Emarat Alyoum

«سواعد» شركة وطنية تشغّل الخادمات على كفالتها

التاريخ:: 05 يوليو 2010
المصدر: علاء فرغلي - أبوظبي
«سواعد» شركة وطنية تشغّل الخادمات على كفالتها

كشف الرئيس التنفيذي لشركة سواعد، عبدالرحمن الطنيجي لـ«الإمارات اليوم» عن بدء العمل بنظام جلب الخادمات وتشغيلهن لدى الأسر المواطنة والمقيمة دون إلزام الأسر بكفالة الخادمات، موضحاً أن الشركة وفرت أخيراً هذه الخدمة من أجل القضاء على مشكلة تشغيل الخادمات المخالفات، والحد من ظاهرة هروب الخدم التي يعانيها آلاف الأسر المواطنة والمقيمة.

وأكّد أن عدد طلبات تشغيل الخادمات التي تلقتها الشركة حتى الآن بلغ نحو 465 طلباً في مرحلة تجربة النظام، وتطويره، لافتاً إلى أنه يمكن وضع آلية لتشغيل الخادمات بنظام الوقت الاضافي المعروف بـ«بارت تايم».

تحرّش

أكّدت دراسة أعدتها شركة سواعد أن من أهم أسباب هروب الخادمة تعرض بعضهن للتحرش والابتزاز الجنسي، خصوصاً من جانب السائقين والعاملين في المنزل، إلى جانب عدد من الحالات يكون فيها المتحرش هو الكفيل نفسه.

وأوصت الدراسة بضرورة أن تفتح مكاتب الخدم داخل الدولة فروعاً لها، أو يكون لها ممثلون في بلدان المصدر لتدريب الخادمات قبل جلبهن، وتعريفهن بالعادات المحلية في الدولة، والقوانين المعمول بها والعقوبات التي تنتظرها في حالة الهرب، والطرق المناسبة لمعالجة المشكلات التي قد تظهر خلال عملها، وهواتف المكتب داخل المدينة التي تعمل فيها.

ونصحت الدراسة بضرورة قيام أجهزة الشرطة بمعرفة الأماكن التي تتردد عليها الخادمات اللاتي يتم ضبطهن، ووضع نظام خاص لمحاسبة المكاتب التي يتكرر هروب الخادمات اللاتي تجلبهن، موصية مكاتب الخدم بضرورة التعاون في ما بينها لعمل قوائم سوداء لبيانات الهاربين والهاربات، ومنع استقدامهم مرة أخرى.

وقال الطنيجي إن الشركة تقدم للعملاء الضمانات التي يطلبونها، وتتحمل بدلاً منهم مسؤولية كفالة الخادمة وإقامتها والتأمين الصحي والكشف الطبي ومكافأة نهاية الخدمة، وغيرها، في مقابل رسوم شهرية يتم الاتفاق عليها مع المستخدم بحسب جنسية وخبرة الخادمة، موضحاً أن مهمة الشركة تبدأ بعملية انتقاء الخدم من بلدانهم عن طريق السفر إلى تلك الدول وإجراء المقابلات الشخصية، والاتفاق مع مراكز تدريب بتلك الدول لتأهيلهم، ثم فحصهم طبياً في بلدانهم، قبل جلبهم إلى الدولة واستكمال إجراءات التشغيل الرسمية.

وتابع: وفي حال مرض الخادمة لدى مخدوميها، يقوم مندوب من الشركة باصطحابها إلى المستشفى لتلقي العلاج، ثم إعادتها، إلى جانب إمكان تبديل الخادمة في أي وقت، وفي حال هروبها يتم توفير البديل دون إلزام الأسرة بأي رسوم إضافية، وفي حالة سفر العميل يستطيع الاحتفاظ بها إلى حين عودته في سكن خاص بالشركة.

وأكدت دراسة أعدتها الشركة، وحصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منها، أن «مشكلة الخدم من أبرز المشكلات التي تشكل ضغطا على المجتمع وتهدد سلامته وأمنه»، مشيرة إلى أن أهم الصعوبات التي تواجه عملية جلب الخادمة، الإجراءات البيروقراطية وارتفاع رسوم الاستقدام من البلدان المصدرة للعمالة، إضافة إلى تأخّر وصول العاملة المنزلية النظامية عن الفترة التي تحددها مكاتب جلب الخدم، ما يضطر الأسر إلى تشغيل الخادمات الهاربات خلال فترة انتظار العاملة، التي قد تستمر أشهراً عدة.

