حوّلتهم إلى ضباط وأطباء وأمراء

«أمنية» تحقق أحلام 500 طفل مريض

صورة

أكثر من 500 طفل مريض، من المواطنين والمقيمين في الدولة، تحققت أحلامهم وأمانيهم، وأصبحوا ضباطاً في وزارة الداخلية، وأطباء يستقبلون المرضى، وأمراء وأميرات يأمرون فتستجاب أوامرهم.

هؤلاء الأطفال من المصابين بأمراض «خطرة تهددهم بالموت في أي وقت»، وتولّت مؤسسة «تحقيق أمنية» تحقيق أحلامهم، مهما كانت كبيرة أو صعبة أو مرتفعة الكُلفة.

وهذه المؤسسة أطلقت عام ،2003 وهدفها «تحقيق أحلام الأطفال المصابين بأمراض شديدة الخطورة، في أعمار من ثلاثة إلى 13 عاماً»، وفق نائب رئيس مجلس إدارة المؤسسة، الدكتور عصام ضهير، الذي قال لـ«الإمارات اليوم»، إن «فكرة المؤسسة جاءت من الولايات المتحدة الأميركية، وطبّقت في الدولة قبل ثمانية أعوام، ودولة الإمارات هي الوحيدة عربياً التي يطبّق فيها هذا المشروع الإنساني».

وأضاف أن «المؤسسة في الإمارات خيرية تطوعية، وهدفها أن تمنح الأطفال المهددين بالأمراض الخطرة، مثل السرطان والثلاسيميا وأمراض الدم، أملاً في الحياة، وتسعدهم بتحقيق أحلامهم، مهما كانت صعبة، أو تحتاج إلى نفقات مالية ضخمة، من دون أن يتحملوا هم أو أسرهم درهماً واحداً».

وأكد أن «معظم الأطفال المرضى الذين تحققت أمانيهم، تحسّنت حالتهم النفسية، واستجابوا للعلاج ونسوا آلام الجسد بصورة أسعدت الأطباء المعالجين».

ولفت إلى أن «كثيراً من الأطفال كانوا يحلمون بزيارة مدينة ديزني العالمية، وبالفعل تحققت أمنيتهم بالسفر مع أسرهم، والبعض طلب السفر إلى مدن سياحية كبرى، مثل باريس ولندن، وآخرون كانت أمنياتهم شديدة البساطة، واقتصرت على امتلاك جهاز كومبيوتر محمول، أو هاتف جوال».

ومن الحالات التي تحققت أحلامها، ولا ينساها الدكتور ضهير، الطفل اليمني (شهاب)، الذي تمنى لقاء صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ونقلت المؤسسة أمنيته لسموّه فرحّب بها، وكانت مفاجأة كبرى للطفل المريض.

وخصص سموّه طائرة خاصة لوالدة (شهاب) وأخوته السبعة، لتقلهم من اليمن إلى دبي، ليكونوا إلى جواره أثناء اللقاء، وفاجأ سموّه الجميع عندما اصطحب الطفل في جولة شخصية على حصان سموّه الشخصي.

وقبل سنوات قليلة، تواصلت المؤسسة مع طفلة مصابة بمرض الثلاسيميا، وتعرفت إلى أمنيتها، وهي توفير سيارة لوالدها لينقلها هي وأشقاءها الأربعة المصابين بالمرض نفسه، للعلاج في مركز الثلاسيميا بدبي، خصوصاً أنه لا يملك نفقات نقلهم أسبوعياً لتلقي العلاج. ونجحت المؤسسة في جمع التبرعات، ووفرت لوالد الطفلة سيارة دفع رباعي جديدة تتسع للعائلة، حسب المواصفات التي حددها الأشقاء المرضى.

ويروي نائب رئيس مجلس الإدارة قصة طفل عراقي، تمنى أن يكون ضابطاً في شرطة الشارقة، وتحققت أمنيته، ومنحته شرطة الإمارة رتبة مقدم، ومارس مهامه الوظيفية، مثل أي شرطي آخر لمدة 24 ساعة.

ولأنه صار صديقاً لهؤلاء الضباط، استطاع بعد عودته إلى المستشفى، أن يتواصل معهم، واستخرج لشقيقه تأشيرة زيارة للدولة.

ومن القصص التي لا تُنسى، يقول ضهير، قصة طفلة مصابة بالثلاسيميا، تمنت أن تكون أميرة، فحققت المؤسسة أمنيتها، بتوفير سيارة فاخرة لها، تجوّلت بها في دبي، وصعـدت قمـة برج خليفـة بزي الأميرات، وتم تخصيص مصعد خاص لها.

وتمنّت الطفلة أن تذهب إلى المركز الذي تعالج فيه، لتوزع الهدايا على المرضى، فتمت تلبية طلبها، ووزعت الهدايا على أصدقائها المرضى، لكن ليس بوصفها مريضـة مثلهم، بل أميرة أرادت إسعادهم.

ومن القصص الأليمة التي مرّ بها المتطوعون في المؤسسة، قصة طفلة كانت مصابة بالسرطان، وتمنّت أن تزور لندن في رحلة سياحية بصحبة أسرتها، فتمت تلبية طلبها، وحجزت بطاقات الطيران والفنادق، وفريق الاستقبال البريطاني للأسرة، لكن قبل موعد السفر بيوم، تراجعت صحتها بشدة، ودخلت العناية المركزة.

يضيف الدكتور ضهير: «بعد تحسن حالتها وخروجها من المستشفى، أعادت المؤسسة حجز السفر وترتيب الاستقبال في الفندق في بريطانيا، فسعدت الطفلة جداً بذلك، لكن قبل السفر بساعات توفيت».

وعلى الرغم من مرور أشهر طويلة على الوفاة، فإن والدة الطفلة مازالت تتواصل مع المؤسسة، وتقدم لفريقها الشكر، كونه أشعر ابنتها بالسعادة الشديدة، ورسم على وجهها الفرحة في أيامها الأخيرة.

وهناك حالات عدة لأطفال كان تحقيق أحلامهم مستحيلاً، أبرزهم أطفال طلبوا أن يكونوا روّاد فضاء، وطلبوا السفر للقمر، وهؤلاء تم الاعتذار لهم، وطلبت المؤسسة منهم أن يختاروا أمنيات بديلة، تم تحقيقها لهم على الفور.

وتترأس الشيخة شيخة بنت سيف آل نهيان، حرم سموّ الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، مستشار صاحب السموّ رئيس الدولة، المؤسسة، ويقوم على إدارتها مجلس إدارة وفريق من المتطوعين، وتمارس مهامها من خلال تبرعات الأفراد والمؤسسات والمنظمات والشركات، ويستطيع أي شخص أن ينضم إليها للعمل متطوعاً.

تويتر