بسبب ارتفاع كلفة الطعام وخدمات صالات الأفراح

حفلات الزفـاف تستحوذ على نصــف كلفة الزواج

تنظيم صندوق الزواج حفلات العـرس الجماعية ساعد على التوعية بضرورة التفكير السليم قبل إقامة حفلات تتسم بالبذخ والإسراف الشديد. الإمارات اليوم

أكد شبان متزوجون حديثاً أن تكاليف حفلات الزفاف مازالت مرتفعة، وأنها تلتهم نصف كلفة الزواج في كثير من الأحيان، بسبب إصرار الفتيات وأهل العروسين على إقامة حفلات تعكس مستوى اجتماعياً عالياً.

وقالوا لـ «الإمارات اليوم» إن قيمة حجز قاعة الأعراس من دون التجهيزات الأساسية تتجاوز 100 ألف درهم، ومع التجهيزات التي تشمل قائمة الطعام والمشروبات وزينة كوشة العرس، والإضاءة والصوت والتصوير والفرق الموسيقية تبلغ أكثر من 400 ألف درهم، وتصل في بعض الأحيان الى أرقام خيالية، وهو ما يضاعف من أعباء المقبلين على الزواج ويزيد مشكلة تأخر الزواج عند الشباب وعنوسة الفتيات.

شروط الأعراس الجماعية:

أن يكون المتقدم وزوجته من مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة.

ألا يكون المشارك قد استفاد من منحة الزواج كاملة في وقت سابق، أو شارك في عرس جماعي سابق.

عدم الدخول بالزوجة.

تمنح الأولوية لغير المستفيدين من منحة الصندوق.

تمنح الأولوية لذوي الدخل المحدود.

ألا يكون المتقدم قد سبق لـه الـزواج، إلا في الحالات التالية:

- وفاة الزوجة الأولى.

- عدم قدرة الزوجة الأولى على الإنجاب.

- انتهاء الزواج الأول بالطلاق قبل الدخول.

وفيما دعت فتيات إلى المشاركة بين العروسين لسداد كلفة الزفاف، قال شبان إن تكاليف حفل العرس هي من أكبر العقبات التي تواجه الشاب عند إقدامه على الزواج. وأضافوا أن زيادة الإقبال على قاعات الزفاف الفاخرة، أسهمت في رفع قيمة عروضها، لأن «إدارات الفنادق تسعى إلى خلق المنافسة بين الشباب، ودفعهم إلى التباهي في أعراسهم». وفي المقابل، حذرت مؤسسة صندوق الزواج من تداعيات الإسراف في تنظيم أعراس الزواج، بسبب ما يترتب عليه من مشكلات أسرية. وأكدت أن التغيرات التي طرأت على الحياة تفرض تغير مراسيم الزواج، التي أصبح إتمامها في قاعات فنادق خمس نجوم من الشروط الأساسية للزواج.

وتفصيلاً، قال أحمد خميس إن كلفة زواجه بلغت 470 ألف درهم، مضيفاً «أدرك أنه مبلغ كبير جداً بالنسبة ليوم واحد، ولشاب في بداية حياته، إلا أنني لم أستطع الرفض، لأن كلّ من حولي، سواء في أسرتي أم أسرة العروس، فعل الشيء نفسه، ولا يمكننا أن نكون أقلّ منهم». ورأى خميس أن تنظيم حفلتين، واحدة للرجال وأخرى للنساء، «يرفع تكاليف حفل الزفاف، ويجعلها مضاعفة».

أما «ر.م» فلفتت إلى أن «حفل الزفاف هو حلم لكل فتاة، وهي تتمنى أن يكون كل شيء فيه استثنائياً، لذلك تسعى دائماً ليكون الأفضل والأجمل من بين كل الحفلات». وتابعت «يمكن أن يتشارك العريس والعروس في تكاليف الزواج، أو تسديد القرض الخاص به، في حال اقترضا لإتمامه، لأنهما سيصبحان أسرة واحدة، وهذا أفضل من إقامة حفل لا يليق بالمستوى الذي تستحقه هذه المناسبة، باعتبارها ليلة العمر»، معتبرة أن «على العروسين أن يبذلا قصارى جهدهما لإتمامه في أحسن صورة».

ورأى يوسف عبدالرحمن أن «الحلّ هو وجود تنظيم قانوني لوقف الارتفاع الجنوني في أسعار قاعات الزفاف، وتوعية الشباب بخطورة الإسراف في الإنفاق على حفلات الزفاف، للمباهاة، لأن ذلك سينعكس سلباً على حياتهم المستقبلية». مشيراً إلى انه رفض إقامة حفل زفافه في فندق، وشارك في حفل زفاف جماعي نظمه صندوق الزواج.

وقال: «بدلاً من أن يفرح بزفافي أهلي فقط، كنا أكثر من 50 عريساً، فشعرت بأن الإمارات كلها تحتفل بزواجي، وكانت ليلة جميلة جداً، والحفل كان في منتهى الروعة، من حيث الشكلأ والتنظيم»، داعياً الشباب إلى «التفكير طويلاً، قبل أن يثقلوا مستقبلهم بالديون، من أجل مظاهر كاذبة».