أوقات حرجة

وقال الطنيجي «لا يوجد أقسى من هروب الخادمة فجأة، نظراً لتسببها في اضطراب وخسائر مالية للأسرة، والمشاق المتمثلة في بدء إجراءات الإبلاغ عن هروب الخادمة وإلغائها وإعادة البحث عن خادمة مناسبة مرة أخرى».

وأكد أن الوقت الأكثر حرجاً بالنسبة للأسر المواطنة والمقيمة، والذي تكون فيه مشكلة هروب الخادمة مضاعفة هو أثناء الاختبارات المدرسية، وقبيل شهر رمضان المبارك، وذلك بحسب إفادات بعض المستطلعة آراؤهم في الدراسة.

ولفت الطنيجي إلى أن الجهات المعنية تركّز فقط في عملية الإبلاغ عن الهروب وتحميل ربّ الأسرة المسؤولية الكاملة في حالة عدم الإبلاغ، لكنها في الوقت نفسه تتخلى عن مسؤوليتها وعن دورها الأهم والرئيس، ولا تقدّم الجهد والاهتمام والعمل المفروض عليها في هذه القضية للبحث عن الخادمة والتواصل مع رب الأسرة.

وأوضح أن هناك تنظيمات خفيّة تعمل بتنسيق محكم لتهريب خادمات من كفلائهن، وتشغيلهن عند آخرين بمرتبات مضاعفة، مطالباً بوضع عقوبات وضوابط صارمة للقضاء على هذه الظاهرة.

وذكر أن المكاتب التي تؤوي خادمات هاربات تسهم في نقل تجربة الهرب من الخادمة الهاربة إلى الخادمة الجديدة التي تبدأ التفكير في هذا السلوك، وذلك خلال وجودهن معاً في هذه المكاتب.

وأكدت الدراسة التي أعدتها الشركة أن أهم الأسباب التي تساعد الخادمة على الهرب هي شبكات تهريب داخلية كشفت عنها الحملات الأمنية المتكررة، واتضح أن لها ارتباطات خارجية ببلد الخادمة تزودها برقم اتصال داخل الإمارات، وبعد قضاء فترة في منزل الكفيل يتم تهريبها ومساعدتها على العمل بنظام اليوم أو الشهر برواتب أكبر، وأحياناً تستخدم في ممارسة الرذيلة، كما ثبت في العديد من الحالات التي تم ضبطها.

مسؤولية محدّدة

 

تعد «سواعد» شركة ذات مسؤولية محددة، تسهم فيها 17 جهة حكومية وخاصة من بينها وزارة العمل، والقدرة القابضة، وصندوق تكافل، وشركة الإمارات لتعليم القيادة، والمؤسسة الوطنية للسياحة والفنادق.

سوء المعاملة

وأوضحت الدراسة أن من بين أسباب هروب الخادمة عدم رضاها، أو سوء المعاملة، والعنف، وكثرة الأعمال، وعدم منحها راحة أسبوعية، أو بسبب كثرة عدد أفراد الأسرة أو كبر المنزل، وأحيانا تلجأ بعض الأسر في شهر رمضان إلى تكليف الخادمات أو السائقين بأعمال الخدمة في بيوت أبنائهم وبناتهم، أو بيوت الوالدين، وهذه الممارسات إلى جانب أنها غير قانونية فهي انتهاك لحقوق الإنسان، وتحط من قدر العامل أو العاملة، لذا يلجأ كثير من الخدم في شهر رمضان إلى الهرب. ملمحة إلى أن حصول الخادمة على هاتف جوال قد يكون سببا مساعدا في هروبها، وأوصت بمراقبة اتصالاتها بشكل مستمر.

وذكرت الدراسة أن تحقيقات الجهات الأمنية مع بعض الخادمات اللاتي تم ضبطهن أشارت إلى أن عدداً منهن تم إخبارهن بإمكانية الهرب من الكفيل بعد مضي ثلاثة أشهر، وأنه لا توجد عقوبة عليهن في حالة القبض عليهن، وهذا ما كشفته اعترافات خادمات هاربات من كفلائهن عند سؤالهن من الجهات الأمنية.