عن قرب

العتيبة.. ذو «القصائد البترولية»

العتيبة في واحدة من أمسياته الشعرية التي قدم فيها الفصيح والنبطي. أرشيفية

من يقرأ قصائد الشاعر الإماراتي د. مانع سعيد العتيبة يشعر بأن الرجل ولد وعاش ليكون شاعراً. ومن يطلع على مواقفه والأحداث السياسية والاقتصادية البارزة التي عاصرها ولعب دوراً مهماً فيها، يجد نفسه أمام سياسي محنك ورجل اقتصاد من الطراز الأول.

ولد العتيبة في شهر مايو من عام ،1946 وأنهى دراسته الثانوية عام ،1963 وحصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة بغداد عام ،1969 ثم سافر إلى مصر ليحصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة القاهرة عام .1976

تولى العتيبة رئاسة دائرة بترول إمارة أبوظبي عام ،1969 وعقب إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة أصبح أول وزير للبترول والثروة المعدنية في الدولة. وفي عام 1990 اختاره المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ليكون مستشاراً خاصاً له. وخلال حياته العملية شغل العتيبة العديد من المناصب، أبرزها رئاسة المؤسسة العامة للصناعة في الفترة ما بين 1974 - ،1982 كما كان عضواً في المجلس التنفيذي في الإمارة ما بين 1971 - ،1976 وشغل العتيبة رئاسة مجالس إدارة العديد من الشركات البترولية، وعضوية مجالس إدارة عدة، منها المجلس الأعلى للبترول، ومجلس إدارة جهاز أبوظبي للاستثمار، وصندوق أبوظبي للتنمية العربية، ومجلس تخطيط إمارة أبوظبي. وفي عام 1996 اختاره الملك الحسن الثاني عاهل المغرب عضواً في الأكاديمية الملكية المغربية.

عاصر العتيبة في بدايات حياته ظروف الحياة القاسية في دول الخليج، وعايش ما كان يعانيه أهل الإمارات والخليج عموماً، من أجل توفير متطلبات حياتهم ما قبل اكتشاف النفط، كما عانى وعائلته حالة الكساد التي شهدتها أسواق اللؤلؤ في منطقة الخليج بعد أن اكتشفت اليابان اللؤلؤ الصناعي.

كل هذه التجارب والمعاناة كانت معيناً خصباً لأشعاره وكتاباته التي صنعت تميزه في هذا المجال، إذ قدم الشاعر أكثر من 35 ديواناً شعرياً بين الفصحى والعامية منها: «ليل طويل»، و«أغنيات من بلادي»، و«خواطر وذكريات»، و«دانات من الخليج»، و«محطات على طريق العمر»، و«قصائد بترولية»، و«الرسالة الأخيرة»، و«أم البنات»، و«بوح النخيل»، وغيرها.

كما كان لعمله في مجال النفط والبترول أثره في كتاباته الشعرية، ومكنته موهبته الشعرية من تطويع الشعر ليغطي موضوعات تتعلق بالبترول وما يرتبط به من عمليات، ونشاطات منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، ليقدم مجموعة من القصائد جمعها في ديوان بعنوان «قصائد بترولية»، ولعل العتيبة أول من قام بذلك، وربما يكون الشاعر الأوحد الذي يزاوج بين النفط والقصيد.

ولم يقتصر عطاء العتيبة في مجال التأليف على كتاباته الشعرية فقط، بل قدم للمكتبة العربية مجموعة كبيرة من الكتب والمؤلفات الاقتصادية المهمة، التي تناول فيها اقتصاد الإمارات قبل النفط وبعده، ومن هذه المؤلفات كتاب «اقتصاديات أبوظبي قديماً وحديثاً»، و«مجلس التخطيط في إمارة أبوظبي»، و«منظمة الأوبك»، وهو موضوع رسالته للحصول على درجة الماجستير، و«أوبك والصناعة البترولية»، وغيرها.

وتقديراً لجهوده الكبيرة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي حصل العتيبة على الدكتوراه الفخرية في القانون الدولي من جامعة كيو اليابانية، وشهادة الدكتوراه الفخرية في القانون العام من جامعة مانيلا في الفلبين، ودكتوراه فخرية في فلسفة الاقتصاد من جامعة ساوث بيلار في كاليفورنيا، كما حصل العتيبة على الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد من جامعة ساوباولو البرازيلية.

تويتر