‏‏‏يدّعي قدرته على علاج النساء من العقم.. والتقريب بين الرجال والنساء

القبض على مشعوذ في الراشديّة‏

طلاسم في قُصاصات ورقيّة وأدوات عثرت عليها الشرطة في منزل المشعوذ في الراشديّة. من المصدر

‏دهمت فرقة من شرطة دبي شقّة يقطنها مشعوذ أثار رعباً في منطقة الراشدية، وعثرت على أدوات تُستخدم في أعمال السحر والشعوذة، وما يزيد على 22 ألف درهم متناثرة تحت فراشه، وألقت القبض عليه، وأقرّ بأنه يعالج الناس بأساليب غير طبية، مدّعياً قدرته على علاج النساء من العقم.

وتفصيلاً، قال مدير مركز الراشدية، العقيد صالح حميد عبيد الرحومي، إن «فرقة من المركز دهمت سكن المتهم بعد الحصول على إذن تفتيش من النيابة العامة، وعثرت على أدوات تُستخدم في أعمال السحر، وآثار من أشخاص مثل الشعر والملابس، وأحالته إلى النيابة العامة في دبي».

وذكر سكّان في الراشدية أن الرجل يسكن في المنطقة منذ 30 عاماً، وهو دائماً مثار تساؤلات كثيرة، فمن الناس من يصدّقه ويعتقد أن لديه قدرات غير طبيعية، وبعضهم يزعم أنه يستخدم الجن، في حين أن آخرين يعتقدون أن الرجل مجرّد مشعوذ يمارس أنواعاً من الكذب، ويستغل حاجة المرضى اليائسين الباحثين عن أي علاج. وأكدوا أن «أحداً لم يبادر إلى إبلاغ الشرطة عنه في السنوات الماضية، ربما لخوفهم من قدرته على إلحاق الأذى بهم».

وقال المواطن (أ.ع) لـ«الإمارات اليوم» إن «هذا المشعوذ تسبّب في أذى كبير لشقيقاته الخمس وابنته»، موضحاً أنه «استعان بمعالجين بالقرآن لإنقاذهن من أعمال شعوذة ألحقت ضرراً كبيراً بأوضاعهن النفسية».

وأضاف أنه «استدعى هذا المشعوذ إلى منزله بحضور إمام مسجد في منطقة الورقاء لمواجهته بشأن الشعوذة التي دبّرها لشقيقاته، وحين حاول الإمام قراءة بعض آيات من القرآن، تلوّى المشعوذ وسقط أرضاً، وقام بتصرّفات غريبة أثارت ذعر الجميع».

وأشار إلى أنهم «تتبّعوه إلى منزله واكتشفوا أعمال شعوذة مكتوبة بأسماء جارٍ لهم مصاب بالشلل وآخر من منطقة قريبة، إضافةً إلى عشرات الطلاسم والصور لأشخاص آخرين، وكتب كثيرة متخصّصة بالسحر، بعضها في طريقة تفريق الأزواج، ومنع الفتيات من الزواج، وإصابة الأشخاص بالأمراض»، لافتاً إلى أن «كثيراً من الأشخاص الغرباء عن المنطقة يرتادون بيت الرجل لتدبير أعمال شعوذة لهم».

ويعتقد سكّان في الراشدية وجوارها أنهم أصيبوا بكثير من الأذى والشرور بسبب المشعوذ، الذي يدّعي قدرته على علاج الأمراض المستعصية، باستخدام رموز وبخور وطلاسم، ويزعم أن لديه قدرات سحرية خارقة على تفريق الأزواج، أو تقريب العلاقات بين الرجال والنساء، ويتقاضى لقاء ذلك مبالغ مالية.

من جانبه، قال (م.ع)، وهو إمام مسجد في منطقة الورقاء، إن «المشعوذ ادّعى أنه يستغل السحر في مساعدة الناس، لكنه لم يستطع قراءة آية كاملة صحيحـة من القرآن، ما يؤكـد أنه مشعوذ يعتمد على الكذب والخـداع للإيقاع بالناس وسرقة أموالهم».

إلى ذلك، دعا أستاذ الشريعة في جامعة الشارقة، الدكتور عبدالحق حميش، الناس إلى عدم الانجرار وراء المشعوذين، وقال إن «كثيراً من هؤلاء يستغلون بساطة الناس وحاجاتهم، محذراً من سوء إلقاء كل المشكلات الصحية والاجتماعية على الجن». ورأى أن «الإسلام شدّد على قيمة العقل وإيلاء العلم الأهمية التي يستحقها».

وتابع «ليس كل الأمراض سببها الجن، وإذا أُصيب شخص ما بمرض فعليه أن يلجأ إلى الطبيب أولاً، فإذا عجـز الطبيب عن مداواته يُنصح بالتوجّه إلى إمام موثوق به».

ودعا الجهات المعنية إلى «ملاحقة المشعوذين والقبض عليهم لحماية الناس وأموالهم وأنفسهم منهم».

ورأى أن «حالات التلبّس بالجن واردة، لكنها نادرة جداً ويجب ألا تُعمّم، لأن كثيراً من المشعوذين يستغلون الناس ويوهمونهم بتلبّس الجن لابتزاز أموالهم».‏

تويتر