5250 نزيلاً ونزيلة التحقوا بـ«البرنامج»

تكريم حافظي القرآن في سجون دبي

نزلاء يحفظون القرآن في محبسهم. الإمارات اليوم

أكد مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للخدمات الثقافية والإنسانية إبراهيم محمد بوملحة، أن «الإسلام جعل للسجن غاية وأهدافاً نبيلة، بل جعل السجن في بعض الأحيان أداة دعوة ووسيلة إصلاح، متماشياً مع اهداف الشرع الحنيف الذي يدعو الى رعاية المصالح العامة للمجتمع، وإصلاح هذه الفئة من المجتمع ممن قادتهم الظروف إلى هذا المكان»، مؤكداً أن السجن يصلح هذه الفئة لتعود بعد ذلك إلى المجتمع فئة صالحة مساهمة في بناء الأوطان واستقرارها وتقدمها.

كانت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم أقامت الحفل التكريمي التاسع لبرنامج التحفيظ في السجون، أول من امس، على مسرح الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية في دبي، ويعتبر برنامج التحفيظ في السجون أحد فروع جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، الذي ترعاه بالتعاون مع الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية في شرطة دبي والنيابة العامة.

وتم خلال الحفل عرض فيلم وثائقي بعنوان «وللغفلة ثمن»، من إعداد وحدة الإعلام بالجائزة، ونفذ جميع أدوار الفيلم ومراحل إعداده وإخراجه النزلاء الملتحقون بالبرنامج، ويتناول الفيلم حياة شخص زلت قدمه وأُدخل على إثرها السجن، وفيه التحق ببرنامج التحفيظ واستطاع ان يحفظ عدداً من أجزاء القرآن الكريم، فنال مكرمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، راعي الجائزة، فخرج من السجن وقد صلح حاله وتهذبت أخلاقه وقويت صلته بربه.

ونوه مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للخدمات الثقافية والإنسانية بالبرنامج، وبالتعاون بين الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية في دبي وجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم.

وأكد بوملحة أن «الاصلاح عن طريق ربط الشاب أو الشابة من هذه الفئة بكتاب الله وآياته، يكون أجدى كثيراً من الطرق الاخرى التي تبذلها الدول من الجهد الكبير والمال الوفير في سبيل إصلاح من انحرف عن الجادة من أبنائها، وقد لا تكون النتائج بقدر المال والجهد المبذول، بينما حفظ كتاب الله من شأنه أن يحسن السلوك ويهذب الاخلاق ويوقظ الضمير».

وأوضح أن «صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مؤسس جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وراعيها، إدراكاً من سموه للمغزى النبيل والفوائد العظيمة الجمة من وراء حفظ كتاب الله، أولى هذه الشريحة اهتماماً كبيراً، وجعل من السجن مؤسسة إصلاحية، فقد أوعز سموه للجائزة بإنشاء برنامج لتحفيظ القرآن الكريم في المؤسسات العقابية والإصلاحية في دبي، لتمكين من يرغب من النزلاء والنزيلات في حفظ القرآن الكريم فيكافأ بتخفيف العقوبة عنه مقابل كل أجزاء معينة يحفظها، كما تنص على ذلك اللائحة المنظمة لبرنامج تحفيظ السجون بدءاً من ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم، حتى حفظ المصحف كاملاً».

وأشار الى أن هذا البرنامج أحدث صدى طيباً وسمعة حسنة على مستوى الداخل والخارج، حتى إن هناك دراسات بحثية نال أصحابها درجات علمية رفيعة.

وتابع: كما كان لهذا البرنامج الأثر الكبير والحسن في التشجيع على حفظ كتاب الله سبحانه، ذلك انه عندما يعيش النزيل مع كتاب الله حفظاً وتلاوة وتدبراً، وبعد أن يلامس القرآن شغاف قلبه، سرعان ما يستقيم سلوكه ويزداد شعوره بمراقبة المولى له والخوف منه، لما لهذا الكتاب العظيم من الخيرات والبركات ومن الأسرار التي أودعها الله سبحانه في فرقانه، مؤكداً أنه «ما من مخلوق يتلو كتاب الله إلا وقد ترك في نفسه أثرا طيبا، فما بالنا بمن يحفظه».

وأفاد بأنه منذ انطلاق البرنامج في ،2002 بلغ إجمالي من التحق بالبرنامج حتى الدورة الرابعة للعام المنصرم (2010) 5250 نزيلاً ونزيلة، لافتاً الى أن البرنامج المبارك بدأ بحلقتين، بينما وصل عدد حلقاته الآن إلى تسع حلقات، منها حلقة في سجن النساء. كما أكد بوملحة استعداد الجائزة لزيادة عدد حلقات البرنامج إذا تطلب الأمر ذلك، مشدداً على دعم الجائزة الدائم لهذا البرنامج بكل ما من شأنه أن يؤدي إلى تطويره ورفع مستواه.

وقدم أربعة من النزلاء تلاوات مختلفة من آي الذكر الحكيم، ثم ألقى أحد النزلاء كلمة أشاد فيها بهذا البرنامج ومدى استفادته به ومن معه من النزلاء. ثم أعقب ذلك كلمة للإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية ألقاها مدير إدارة تعليم وتدريب النزلاء المقدم الدكتور عادل السويدي، تلا بعدها أربعة من النزلاء الملتحقين بالبرنامج تلاوات مختلفة من كتاب الله. وفي نهاية الاحتفال وزع المستشار إبراهيم بوملحة شهادات التكريم على النزلاء والنزيلات المكرمين للعام ،2010 وكذا المتعاونون من الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية والجائزة.

تويتر