دائرة الأشغال: درسنا التأثيرات المتوقعة للإغلاق.. والعمل ينتهي قبل عيد الفطر

صيانة جسرين في الشارقة تصيب شوارع بـ « الشلل »

كورنيش البحيرة شهد ازدحاماً مرورياً شديداً منذ بدء أعمال الصيانة. تصوير: مصطفى قاسمي

أدت أعمال الصيانة التصحيحية لجسري الشارقة والخالدية في مدينة الشارقة إلى حدوث ازدحام وارتباك مروريين، إذ بدأ العمل بتنفيذهما من قبل دائرة الأشغال العامة بالشارقة يوم أمس، ويستمر إلى ما قبل العيد، وشكا سكان في الشارقة الزحام الشديد الذي أدى إلى تأخر بعضهم عن أعمالهم، مطالبين بتوفير محاور بديلة لتخفيف حدة الأزدحام على كورنيش البحيرة، لافتين إلى إصابة بعض الشوارع بحالة من الشلل التام.

وكانت دائرة الأشغال العامة في الشارقة أعلنت في بيان صحافي، أول من أمس، عن بدء أعمال الصيانة التصحيحية لجسري الشارقة والخالدية الواقعين بالقرب من منتزه الجزيرة، وبمحاذاة مناطق الجبيل واللية والمجاز 3 في مدينة الشارقة، بتكلفة ثمانية ملايين درهم، ويستمر مشروع الصيانة ستة أسابيع، وبدأت أمس بإغلاق جزئي لجسر الخالدية للقادمين من دبي باتجاه شارع العروبة، وتحويل حركة السيارات إلى كورنيش بحيرة خالد.

وأكدت أشغال الشارقة، وفق بيانها، أنها حرصت على اختيار موعد بدء المشروع خلال فصل الصيف، نظراً لانخفاض كثافة الحركة المرورية نسبياً لانتهاء فترة المدارس وبداية موسم العطلات، على أن يتم إنجاز المشروع بالكامل قبل حلول عيد الفطر.

وتفصيلاً، قال أحد سكان الشارقة، عصام عبدالقادر، «منذ ساعات الصباح الأولى أمس فوجئنا بازدحام مروري وتكدس هائل للسيارات على كورنيش البحيرة»، لافتاً إلى أنه «في مثل هذه الأوقات لا تعاني الشوارع أي ازدحام، لكن بسبب التحويلات المرورية للطريق الرئيس حدث ازدحام مروري، حتى أنني مكثت نحو ساعة كاملة لقطع كورنيش البحيرة من شارع العروبة إلى السوق المركزي وهي عادة لا تتجاوز 10 دقائق». وأضاف عبدالقادر أن «أعمال صيانة الطرقات مهمة، لكن شريطة توفير طريق بديلة حيوية لا تقل كفاءة عن الطرق الأصلية، حتى لا يشعر السكان بأزمة مرورية، وأن يتم الإعلان عن التحويلات مسبقاً، وعمل لوحات إرشادية بالطرق البديلة».

وقال آخر، حسين العلي، إن «مشهد تكدس السيارات في بعض الطرقات، خصوصاً البحيرة وكورنيش البحر في منطقة اللية، أعاد إلى الأذهان مشهد شارع الوحدة قبل سنتين عندما تم إغلاقه مدة طويلة، ما خلق ازدحاماً مرورياً في أنحاء الشارقة كافة»، مشيراً إلى أن «دائرة الأشغال فاجأتنا بأعمال صيانة جسرين، وبدأت معاناتنا منذ اليوم الأول للإغلاق، وهي معاناة حقيقية من حيث تكدس السيارات وهدر الوقت الذي سنعاني منه مدة 45 يوماً».

ولفت إلى أن «المشكلة الأخرى تكمن في عدم فاعلية الطرق البديلة، فمن المفترض أن يتم العمل على توفير طرق بديلة جيدة ومناسبة، بحيث لا ينجم عنها مثل هذا الازدحام المروري المرهق للأعصاب».

وأيده ثالث، زياد أبونصر، قائلاً «كنت بصدد إنهاء بعض الأعمال في الشارقة متنقلاً بين مكتب هيئة الكهرباء في منطقة المجاز والبلدية، وبدلاً من الانتهاء من الأعمال في غضون ساعة، أمضيت خمس ساعات في الطرقات، بينما المعاملة وإجراءاتها لم تستغرق ربع ساعة».

وأشار إلى أن «أعمال الصيانة مهمة بشرط توفير بدائل مناسبة، منعاً للازدحام وتكدس السيارات، ويزداد الأمر سوءاً في حال وقوع حادث مروري»، مطالباً بضرورة توفير بديل مناسب لتفادي هذه الازدحامات والاختناقات المرورية.

