طموح قيادة.. وثقة شعب

لخّصت المراسيم والقرارات، التي أصدرها صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، أمس، أكثر من دلالة ومعنى لسياسة التمكين، وتعزيز المكتسبات التنموية التي يرعاها سموّه، وتعكس تفاصيلها وأهدافها ملامح الطموح الكبير الذي يحرك سعي الدولة إلى التقدم، وارتياد آفاق جديدة، تؤكد قوة الإمارات وجاذبيتها، وعلوّ مكانتها في الإقليم والعالم، بوصفها نموذجاً للأمن والحداثة.

ولأن التمكين عملية حيوية وتراكمية، تهدف إلى جعل المواطن أكثر ثقة بصلابة بلاده، وذكاء قيادتها، فقد حوّل رئيس الدولة مناسبة وطنية كبرى، مثل الاحتفال باليوم الوطني الـ40 لقيام الاتحاد، إلى عيد شعبي عام، بكل ما في الكلمة من فرحة غامرة في بيوت المواطنين والمقيمين في الدولة، وبكل ما يعنيه العيد من سلام وطمأنينة في بلاد تتحسس قيادتها احتياجات مواطنيها، وتؤكد أهمية نخبها الاجتماعية وحاجتها إلى مزيد من الاستقرار المعيشي والإنساني.

زيادة رواتب موظفي الحكومة الاتحادية جميعاً، لا يعني، في عالم يعاني الديون والانتكاسات الاقتصادية، سوى أن الإمارات تمضي بثقة نحو المستقبل، من دون قلق وخوف، وأن يأمر سموّه بزيادة أعضاء السلك القضائي، ومعهم المدرسون في وزارة التربية، والعاملون في وزارة الصحة 100٪، فذلك مؤشر إلى عمق النظر لأهمية أن يحظى رجال العدالة والتعليم والصحة بأفضل مستوى للعيش، وما يعنيه ذلك من تطوير للقضاء والتعليم والصحة، ووضعها في أولويات التمكين.

ولأجل أن تعمّ مظاهر العيد أرجاء الإمارات قرر القائد تأسيس صندوق برأسمال 10 مليارات درهم، من أجل دراسة ومعالجة القروض الشخصية للمواطنين من ذوي الدخول المحدودة وتسويتها، ومن شأن مثل هذا الصندوق أن يستوعب المديونيات الصغيرة التي أنتجتها الأنماط الاستهلاكية في السنوات الأخيرة، ويجد لها الحلول المناسبة في إطار تنسيقي مع المصرف المركزي، والبنوك الدائنة، وأن يكون هناك صندوق بهذا الحجم، فهذا يعني أنه سيصبح مؤسسة قائمة بحد ذاتها، تتولى أدواراً وواجبات أخرى، وليس مجرد فكرة مؤقتة لحلّ أزمة مؤقتة.

قرارات العيد لم تتوقف عند تخصيص 2500 قطعة أرض سكنية لمواطني أبوظبي، أو زيادة الإعانات لمنتفعين من وزارة الشؤون الاجتماعية، وإنما ذهبت أبعد من ذلك لتطال بُعداً إنسانياً، يتعلق بحقوق أبناء المواطنات، في دولة تعرف أهميـة الحقوق، وتزيدها دائماً مكتسبات ملموسة.

وفقاً لقرار سموّه، أمس، فقد جرى إغلاق ملف «أبناء المواطنات» بنبلٍ وحكمةٍ وسعة أفق، ليصبح لهم الحق في جنسية الدولة، ويُعاملون معاملة أبنائها، مثلما تفعل كل الدول المتقدمة والواثقة، ومثلما تقرر الإمارات بعد 40 عاماً على اتحاد إماراتها السبع أنها مصممة على بلوغ آفاق جديدة.. وأنها تستحق ذلك.

تويتر