ترك الصيد بعد إصابته بـ 3 جلطات.. و« الإمارات اليوم » نشرت مناشدته « الشؤون »

« العبدولي » مات مخلّفاً حلماً بالوظيفة وأثاث منزل

العبدولي مات وترك بيته خاوياً بلا أثاث. الإمارات اليوم

غيب الموت المواطن الشاب محمد حسن سيف العبدولي، البالغ من العمر 33 عاماً، مخلفاً وراءه أسرة مكونة من سبعة أفراد وحلماً بمنزل مفروش يضمه وأسرته ويريحه من عناء النوم على الأرض، مات العبدولي وهو يحلم بالتوقف عن ملاحقته قانونياً، بعدما صدر تعميم ضده على خلفية عجزه عن سداد قرض اضطر إليه لتسديد نفقات أسرته.

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت قصة العبدولي «أبوحسن» خلال شهر رمضان الماضي ضمن حملة تراحم التي استمرت طوال الشهر، ووجه أبوحسن المريض والمصاب بعدد من الجلطات، وقتها لوماً شديداً إلى وزارة الشؤون الاجتماعية التي قال إنها لم توفر له المساعدة التي ظل يلح في طلبها وعجزت عن توفير وظيفة له، واكتفت بتقديم معونة شهرية مؤقتة انقطعت عنه قبل شهر رمضان.

وانتشرت قصة وفاة «أبوحسن» عبر أجهزة «بلاك بيري» وتداولها آلاف المستخدمين، الأمر الذي دفع وزيرة الشؤون الاجتماعية، مريم الرومي، إلى الرد عبر اذاعة الشارقة، على الاتهام الموجه إلى الوزارة بأنها فاقمت من معاناة أبوحسن وقهره، ما تسبب في موته، وقالت الرومي في دفاعها عن قرار الوزارة بعدم مساعدته إن «أبوحسن» كان مصاباً بعجز نسبته 50٪ في حين يشترط القانون نسبة لا تقل عن 80٪.

واتصل أحد اقرباء «أبوحسن» بـ«الإمارات اليوم» ليبلغها بوفاته، وقال إن «العبدولي مات قهراً عندما شعر بالعجز التام عن الإيفاء بمتطلبات أسرته المالية».

وكان العبدولي قال لـ «الإمارات اليوم» إنه «يواجه ظروفاً مالية وصحية صعبة، منذ أن ترك مهنة الصيد، نتيجة تعرضه إلى ثلاث جلطات قلبية، ما فاقم أمراضه المزمنة، الضغط والسكري والربو، وأقعده عن العمل».

وبسبب وضعه المالي المتردي، عجز عن شراء أثاث لمنزله، واضطرت عائلته إلى افتراش الأرض، ودفعه الخجل إلى عدم دعوة معارفه وأصدقائه إلى منزله، لأنه لا يمتلك أثاثاً لاستضافتهم.

وكان «أبوحسن» يحتاج إلى سداد أقساط بنكية متراكمة عليه، بعدما عمم البنك الدائن عليه لدى الشرطة، الأمر الذي منعه من إتمام إجراءات التعيين في أيّ وظيفة يتقدم إليها، بسبب عدم قدرته على استخراج شهادة حسن سيرة وسلوك.

و«أبوحسن» متزوج، وهو من سكان إمارة الفجيرة، ولديه سبعة أبناء، أربعة منهم في مراحل دراسية مختلفة، وفي عام 2005 توقف عن ممارسة مهنة الصيد التي كانت تدرّ عليه دخلاً بسيطاً يساعده على مواجهة ظروف الحياة، ومنذ ذلك الوقت وهو يبحث عن وظيفة يستعين بها على وضعه المالي المتردي، آملاً أن يتمكن من توفير قوت أسرته، وسداد ما تبقى عليه من أقساط بنكية تنغص عليه حياته، كما كان يقول.

وتابع «أبوحسن» سرد مأساته قائلاً «طرقت أبواباً عدة بحثاً عن وظيفة مناسبة، ولكن الأبواب كلها اغلقت في وجهي، لأنني لا أستطيع استصدار شهادة حسن سيرة وسلوك، بسبب وجود تعميم عليّ من البنك، إذ يطالبني بسداد أقساط متراكمة»، مضيفاً «كلما بحثت عن وظيفة وقفت هذه الشهادة حجر عثرة في طريق إجراءات تعييني».

وأضاف أنه توجّه إلى وزارة الشؤون الاجتماعية عام 2009 لمساعدته على صرف معونة له، لكن الوزارة رفضت، ووعدته بتوفير وظيفة مناسبة، لكنه لم يتلق أيّ ردّ منها، أو من أي جهة أخرى.

وتساءل: «ما مصيري ومصير عائلتي؟ هل نتسول في الشوارع؟ هناك مصروفات مدرسية والعيد على الأبواب، وحتى الآن لا أعلم كيف سأوفر لأبنائي ما يحتاجون إليه؟».

ومع أن «أبوحسن» حصل على مسكن جديد، مكرمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، فإن فرحته وفرحة عائلته بالمنزل لم تكتمل، كما يقول، بسبب عجزه عن توفير حياة مريحة لعائلته، إذ كان يعيش أبناؤه السبعة في بيت بلا أثاث، يفترشون الأرض نوماً وقعوداً، موضحاً أن منزله بلا ستائر ولا أسرّة ولا حتى خزائن أو كراسي أو معدات في المطبخ، سوى مساعدات بسيطة من جهات خيرية في الفجيرة، تتمثل في بعض الأجهزة الكهربائية، ومؤونة تسدّ بها جوعهم في الشهر الفضيل.

وقال «أبوحسن» في الموضوع الذي تم نشره في 15 أغسطس الماضي «أخجل من استقبال اصدقائي وأقاربي في منزلي، ولا أستطيع الترحيب بهم، لعدم استطاعتي فرش البيت وتجهيزه». متابعاً «لقد تدنى مستوى أبنائي الدراسي بعدما كانوا يحرزون نتائج ممتازة، بسبب الحالة النفسية التي يعيشونها».

وتساءل ابن عم «أبوحسن» عن مصير أسرة العبدولي بعد وفاة عائلها الوحيد، مطالباً الجهات المعنية بالتدخل السريع لنجدتها.

تويتر