«الأرصاد» عزاها إلى موجات دافئة وجافة قادمة من المرتفع الأوزوري

أجواء غير مستقـرة في الإمارات حـتى الإثنين

سحب من الغبار غطت شوارع دبي وأثرت سلباً في مستوى رؤية السائقين. الإمارات اليوم

سادت أجواء غير مستقرة، رملية ومغبرة، مختلف أنحاء الدولة منذ صباح أمس، وتسببت في وقوع حوادث مرورية في دبي ورأس الخيمة، وأثرت سلباً في كميات السمك المعروضة في أسواق السمك.

وتوقّع المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل استمرار حالة الطقس، وهبوب الرياح الجنوبية المثيرة للرياح والأتربة، لمدة 48 ساعة أخرى.

وقال الباحث في علوم الفلك والأرصاد الجوية، والمشرف العام على القبة السماوية في الشارقة، إبراهيم الجروان، لـ«الإمارات اليوم» إن سبب هذه الأجواء غير المستقرة في هذه الفترة من السنة، التي عادة ما تكون بين منتصف فبراير الجاري حتى منتصف أبريل المقبل، هو موجات دافئة وجافة قادمة من غرب القارة الإفريقية، من المرتفع الأوزوري الإقليمي الذي يقع بالقرب من جزر الكناري.

وأكد أن «هذه الأجواء غير المستقرة متوقعة لمدة ثلاثة أيام، وبعدها تبدأ الأجواء في الاستقرار، ودرجات الحرارة بالانخفاض النسبي»، لافتاً إلى أن «درجات الحرارة خلال هذه الأيام فوق المتوسط». وتابع الجروان: «أحياناً تتقاطع هذه الموجات الدافئة والجافة مع منخفضات رطبة قادمة من المرتفعات السيبيرية، التي تؤثر في أجواء بلاد الشام، وإذا تصادف لقاؤها مع الموجات القادمة من سيبيريا، فإنها تسبب أمطاراً رعدية».

تدني الرؤية

أسواق السمك تفقد 50٪ من المعروض

انعكست التغيرات المناخية التي شهدتها رأس الخيمة خلال اليومين الأخيرين سلباً على حركة الصيد، إذ أحجم الصيادون في مناطق الامارة عن الخروج في رحلاتهم اليومية المعتادة، لصيد الأسماك، تجنباً للأخطار المحتملة جراء حالة الطقس. وقال سعيد علي، وهو أحد الصيادين القدامى، إن «الخروج إلى البحر في مثل هذه الظروف المناخية المتقلبة يشكل مجازفة غير محمودة العواقب، لذا فقد كان من الطبيعي أن يقرر الصيادون عدم الخروج إلى البحر قبل أن تهدأ الأجواء».

وفي ظل عدم ممارسة الصيادين مهنتهم، بدا سوقا السمك الرئيسان بالمعيريض ومدينة رأس الخيمة شبه خاويين، إذ تراجعت كميات الأسماك المعروضة للبيع على نحو ملحوظ، وكانت بعض الدكات خالية من الأسماك، ونتيجة لذلك انتهز الباعة الفرصة وزادوا أسعار البيع التي تفاوتت من صنف إلى آخر. فعلى سبيل المثال، فقد بلغ سعر المنّ (4 كيلوغرامات) من صنف سمك الشعري 100 درهم، والكنعد 200 درهم، والخباط 50 درهماً. وقال سالم عبيد، وهو دلال تجارة الأسماك في رأس الخيمة، إن الأحوال المناخية السائدة والمصحوبة بتيارات هوائية نشطة، أدت إلى إثارة الأمواج، وتالياً منعت طرادات الصيد من مغادرة موانئها. وهو ما تسبب في اختفاء 50٪ تقريباً من أصناف الأسماك، خصوصاً القباب والخباط والشعري والكنعد.

وتابع أن هذه الأصناف موجودة على دكات البيع، لكن كمياتها أقل كثيراً مقارنة بما تكون عليه الحال حينما تكون الأحوال المناخية طبيعية، مشيراً إلى أنه من المتوقع عودة الصيادين الى ممارسة نشاطهم في غضون ساعات إذا تحسن الطقس. وطالب يوسف ناصر، أحد رواد سوق معيريض، بايجاد تدابير وقائية لضمان توافر الأسماك في الأسواق بكميات كافية، خصوصاً أنها تشكل مادة غذائية مهمة.

