Emarat Alyoum

الإمــارات الأولى خليجيـاً في «الــطلاق»

التاريخ:: 06 مارس 2011
المصدر: عمرو بيومي - أبوظبي
الإمــارات الأولى خليجيـاً في «الــطلاق»

كشفت المحاضرة في برنامج إعداد، التابع لصندوق الزواج، اعتدال الشامسي، أن الإمارات الأولى خليجياً في نسبة الطلاق إذ وصلت إلى 36٪ بين المتزوجين العام الماضي، لكنها لم تظهر معدلات، مشيرة إلى أن «الحاجة الى برامج ومحاضرات توعية للمقبلين على الزواج وللمتزوجين ايضاً، أصبحت ضرورية جدأ للحد من الطلاق»، فيما طالب شباب ومحاضرون في العلاقات الأسرية المشاركين في البرنامج بتطبيقه على جميع المواطنين المقبلين على الزواج (العرسان) وعدم قصره على المستفيدين من منحة الصندوق فقط، لما له من أهمية قصوي في توسيع مدارك الزوجين والمساعدة في تقليل نسبة الطلاق المرتفعة في المجتمع الاماراتي.

وشدد المشاركون على ضرورة عدم السماح بالزواج إلا بعد الحصول على شهادة تؤكد اجتياز العروسين البرنامج وحضور محاضراته، مثلما يحدث في العديد من الدول الأخرى التي قضت على ظاهرة الطلاق فيها بمثل هذا البرنامج، فيما أكدت مدير عام مؤسسة صندوق الزواج، حبيبة عيسى الحوسني، حرص الصندوق على تقديم الدعم المالي والمعنوي للمقبلين على الزواج وزيادة التوعية للإسهام في تكوين أسرة إماراتية قائمة على أسس سليمة لتحقيق التماسك والاستقرار.

تعميم

محاور «إعداد»

يضم برنامج «إعداد» ستة محاور، المحور الأول هو «كيف أخطط لزواج ناجح» الذي يهدف إلى التعريف بمفاتيح الحياة الزوجية وآليات الاستعداد ورفع مستوى الوعي بالزواج، فيما يتطرق المحور الثاني إلى «التهيئة الزوجية» ويهدف إلى تعريف بالحقوق وآليات تنفيذها ورفع مستوى الوعي بموضوع الحقوق الزوجية وأهمية الالتزام بها وأثر ذلك في الحياة الزوجية بالإضافة إلى تزويد المتدرب بآلية يؤدي من خلالها واجباته الزوجية.أ

ويهدف المحور الثالث «الاختيار» إلى التعريف بالاختيار وآلياته ورفع مستوى الوعي به وأهميته في الحياة الزوجية وتزويد المتدرب بآلية الاختيار، ويتطرق المحور الرابع إلى «التواصل الأسري» ويهدف إلى تعريف التواصل وآلياته ورفع مستوى الوعي به وأهميته في الحياة الزوجية إضافة إلى تزويد المتدرب بآلية التواصل.

ويتناول المحور الخامس «مفهوم الحقوق والواجبات الزوجية» ويهدف للتعريف بالحقوق وآليات تنفيذها ورفع مستوى الوعي بها وأهمية الالتزام بها وأثر ذلك في الحياة الزوجية وتزويد المتدرب بآلية يؤدي من خلالها واجباته الزوجية، فيما يركز المحور السادس على «كيف أتعامل مع المشكلات الزوجية» ويهدف إلى التعريف بالمشكلة وآليات حلها ورفع مستوى الوعي بها وأهمية حلها وأثرها في الحياة الزوجية وتزويد المتدرب بآلية لحلها.

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/364186.jpg

وتفصيلاً، قال مشارك في برنامج «إعداد»، يدعى عبدالله سالم خميس «استفدنا كثيرا من البرنامج والمحاضرات التي يشملها، وتكشفت لنا جوانب اجتماعية كثيرة لم نكن نعرفها من قبل»، مضيفاً أن «البرنامج بين لنا المشكلات التي من الممكن أن نواجهها في المستقبل وتؤثر في الحياة الزوجية من ضمنها المشكلات المالية التي تتسبب في نسبة كبيرة من حالات الطلاق بين المتزوجين حديثاً».

