مرشحون يقصدون تـجمعات المواطنين في الفضاء الإلكتروني

شهدت الأيام الأخيرة من الحملات الدعائية اشتعال حدة المنافسة بين المرشحين في عدد من إمارات الدولة، من خلال المنتديات الإلكترونية والمدونات، إذ استغل عدد كبير من المرشحين ما تحظى به منتديات عامة من انتشار بين أوساط الشباب الإماراتي لإعلان برامجهم الانتخابية، والدخول في مناقشات جادة مع رواد المنتديات، الذين اتسمت بعد مداخلاتهم بالحدة والهجوم.

وشهدت النقاشات مطالبات لمنتسبي المنتديات اتسم بعضها بالغرابة، إذ طالب أحدهم بإجراء اختبار لتحديد مستوى ذكاء المرشح، ومستوى ثقافته، حتى لا يتسلل الى المجلس من هو غير جدير به.

كما أتاحت منتديات تماشيا مع الانتخابات خاصية فريدة للمرشحين المعلنين عن أنفسهم على صفحاتها، تتمثل في الكشف عن عدد المتصفحين لإعلاناتهم بمجرد الضغط على صورة المرشح، وهو ما اعتبره مرشحون مؤشرا إلى ما يحظون به من فرص للفوز.

وأكدت خبيرة التسويق الإلكتروني الباحثة، أمل أبوالعينين، أن لجوء المرشحين للمنتديات العامة والمتخصصة، واستخدامها في الدعاية الانتخابية أكثر جدوى من إنشاء صفحات إلكترونية خاصة على الإنترنت «لأنها بمثابة تحرّك إيجابي من جانب المرشح إلى أماكن تجمع المواطنين في الفضاء الإلكتروني، دون انتظار لأن يقوموا هم بزيارة صفحاته، خصوصاً في المنتديات المحلية التابعة للمدن أو الإمارات، إذ يتوجه المرشح بخطابه إلى الفئة المستهدفة مباشرة».

وقالت إن المنتديات تحقق كثيراً من الأهداف الدعائية التي لا تحققها غيرها من الوسائل، من بينها الاستمرارية، إذ يستمر الإعلان لمدة لا تقل عن شهر في أغلب الأحوال بسعر رمزي قد لا يتجاوز 3000 درهم، ويصل في حده الأدنى إلى 100 درهم. كما أن المنتديات تتميز بتنوع أعضائها، من حيث الفئات العمرية والاجتماعية والثقافية، نظراً لما تحتويه من أبواب وأقسام تتناسب مع مختلف الهوايات والاتجاهات، مثل تبادل الكتب والبورصة والحاسوب وتربية الحيوانات والسيارات والإسلاميات وغيرها. كما تتيح إمكان التراسل بين الأعضاء كتابياً أو صوتياً، ويمكن من خلالها حشد أكبر عدد من الأصوات عن طريق ما تتيحه من نقاشات. وأوضحت أبوالعينين أن بعض المنتديات يضم عدداً من الأعضاء يتجاوز عشرات الآلاف، فيما يتجاوز عدد الزائرين في بعض الأحيان مليون زائر، وهو ما يجعل قاعدة مستخدميها أكثر اتساعاً.

وجاء في مقدمة المنتديات المحلية التي أوردت إعلانات دعائية للمرشحين منتدى «الرمس» الذي يقيم أغلب أعضائه في إمارة رأس الخيمة، وجاء في مقدمة المرشحين المعلنين عبر المنتدى كل من عبدالرحمن عبيد الطنيجي ورحمة محمد عمران، وبلغ عدّد المطالعين لصفحتيهما آلاف المشاركات.

كما حظي المرشحون الآخرون بعدد كبير من المشاركين من بينهم حشر راشد الحبسي وأحمد الأعماش وفيصل عبدالله الطنيجي ومحمد أحمد إبراهيموه وغيرهم.

وأكّد مرشحون أنهم لم يتمكنوا من الإعلان على الموقع في أماكن بارزة، نظرا لسرعة حجز المساحات الإعلانية على المنتدى. وفيما انحصرت مداخلات الأعضاء في برنامج عبدالرحمن الطنيجي حول الإشادة والأمنيات الطيبة بالفوز، شهدت مداخلات أعضاء آخرين مناقشات حول ضعف الشعارات الانتخابية وعدم التجديد.