وتفصيلا، توقّع المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل استمرار حالة الطقس حتى ليل الأحد، مع ارتفاع أمواج البحر، مضيفا أن درجات الحرارة وصلت أمس إلى 33.7 درجة مئوية.

وأكد المركز لـ«الإمارات اليوم» أن هذه الرياح المثيرة للأتربة تسببت في تدني مدى الرؤية إلى مسافة كيلومتر في مدينة أبوظبي، ووصلت إلى 300 متر في بعض المناطق، ومن بينها منطقة جبل علي في دبي.

كما كشف المركز عن ارتفاع موج البحر إلى نحو سبع أقدام، داعياً مرتادي البحر إلى توخي الحذر والابتعاد عن البحر في فترات اضطراب الأمواج.

وتوقع المركز تحول الكتل الهوائية ليل الأحد إلى شمالية غربية نشطة أو قوية على البر والبحر، وأن تتقدم هذه الرياح من المناطق الغربية تدريجياً صباح الاثنين على مناطق الدولة كافة، مضيفاً أن درجات الحرارة ستنخفض إلى ما كانت عليه قبل فترة اضطراب الطقس.

وناشد المركز السائقين ومرتادي البر توخي الحذر في ظل هذه الأوضاع الجوية، والحفاظ على سرعات مناسبة، وتجنب الأماكن التي تتدنى فيها مستويات الرؤية بدرجة كبيرة، حتى هدوء الرياح.

وشدد على ضرورة اتباع تعليمات المرور على الطرقات، وعدم السرعة، وترك مسافات آمنة بين المركبات.

من جانب آخر، قال نائب رئيس العمليات في مؤسسة مطارات دبي، ماجد الجوكر، إن «سوء الأحوال الجوية لم يؤثر في حركة إقلاع وهبوط الطائرات في مطار دبي الدولي»، لافتاً إلى أن وتيرة العمل تسير بشكل طبيعي.

فيما أغلقت شرطة دبي، أمس، الشارع الذي يتجه من جبل علي إلى طريق دبي العين، المؤدي إلى لهباب، بسبب وقوع حادث مروري نتيجة الرمال التي تراكمت في الشارع، وفق مدير إدارة غرفة القيادة والسيطرة في الإدارة العامة للعمليات العقيد عمر عبدالعزيز الشامسي، الذي أشار إلى أن الشرطة ارتأت إغلاق الشارع إلى حين قيام بلدية دبي بإزاحة الرمال المتراكمة في الشارع، وتهيئته مجدداً لحركة السير.

وقال الشامسي إن شرطة دبي لم تتلق بلاغات عن حوادث بليغة أمس، على الرغم من تدني مستوى الرؤية بسبب الرياح القوية التي هبت على مختلف أنحاء البلاد محملة بغبار ورمال كثيفة.

وناشد الشامسي مستخدمي الطرق اتخاذ الحذر عند القيادة، خصوصاً على الطرق الخارجية القريبة من مناطق الرمال الخفيفة المتحركة، نظراً لتدني مستوى الرؤية، وسرعة الرياح على تلك الطرق.

فرق عمل

وأكد مدير إدارة المرور في مؤسسة المرور والطرق في هيئة الطرق والمواصلات المهندس حسين البنا، أن هيئة الطرق والمواصلات تستنفر فريق الطوارئ التابع لها، الذي يعمل على مدار الـ24 في حال نشوء أيّ ظروف استثنائية، مثل سوء أحوال الطقس، أو أي ظروف أخرى قد تنال من سلامة الطرقات ومرتادي الشوارع في الامارة.

وقال لـ«الإمارات اليوم» إن فريق الطوارئ تواصل مع الأرصاد الجوية منذ الصباح، وعلم أن العواصف الترابية ستستمر حتى المساء، الأمر الذي حمله على توزيع فرق عمل في كل شوارع الإمارة تحسباً لوقوع أي حادث.