وطالب خميس بتعميم هذا البرنامج على جميع الشباب المقبل على الزواج، ليتعرفوا إلى الحياة الجديدة التي سيخوضونها، ويغيروا من طريقة تفكيرهم، ليكون التفاهم والتعاون هو أساس العلاقة الزوجية وتختفي المشكلات التي يواجها حديثو الزواج.

وقال يتعين إلزام كل المقبلين على الزواج بالاشتراك في هذا البرنامج والحصول على شهادة تثبت حضورهم حتى يتثنى لهم اتمام الزواج، مشيراً إلى أن «هذا النظام ليس جديداً ومتبعاً في دول عدة مثل سنغافورة واليابان وتطبيقه ساعد على تقليل نسب الطلاق بشكل كبير جداً».

وأكد خميس ان المشاركين في البرنامج اكدوا جميعاً انهم لم يكونوا على دراية كافية بمفهوم الزواج والحياة الجديدة المقبلين عليها، وأن برنامج «إعداد» ساعدهم كثيراً وأظهر لهم جوانب لم يكونوا قد تطرقوا اليها في تفكيرهم من قبل، مشيرا إلى ان من ضمن الاشياء التي تعلموها في البرنامج كيفية احترام خصوصية الزوجة.

وأضاف «تجب زيادة عدد محاضرات البرنامج لأنها مفيدة للغاية وبجانب تعريفنا بالحياة الزوجية وأسسها السليمة ومفهوم العلاقة بين الزوج والزوجة، تضع لنا اقتراحات لحل المشكلات التي من الممكن ان تقابلنا في الحياة الزوجية».

أسطوانات

أكد جاسم محمد عبدالعزيز، احد المشاركين في البرنامج، أن الاستفادة التي تعود على المشاركين في برنامج إعداد كبيرة جدا، لأنها إضافة إلى المعلومات العامة والاجتماعية، تتضمن معلومات شرعية لا يعرفها معظم المقبلين على الزواج، مضيفاً «تفكير المقبلين على الزواج كله منحصر في المهر والأثاث، ومحاضرات البرنامج فتحت اعيننا على اشياء مهمة لم نكن نعرفها»، مشيراً إلى ضرورة تنفيذ دعاية أكبر للبرنامج حتي يشارك فيه اكبر عدد من الشباب ولا يقتصر على المستفيدين من منحة الصندوق فقط.

واقترح عبدالعزيز أن تسجل محاضرات البرنامج على اسطوانات ويتم توزيعها في الاسواق، ووضعها على شبكة الانترنت، لتتاح للجميع الاستفادة منها بما فيهم المتزوجون انفسهم، مع عرضها على القنوات التلفزيونية المملوكة للدولة ليشاهدها كل منزل اماراتي.

وأضاف «هذه المحاضرات ستسهم في تقليل نسبة الطلاق المرتفعة داخل المجتمع وستساعد علي تماسك الاسر وإنهاء الخلافات بين الازواج»، مشيرا إلى أن «بعض الشباب غير المسجل في الصندوق يأتون لحضور المحاضرات للاستفادة منها، وهو ما يؤكد أهميتها، وضرورة تعميمها على جميع المقبلين على الزواج».

وطالب راشد سعيد العبدولي، أحد المستفيدين من منحة الصندوق، بأن يبدأ تطبيق برنامج «إعداد» قبل عقد القران، لان اهم محاضرات البرنامج هي التي تتعلق بأسس اختيار شريكة الحياة، والصندوق يشترط ان يكون المستفيدون منه عقدوا قرانهم، مضيفاً أن «التعلم ليس به عيب، لذا لابد من التوسع في هذه المحاضرات وتطبيق برنامج إعداد علي الجميع وأن يكون الاشتراك فيه اجبارياً لمن يرغب في الزواج».

تماسك واستقرار

أكدت مدير عام مؤسسة صندوق الزواج، حبيبة عيسى الحوسني، حرص الصندوق على تقديم الدعم المالي والتوعية اللازمة للمقبلين على الزواج والإسهام في تكوين الأسرة الإماراتية القائمة على أسس سليمة لتحقيق التماسك والاستقرار.