من جهة أخرى هاجم أعضاء منتدى الهدف الرياضي، الذي يضم أكثر من 125 ألف عضو، المرشحين الذين سارعوا بالإعلان عن أنفسهم على الصفحة الرئيسة للمنتدى، معتبرين ما يطلقونه من وعود لا يمتّ للواقع بصلة، وسجل عضو مواطن يحمل اسماً رمزياً «جست يونيك» مجموعة من النقاط، قال فيها إنها نتاج للوعود الكاذبة التي أطلقها مرشحو الانتخابات الماضية قبل أربع سنوات، من بينها مضاعفة أسعار المخالفات أربعة أضعاف، وارتفاع خيشة العيش من 120 درهماً إلى 300 درهم، وزيادة سعر البترول أربعة أضعاف، وتحويل منحة الإسكان إلى قرض، وزيادة رسوم المدارس الخاصة، وزيادة الخلل في التركيبة السكانية، وزيادة مديونيات المواطنين، والعاطلين، وإنهاء خدمات 1500 معلم، واستقدام 2000 معلم كندي وأميركي، وآخرها زيادة سعر المشروبات الغازية من درهم إلى درهم ونصف الدرهم. وطالب عضو آخر في المنتدى يحمل اسم «دهب» باختبار ذكاء كل مرشح قبل قبول ترشيحه، واختبار ثقافته، حتى لا يتسلل غير المؤهلين إلى عضوية المجلس، ووجه انتقاداً للمرشحين الذين أعلنوا توفيرهم وظيفة لكلّ مواطن، واعتبر ذلك خداعاً واضحاً، في حين دافعت «فيض الخاطر» عن أعضاء المجلس والمرشحين قائلة إن هذه السلبيات كافة لا يسأل عنها المجلس الوطني، لأن دوره استشاري فقط. وتداخل المرشح محمد إبراهيم الزعابي مع أعضاء المنتدى، الذين انتقدوا ما أورده في برنامجه من تفعيل دور المرأة، باعتبار هذا الهدف متحقق فعلاً.

وقال «فول نايت» إن الهدف من بند تفعيل دور المرأة هو جذب أصواتها فقط.

وطالب عضو آخر يسمى «حشيم» بتطبيق التأمين الصحي على مواطني الشارقة، والقضاء على التفاوت في مستوى الخدمات بين بعض الإمارات في الدولة.

ووجهت عضو في منتدى الإمارات الاقتصادي أطلقت على نفسها «هبوب الشمال» انتقاداً لاذعاً للمرشحين الذين رفعوا شعار «المواطن» مقلدين في ذلك وسائل الإعلام التي دأبت على استخدام هذا الشعار منذ سنوات، من دون أن يتغير شيء.

واعتبرت ذلك مجرد وسيلة ليحصل المرشح على عضوية المجلس مع إدخال بعض «المونتاج» ليتوافق مع الجيل الجديد من مستخدمي الإنترنت والـ«بلاك بيري».

وأكّدت أن كثيراً من الناخبين يعرفون كثيراً عن مرشحين يستخدمون هذا الشعار دون صدقية، خصوصاً أن ماضيهم وشخصياتهم لا توحي بأنهم سيهتمون بالمواطن بأي شكل من الأشكال، وردّ بعض أعضاء المنتدى على «هبوب» بالإيجاب.

كما شهدت الصفحة الرئيسة لمنتدى وظائف الإمارات إعلاناً واحداً للمرشح عن إمارة أبوظبي عمير سعود بن عرار الظاهري، كنافذة للموقع الإلكتروني الخاص به، والذي يعلن من خلاله برنامجه الانتخابي، فيما سارع أعضاء منتدى الإمارات 40 إلى مساندة مرشحيهم الذين أعلنهم المنتدى من الإمارات كافة، وأرسلوا لهم رسائل تحية وإشادة. ولم يعلن منتدى سحايب الأدبية سوى للمرشح الشاعر محمد حميد المري عن إمارة دبي، ووجه له مشرف المنتدى دعمه باسم أعضاء المنتدى. كما بادر الشعراء المسجلون بالإعلان عن مساندتهم له.

ونشرت مدونة «بنات زايد» عدداً من الإعلانات لمرشحين من بينهم أحمد غانم أهلي، وأحمد سويدان القبيسي، وأفردت المدونة تقريرا حول كيفية الانتخاب، وأماكن مراكز التصويت.