وقال عيسى سليم، «فوجئت بالازدحام المروري، أمس، على كورنيش البحيرة، والسيارات تتحرك بصعوبة، ولا مجال للعودة، ومن يدخل طريق كورنيش البحيرة يبقَ عالقاً ساعات طويلة»، متسائلاً «ماذا يحدث لو أن أحد السائقين اصيب بأزمة وكيف يصل إلى المستشفى؟».

وقال خالد الخليل، إن سبب الازدحام عدم توفير محاور بديلة مناسبة، ما أدى إلى ازدحام غير طبيعي يعاني منه سكان الشارقة، مطالباً بضرورة توفير حلول سريعة ،خصوصاً قبل شهر رمضان، إذ يزداد الازدحام قبل الافطار.

وقالت مدير إدارة صيانة الطرق بالوكالة في الإدارة العامة للبنى التحتية في دائرة الأشغال العامة في الشارقة، المهندسة أمل الخميس، في بيان الدائرة إن «أعمال الصيانة التصحيحية تشتمل على معالجة الأضرار الناجمة عن الاستخدام اليومي للجسرين من قبل عدد كبير من المركبات، وفحص أجزاء الجسرين العلويين، وصيانة المواضع المتضررة ومعالجتها بناء على الدراسات والفحوص الفنية للمشروع، التي تمت بشكل تفصيلي من خلال الاستعانة بعدد من بيوت الخبرة في وقت سابق».

وأضافت أن «المشروع مهم نظراً لأن الجسرين يربطان الجزء الجنوبي من بحيرة خالد بالجزء الشمالي منها، كما أن لهما تأثيراً مباشراً على حركة المرور في المدينة، كونهما يعدان نقطة عبور حيوية للمتجهين من الإمارات الشمالية والمناطق الساحلية في مدينة الشارقة إلى إمارة دبي والعكس».

وأعلنت أشغال الشارقة أن عملية الصيانة ستتم على مرحلتين، كل منهما تمتد ثلاثة أسابيع، وتغطي جهة من الجسرين، واعتمدت الدائرة إبقاء الجهة اليمنى من الجسرين مفتوحة أمام حركة السير في المرحلة الأولى، لضمان انسيابيتها من شارع العروبة باتجاه منطقة الخان مع إغلاق الجهة اليسرى ثلاثة أسابيع، ثم ستغلق الجهة اليمنى في المرحلة الثانية، وسيتم تحويل حركة السير إلى الجهة اليسرى للإبقاء على مسار السير ذاته عبر وضع تحويلات في شارعي العروبة والخان، مع توفير خط بديل للمتجهين من منطقة الخان إلى شارع العروبة من خلال كورنيش بحيرة خالد، ولتوضيح مواطن الإغلاق والتحويلات قامت الدائرة بوضع 10 لوحات إرشادية، تبين للسائقين الطرق البديلة خلال فترة الإغلاق الجزئي للجسرين.

وحددت الدائرة طبيعة الإغلاق والتحويلات بناء على دراسات إجرتها إدارة هندسة المرور في الإدارة العامة للبنى التحتية. من جانبه قال مدير الإدارة، المهندس محسن بلوان، إنه تم وضع المخطط العام للتحويلات المرورية بناءً على دراسة التأثيرات المتوقعة للإغلاق الجزئي على حركة السير، وتم اختيار إبقاء انسيابية حركة السير للمركبات المتجهة من شارع العروبة إلى منطقة الخان، نظراً لطبيعة الحركة المرورية المتجهة صباحاً إلى إمارة دبي، بينما سيغلق الاتجاه المقابل طوال الأسابيع الستة الخاصة بالمشروع، نظراً لتوافر الطرق البديلة للقادمين من إمارة دبي باتجاه مدينة الشارقة والإمارات الشمالية مثل شارع الإمارات، وطريق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والطريق العابر، وشارع الاتحاد والوحدة على الترتيب.

وأضاف أنه تم التنسيق مع القيادة العامة لشرطة الشارقة لعمل الاستعدادات والتجهيزات التي تضمن مرونة الحركة المرورية على الطرق البديلة للمشروع، إضافة إلى وجود دوريات طوال فترة المشروع للمساعدة في تنظيم حركة السير عند نقاط التحويلات.

وأهابت الدائرة بجميع مرتادي الطرق بأخذ الحيطة والحذر، والالتزام بأنظمة المرور، واستخدام الطرق البديلة خلال فترة الإغلاق الجزئي.

تويتر