وأوضحت أن برنامج «إعداد» يشتمل على دورات تدريبية معتمدة للشباب الذين لديهم استعداد لزيادة المعرفة والوعي بمفهوم الزواج وتقدير أهمية الخطوة التي سيقبلون عليها لتوضيح التغيرات التي ستطرأ عند دخولهم حياة جديدة مغايرة لحياتهم السابقة التي عاشوها في كنف آبائهم.أ

وأشارت إلى أن عدد الدورات المعتمدة لمشروع «إعداد» يبلغ ست دورات بواقع سبعة برامج على مستوى الدولة ولكل دورة محورها الخاص بعنوانها وأهدافها ومحاورها، فيما يستمر كل برنامج أربع ساعات ابتداء من الخامسة وحتى التاسعة مساء من كل يوم خميس من شهر فبراير وحتى شهر يونيو، وتتناول البرامج مختلف جوانب الحياة «دينية ونفسية واجتماعية وأسرية واقتصادية» تقدم من خلالها تجارب حية من الواقع المعاصر بجانب عرض وسائل التغيير الإيجابي والإصلاحي للآباء والأزواج مع إمكانية تطبيقها والانتفاع بها.

من جانبها قالت المحاضرة ببرنامج «إعداد»، اعتدال الشامسي «نسعي من خلال البرنامج الى تثقيف الشباب وإطلاعهم على بعض الافكار والمفاهيم التي ترتقي بهم للتواصل والتفاهم والحوار مع زوجاتهم وأسرهم». مؤكدة أن «هذا البرنامج يساعد في تقليل نسب الطلاق بالمجتمع ويدفع الزوجين للشعور برغبة في انجاح حياتهم الزوجية، مشددة على أنه في حال تعميمه على جميع المقبلين على الزواج يتعين متابعة محاضرات البرنامج حتي يستفيدوا منه». وأكدت الشامسي ان أكبر نسبة طلاق في دول الخليج موجودة في المجتمع الاماراتي ووصلت الى 36٪ بين المتزوجين العام الماضي، دون أن تظهر المعدلات، مشيرة إلى أن الحاجة الى مثل هذه البرامج ومحاضرات التوعية أصبحت ضرورية جداً ليس فقط للمقبلين على الزواج ولكن للمتزوجين أيضاً للحد من هذه الظاهرة وتقليل نسبة الطلاق.

وطالبت بوجود دورات تنشيطية للمتزوجين لكسر حالات الملل التي تصيب الزوجين، مشيرة الى ان هذه الدورات ينصح بها علماء الاجتماع وعلم النفس، وحتى علماء الشريعة بدأوا يعطون هذا الموضوع اهمية قصوي لأن الاسرة هي لبنة المجتمع، اذا صلحت صلح المجتمع.

واقترحت الشامسي عدم السماح للمقبلين على الزواج بعقد قرانهم الا بشاهدة تثبت حصولهم على هذا البرنامج وحضورهم محاضراته بانتظام، مثلما يحدث عند شراء سيارة حيث لا تتم الا بحصول المشتري على رخصة قيادة تثبت اهليته لقيادة السيارة. وأيدت المحاضرة ببرنامج «إعداد»، عائشة الحويدي، تعميم البرنامج على جميع المواطنين المقبلين على الزواج، وتوسيعه بالتعاون مع مؤسسات اخرى، مؤكدة «نحن نعاني الاسر المفككة ومن أشخاص غير مسؤولة لا تعرف عن الزواج ومسؤولياته شيء، والنتيجة تكون ابناء مدمرين».

وأضافت «لابد من تكاتف الجهات ذات العلاقة مع الاسرة لمساعدة المتزوجين على التفاهم والاستقرار، مشيرة إلى أن ماليزيا من انجح الدول التي طبقت مثل هذا البرنامج على المقبلين على الزواج ونجحت في اخفاء ظاهرة الطلاق بعد ان كانت من أعلى دول العالم في معدلات الطلاق.