المشروع يهدف إلى التغلب على مظاهر البذخ والاستفادة من الطعام المهدر

«حفظ النعمة» يوفر وجبات إفطــــــــار لـ 2000 عائلة و20 ألف عامل

«حفظ النعمة» يهدف إلى تعزيز روح التكافل الاجتماعي بين طبقات المجتمع مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن خـلال البرامج التي يقدمها. تصوير: باتريك كاستيلو

أفاد رئيس اللجنة التأسيسية لمركز حفظ النعمة في هيئة الهلال الأحمر، خديم الدرعي بأن الهيئة تستهدف هذا العام توفير وجبات إفطار لنحو 2000 عائلة فقيرة، و20 ألف عامل في الدولة، طيلة شهر رمضان المعظم، فضلاً عن توزيع نحو 30 ألف وجبة على الصائمين يومياً من خلال منافذ مختلفة، فيما أكدت بلدية دبي عزمها تكثيف جهودها الخاصة بجمع فوائض الطعام، لتعزيز مشروع حفظ النعمة بها.

وأوضح الدرعي أن مركز حفظ النعمة في الهيئة يهدف إلى تعزيز روح التكافل الاجتماعي بين طبقات المجتمع من خلال البرامج التي يقدمها وتشمل (الغذاء، والكساء، والأثاث، والدواء)، إذ يسعى إلى التغلب على مظاهر البذخ والإسراف في الولائم التي يتم إعدادها بالمناسبات الاجتماعية المختلفة وخصوصاً الأعراس، وشهر رمضان المبارك، وذلك بتخصيص قسم من تلك المواد الغذائية بعد تجهيزها وجبات غذائية، يتولى فريق متخصص من مركز حفظ النعمة تعبئتها بصورة صحية وإيصالها للمحتاجين ومحدودي الدخل حتى يكون لهم نصيب من عطاء أهل الخير في تلك المناسبات باعتبارها صورة لمعاني التكافل الاجتماعي، والتراحم الإنساني، وأسلوبا عصريا للتعامل مع مشكلة الإسراف والبذخ التي يرفضها الشرع والقيم الإنسانية وتعد واحدة من أسوأ المخاطر التي تهدد البيئة.

وذكر أن المركز حقق انجازات كبيرة خلال العام الماضي، إذ وزع من خلال برنامج الغذاء 24535 وجبة ساخنة وكان عدد المستفيدين منها 1000عائلة و10 آلاف عامل، كما بلغ عدد المستفيدين حتى نهاية العام قبل الماضي 576.435 من الأسر الفقيرة وحاضنات الأيتام ومحدودي الدخل وحالات إنسانية مختلفة وعمال بعض الشركات والمصانع، إذ تم توفير تلك الوجبات ونقلها في سيارات خاصة مجهزة للحفاظ عليها في درجة حرارة ملائمة وتوزيعها في مناطق وجود المستهدفين.

من جانبه، قال مدير مشروع حفظ النعمة في هيئة الهلال الأحمر سلطان الشحي، إن الهيئة تعمل من خلال برنامج أنماط الحياة الإيجابية، وبرنامج سلامة البيئة على تعزيز السلوك الاسترشادي والتوعية بمخاطر الأمراض التي قد تنتج عن اتباع أساليب غذائية سلبية قد تكون ناتجة عن الإسراف والمبالغة في الغذاء من دون اتباع اسلوب غذائي صحي وممارسة الأنشطة الرياضية، ما قد ينجم عنه التعرض لأمراض أهمها السكري ولا يخفى على أحد انتشاره بنسبة كبيرة محليا وضغط الدم والسمنة وتأثيرات تلك الأمراض في القلب.

وتابع أنه تم تنفيذ حملات تثقيفية يتم من خلالها إجراء فحوص طبية مجانية لقياس السكري والضغط وكتلة الدهون في الجسم ونسبة الكوليسترول وتقديم نصائح لعامة الجمهور وتوزيع كتيبات تثقيفية وإرشادية بلغات مختلفة معدة بعناية لتحقيق مردود مثالي يعود بالنفع على مختلف شرائح المجتمع.

وأشار إلى وجود تعاون وتكاتف بين الهيئة وعدد من الشركاء مثل هيئة البيئة في أبوظبي لإنجاح حملة رمضان، للمحافظة على الطعام وعدم الإسراف للتأكيد على قيمة شهر رمضان، فرصة يمكن أن تستغل لتعديل السلوك وأنماط الحياة لدى بعض الأشخاص من الإسراف إلى الاعتدال.

وأكدت بلدية دبي أنها تستعد خلال شهر رمضان لتكثيف حملتها من مبادرة حفظ النعمة التي استهلتها العام الماضي، التي تهدف إلى تجميع وتوزيع ما يفيض من مأكولات الأعراس والمطاعم والفنادق على الأسر والعائلات الفقيرة وعمال المصانع والشركات والمؤسسات من خلال تنفيذ برنامج منظم يشترك فيه كل من ادارة الرقابة الغذائية في بلدية دبي والجمعيات الخيرية والمؤسسات الغذائية المتبرعة مثل الفنادق والمطاعم والجمعيات التعاونية والمحال الكبرى.

وتعتمد فكرة المبادرة على جمع الكميات الهائلة من الطعام المتبقي من الولائم الضخمة التي تقام في المزارع والبيوت والمطاعم والفنادق والأعراس، بشرط ان يكون بحالة سليمة ولم تمسه الأيدي ليتم توزيعه على الجمعيات الخيرية التي تقوم بدورها بإيصاله الى الأسر المحتاجة.

وتتولى ادارة الرقابة الغذائية في بلدية دبي جميع المهام المتعلقة بالسلامة الغذائية وكذا التنسيق بين الجهات المتبرعة والجمعيات الخيرية التي تستلم بدورها المواد الغذائية ونقلها بواسطة سيارات مبردة ومعتمدة وحفظها وتالياً توزيعها على الأسر المحتاجة.

وأشارت ضابط تثقيف رئيس في ادارة الرقابة الغذائية في بلدية دبي شمسة غريب سليمان، إلى آلية تنفيذ البرنامج التي تبدأ بالاتفاق مع الجهات المتبرعة والتنسيق معها لجمع الفائض من الأطعمة، ثم تتبعها بالاستئذان من صاحب الشأن مثل اصحاب الاعراس أو مقيمي الحفلات والولائم ليتم تجميع الطعام الفائض السليم الذي لم يمس وتصنيفه وتعبئته في أوانٍ جديدة ومناسبة، ثم نقله في سيارات مبردة مخصصة لتنفيذ المبادرة وتوصيله إلى أماكن لحفظه بظروف صحية مناسبة لحين توزيعه.

وأوضحت سليمان أن المبادرة تهدف إلى سد حاجة الأسر المحتاجة وتطبيق سنة التكافل الاجتماعي والاستفادة من فائض الطعام بصورة صحيحة وصحية ومنظمة، إضافة الى التخفيف عن الأسر الفقيرة في المصروفات والتقليل من العبء المالي الملقى على عاتقهم، فضلاً عن التوعية بعدم التبذير والإسراف واستبدالهما بأعمال الخير.

يشار إلى أن عدد المستفيدين من برنامج حفظ النعمة خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام بلغ نحو 11288 مستفيداً منهم 7940 استفادوا من الاطعمة الغذائية الفائضة عن ولائم حفلات الزفاف.

تويتر