إماراتي يرفع علم الدولة على جبال هيمالايا

الحبسي يرفع علم الإمارات على قمة «ميره» الثلجية. (من المصدر)

رفع الضابط الإماراتي، المقدم صلاح سالم الحبسي، للمرة الأولى، علم الدولة، تزامناً مع الاحتفال باليوم الوطني للإمارات، على قمتيّ «تشويو»، التي تقع على ارتفاع 8200 متر، و«ميره» التي تقع على ارتفاع 6654 متراً ضمن سلسلة جبال هيمالايا الثلجية المتاخمة للجانب النيبالي، حيث تصل درجة الحرارة إلى نحو 25 درجة مئوية تحت الصفر. وواجه الحبسي، وهو محاضر في كلية الشرطة من القيادة العامة لشرطة أبوظبي، تحدياً كبيراً تمثّل في الارتفاع الشاهق، والسير في الأودية الضيقة الشديدة الانحدار، والجسور المعلقة صعوداً ونزولاً، إلى جانب قلّة نسبة الأوكسجين، والرياح الشديدة الباردة وسقوط الثلوج بغزارة.

وقال الحبسي بعد وصوله سالماً خلال 27 يوماً قضاها في ظل ظروف مناخية قاسية، حيث انخفاض درجة الحرارة إلى حد التجمّد في التسلّق إلى أعالي القمتيْن، «على الرغم من الصعوبات الجسدية والنفسية التي واجهتني، إلا أنها تلاشت كلها بمجرد رفع العلم على القمة»، مرجعاً هذا الانجاز، الذي ما كان له أن يتحقق لولا الدعم الكبير من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية.

وحول تفاصيل الصعود والنزول التي واجهها خلال 32 يوماً قضى منها 27 يوماً صعوداً، وخمسة أيام نزولاً، قال «نفذت المهارات التي تدرّبت عليها هاوياً متمرّساً منذ دراستي في أميركا نهاية الثمانينات، وبدأ الإجهاد يظهر عليّ، إلا أنني قاومت التعب والإعياء، واستمررت في الرقي نحو القمة، خصوصاً مع تذكري المهمة السامية التي أتيت من أجلها، وعبارات التشجيع والتحفير من قبل اللواء ناصر لخريباني النعيمي، التي رافقتني في فكري وقلبي لإتمام المهمة، وهي رفع علم دولتنا الغالية على هاتين القمتين العاليتين، وهذا ما كان».

وذكر الحبسي أن رياضة التسلّق، تحوي مخاطر كبيرة للمبتدئين، واحتمال التعرّض للخسائر المادية والبشرية فيها كثير، إذا لم يكن التحرّك ضمن خطوات منظمة، موضحاً أن عملية التسلّق بحاجة إلى أن يتوقف المتسلّق كل 800 متر تقريباً، ويقضي الليل في المكان كي يتأقلم جسمه على نقص كمية الأوكسجين التي تقل في الجو كلما ارتفع الإنسان على سطح الأرض ليشق بعدها طريقه صعوداً.

وتابع «يمثّـل الوقت تحدّياً آخر للمتسلّق، فهو يحتاج إعداداً وتمارين قبل الرحلة بفترة كافية، ويحتاج إلى تفرّغ لا يقل عن شهر من أجل الرحلة التي تحتاج إلى أن يقضي فيها أياماً ليصل من العواصم إلى حدود الجبال، وأسابيع ليمشي بين الصخور حتى يصل القمة ويعود إلى الأرض، ثم أياماً للعودة والراحة من الرحلة الممتعة الشاقة، والأهم من ذلك أن المتسلق لا يمكن أن يتسلّق وحده، ولابد من وجود فريق معه، لأن (المشاركة) من أهم شروط هذه الرياضة التي تجب ممارستها في أشهر معينة من السنة».

تويتر