وتابع أن الفريق الميداني الذي شكلته الهيئة تمكن بالتعاون مع إدارة النفايات في بلدية دبي من إزالة الأتربة المتجمعة في شارع القدرة وطريق جبل علي- الهباب التي تراكم فيها الغبار والرمال بشكل هدد سلامة سير المركبات على طرقات تلك الشوارع.

وأشار البنا إلى تشغيل الهيئة أنظمة المرور الذكية، تجنباً لوقوع حوادث بسبب عدم وضوح الرؤيا بسبب الأتربة، وبهدف تنبيه السائقين من أي ظروف طارئة قد تعيق حركتهم على الطرقات، مؤكداً أن فريق الطوارئ واصل مراقبته الحركة المرورية في شوارع الامارة لحظة بلحظة حتى يتمكن من التدخل وتقديم العون والمساعدة عند الحاجة.

حوادث مرورية

وفي رأس الخيمة، تسبب سوء الطقس والاتربة المحملة بالغبار، أمس، في وقوع ثلاثة حوادث مرورية، أسفرت عن إصابة ثلاثة أشخاص إصابات راوحت بين البسيطة والمتوسطة. وقال مدير فرع التوعوية والإعلام في إدارة المرور والدوريات في شرطة رأس الخيمة المقدم أحمد النقبي، لـ«الإمارات اليوم» إن السبب الرئيس لوقوع الحوادث هو انعدام الرؤية في الطرقات والشوارع العامة في مختلف مناطق الامارة، من جراء حركة الرياح المحمّلة بالغبار، وسوء حالة الطقس التي تشهدها الدولة هذه الأيام.

وشرح أن الحادث الأول وقع في منطقة خزام، إذ تعرض شخص من جنسية عربية لحادث دهس أثناء عبوره الطريق، لعدم قدرته على التأكد من خلو الطريق من المركبات، بسبب انعدام الرؤية، وتطاير الغبار والأتربة.

وكان سائق المركبة في مساره الصحيح، عندما فوجئ بعبور الشاب الطريق بشكل مفاجئ، ما أدى إلى دهسه وإصابته إصابات متوسطة.

وأشار إلى أنه فور تلقي بلاغ بالحادث توجهت سيارات الشرطة والاسعاف والإنقاذ إلى الموقع، وتم نقل المصاب إلى مستشفى صقر الحكومي لتلقي العلاج.

وأضاف أن الحادث الثاني وقع على شارع شمل الرمس، عندما اصطدمت دراجة نارية يقوها شخص من جنسية آسيوية بمركبة كانت تسير على الطريق، ما تسبب في تدهور الدراجة وإصابة سائقها إصابات بسيطة، نقل على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وذكر النقبي أن زيادة سرعة سائق الدراجة النارية، وانتشار الاتربة والغبار على طريق شمل السريع، أديا إلى انخفاض مستوى الرؤية، وعدم تمكن سائق الدراجة من رؤية المركبات على الطريق، ما تسبب في وقوع حادث التصادم.

وأشار إلى أن الحادث الثالث وقع في منطقة الظيت الجنوبي، عندما تدهورت مركبة يقودها شخص من جنسية آسيوية على جانب الطريق، إثر انحرافها عن مسارها الصحيح، وتدهورها وخروجها عن مسارها إلى يمين الطريق. وأضاف أن عدم انتباه السائق للطريق أثناء قيادة المركبة، أدى إلى انحرافها عن مسارها وتدهورها خارج الطريق. وقد أسفر الحادث عن إصابة السائق إصابات بسيطة، موضحاً أن سيارات الشرطة والإسعاف والإنقاذ توجهت إلى مكان الحادث، وأخرجت السائق من المركبة، ونقلته إلى المستشفى لتلقي العلاج.

ولفت إلى أن انخفاض مستوى الرؤية وانتشار الاتربة والغبار على الطرقات المفتوحة، سبب رئيس لوقوع الحوادث المرورية، مطالباً السائقين بأخذ الحيطة والحذر أثناء قيادة المركبات، والالتزام بسرعة الطريق، وعدم الانشغال بالهاتف أو بأشياء قد تؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية.

تويتر