحلية المياه، إلى جانب التوسع في الاعتماد على المياه المعالجة، ومعالجة الإفراط في استهلاك المياه في القطاع الحضري.

وأشار بن فهد إلى أن الضغوط التي يتعرض لها قطاع الماء والغذاء في دول الخليج تجعل الإسراع في وضع استراتيجية شاملة للماء والغذاء أمراً حتمياً، وعلى الرغم من قلة الموارد المائية والأرض الصالحة للزراعة، إلا أن هناك مجموعة واسعة من القدرات والخيارات المتاحة التي تجعل ذلك أمراً ممكناً.

وفي كلمة ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية عبدالله الشبلي، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، إن الغذاء والماء من أهم القضايا الاستراتيجية التي اهتم بها جميع قادة دول المجلس منذ تأسيسه، نظرا لأهمية هذه القضايا، خصوصا أن متوسط استهلاك الفرد الخليجي يومياً وصل إلى 350 لتراً.

وذكر أنه في قمة عام 2003 أصدرت «الأمانة العامة» المذكرة المتصلة بالإدارة المائية المتكاملة للمياه، وتم التشديد على مراجعتها دورياً، وإعداد خطة متكاملة للتعامل مع القضايا المستجدة المتعلقة بالمياه كافة. وأفاد الزياني بأن الدورة الـ31 لاجتماع قادة «مجلس التعاون»، التي عقدت في أبوظبي في عام ،2010 حددت معالم السياسة المائية لدول المجلس ومستقبلها، والعلاقة بين الماء والزراعة والغذاء، وعلاقة ذلك كله بالمياه وبأمن المواطن الخليجي. مبيناً أن على دول «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» تبنّي استراتيجية متكاملة حول أمن الماء والغذاء لمواجهة التحديات المستقبلية.

وتحت عنوان الأبعاد الجيوسياسية لندرة المياه في دول الخليج العربي قدم الدكتور حسين عميري، أستاذ مشارك في قسم الفنون الحرة والدراسات الدولية في «كلية كولورادو للمناجم» في الولايات المتحدة الأميركية، تحليلاً للعواقب الجيوسياسية للحلول الممكنة لندرة المياه في دول مجلس التعاون، مبيناً أن دول الخليج العربي اختارت أصلاً الاعتماد على المياه المحلاة بدلاً من المياه المستوردة.

ولفت إلى أن قرار تعزيز الأمن الغذائي لدول الخليج عن طريق استئجار أو شراء مساحات كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة في الخارج يمثل نهجاً عقلانياً، مضيفاً أن واردات الغذاء تسهم في تعزيز الأمن المائي، وذلك لأن الدولة في الواقع تقوم باستيراد مياه افتراضية، الأمر الذي يؤدي إلى تنويع مصادر المياه العذبة، وخفض معدلات نضوب المصادر المحلية.

تويتر