أسباب الغلاء

أكد مدير تسويق في أحد فنادق خمس نجوم في أبوظبي غلاء قاعات الأفراح، عازياً ذلك إلى ثلاثة أسباب «الأول: ارتفاع الأسعار بشكل عام في كل شيء، وتنافس الفنادق وقاعات الأفراح على التجديد، وتحديث الديكورات، والخدمات، لتستمرّ في المنافسة، والسبب الثاني جودة الخدمات التي تقدمها الفنادق، والسبب الأخير اختيار العروسين شكل القاعة والكوشة وقائمة الطلبات من الطعام والشراب»، مشيراً إلى أن «سعر الفرد في قائمة أسعار الطعام، على سبيل المثال، يبدأ من 90 درهماً حتى 450 درهماً، وفي النهاية، فالقرار يعود للعروسين».

وأضاف «يحق للفنادق أن ترفعأ أسعار القاعات بسبب غلاء أسعار المواد الغذائية والمعدات المستخدمة في تجهيز الأفراح، فقد زادت التكاليف عليها، وهذا الغلاء من الأساس سببه النمو الذي شهدته الدولة في السنوات الأخيرة، لأن ارتفاع الأسعار مرتبط باقتصاد البلد».

وتابع «نحن نقدم أكثر من عرض خاص يلاقي إعجاب العروسين، ويشهد إقبالاً كبيراً، مثل عروض الزفاف التي تشمل إقامة مجانية للعروسين في جناح مطل على البحر، وشخصاً متخصصاً لتنظيم حفل الزفاف، وبوفيهاً فاخراِ، وعرضاً خاصاً ومجانياً من النادي الصحي».

ونفى أن تكون أسعار قاعات الأفراح هي السبب في تراجع شبان عن الزواج أو تأخيره «فإدارة الفندق لم ترصد نقصاناً في عدد حفلات الزفاف، بل على العكس الوضع في تزايد، وتعتبر أشهر مايو ويونيو ويوليو من أشهر السنة الأكثر ازدحاماً بحفلات الزفاف».

من جانبها، أكدت مدير عام مؤسسة صندوق الزواج، حبيبة عيسى الحوسني، أن القيم الاجتماعية السلبية لاتزال تسيطر على الإنفاق الأسري في الدولة، ما يعيق التطور المجتمعي، لافتة إلى أن البحوث التي أجراها الصندوق تشير إلى أن الإنفاق على المهور والأعراس يحتلّ مرتبة متقدمة على غيرها من أوجه الإنفاق، وأن الدافع إلى ذلك ليس عقلانياً بقدر ما هو رغبة في التقليد الأعمى والمباهاة والتفاخر الاجتماعي، مطالبة في هذا الصدد باستراتيجية تتعاون فيها كل مؤسسات الدولة الرسمية والخاصة والأهلية لإحداث تغيير نوعي في القيم السلبية لتحل محلها قيم الاعتدال والحكمة والاقتصاد في الإنفاق.

وقالت إن عدم التخطيط للإنفاق الأسري عند الاستعداد للزواج من أكبر الإشكالات التي تواجه المجتمع، وتهدد الأسر الجديدة، ومن هذا المنطلق وبناء على الدراسات التي قام بها الصندوق، منذ إطلاق برنامج «إعداد» للمقبلين على الزواج، تم تعديل محاور البرنامج في عام 2012 وإضافة محور ميزانية الأسرة، الذي يتطرق إلى المبالغة في تكاليف الزواج في الحاضر، ومقارنتها بالسابق، وكيفية التخطيط المالي السليم للأسرة، من خلال تخطيط نفقات الزواج، ونفقات الأسرة المالية، والادخار، مؤكدة أن هذا المحور تم إضافته أخيراً، بناء على حاجة الأسرة الإماراتية إليه.

وشددت الحوسني على ضرورة وضع ميزانية العرسأ بناء على إمكانات الزوج، واستخدام الأموال المتوافرة الاستخدام الأمثل، عن طريق إدارتها وليس إنفاقها، من خلال تقليل الحجوزات، وتقليل نفقات الكماليات، والكوشة، والخدمة، والزينة، ومكان إقامة العرس، وحتى الطعام دائماً ما يكون أكثر من اللازم بكثير.

وأشارت إلى أن تنظيم صندوق الزواج حفلات العرس الجماعية ساعد على التوعية بضرورة التفكير السليم قبل إقامة حفلات تتسم بالبذخ والإسراف الشديد، ما يترتب عليه ديون يتحملها العروسان في بداية حياتهما، تعرضهم لمشكلات عدة، إذ إن أقل عرس يكلف تنظيمه ما لا يقلّ عن 400 ألف درهم، معظمها قروض من البنوك، مشيرة إلى أن التكاليف لا تتضمن سوى حجز قاعات العرس والأطعمة والمشروبات والفرق الموسيقية، والكوشة، وزينة القاعة، ولفتت الحوسني إلى أن مؤسسة صندوق الزواج نظمت ثمانية أعراس جماعية خلال العام الماضي، بهدف توفير الاستقرار الأسري للأسرة الإماراتية، وقد بلغ عدد المشاركين فيها 285 عريساً، مؤكدة أن الهدف من تنظيم الأعراس الجماعية هو تخفيف معاناة الشباب المقبلين على الزواج، وتيسير أمور زواجهم للإسهام في بناء وإنشاء أسر متماسكة تتولى بدورها تربية وتقويم وتهذيب الأجيال وتذليل الصعاب أمام الشباب المواطنين، وتخفيف عبء وتكاليف الأعراس عنهم.

تويتر