‏‏‏«الأوقاف» و«الهلال» و«المشرق» وجهات مختلفة ترغب في مساعدتها

مؤسسات حكومية وخاصة تطلب رعاية «فتاة التبني»‏

غرافيك: ساسان سعيدي

‏تعتزم مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر في دبي تبني حالة الفتاة الإماراتية «ع»، 21 عاماً، التي وجدت نفسها بلا مأوى بعد وصولها إلى سن 18 عاماً، ولجوئها إلى شرطة دبي التي وفرت لها مأوى وأمّنت لها تعليماً جامعياً مناسباً، وفق الأمين العام للمؤسسة الطيب عبدالرحمن الريس الذي أفاد بأن المؤسسة ستتواصل مع شرطة دبي لدراسة حالة الفتاة.

وقال الريس لـ«الإمارات اليوم» إن المؤسسة هي الجهة الحكومية المعنية بمتابعة حالة الفتاة، مثمناً دور الجهات والأشخاص الذي عرضوا تبني حالتها ومساعدتها، لافتاً إلى أن المؤسسة ستتولى تأمين الرعاية الصحية والتعليمية والاجتماعية لها، فضلاً عن متابعة وضعها الأمني مع شرطة دبي.

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت أمس قصة الفتاة «ع» التي تخلت عنها أسرتها بعد وفاة والدها بالتبني، الذي كان يعطف عليها دائماً منذ أن تبناها وعمرها شهر واحد حتى توفي وهي في الثامنة عشرة من عمرها، وتبنت شرطة دبي حالة الفتاة من خلال برنامج التواصل مع الضحية الذي أمن لها مأوى مناسباً وقدم لها في الجامعة حتى تغيرت أحوالها وبدأت تتفوق في دراستها.

وأضاف الريس أن المؤسسة مسؤولة بشكل كامل عن الفتاة طالما لم تتجاوز 21 عاماً أو تتزوج، مشيراً إلى أن المؤسسة تراعي جميع الجوانب في حالات اليتامى ومجهولي النسب، مؤكداً أن اهتمام جهات مختلفة بحالة «ع» يعكس روح التكافل التي تسود المجتمع.

إلى ذلك بادرت هيئة الهلال الأحمر إلى التواصل مع المعنيين في برنامج التواصل مع الضحية، للوقوف على حالة الفتاة، وأبلغت الهيئة «الإمارات اليوم» بأنها ستقدم المساعدات اللازمة للفتاة بعد دراسة ظروفها جيداً وتحديد احتياجاتها، سواء في ما يتعلق بالدراسة أو أمور السكن والمستلزمات الحياتية الأخرى.

كما تلقت «الإمارات اليوم» عشرات الاتصالات أمس، من أشخاص وجهات يعرضون تبني «ع» أو على الأقل تقديم يد العون لها في أي شيء تريده، وعرض بنك المشرق توفير فرصة عمل لها في البنك، فيما تبرع آخرون بتكاليف دراستها ومساعدتها بعد إنهاء دراستها الجامعية على الحصول على وظيفة مناسبة.

إلى ذلك قال مصدر مسؤول في برنامج التواصل مع الضحية في شرطة دبي إن طلبات المساعدة التي تقدمت بها جهات مختلفة بعد نشر حالة الفتاة ستتم دراستها جيداً، وبحث الأمر مع الفتاة نفسها، نظراً لأنها تشعر بالراحة التامة حالياً داخل المؤسسة الخاصة التي تعيش فيها، كما أنها تلقى اهتماماً كبيراً من جانب مسؤولي برنامج التواصل.

وذكرت مسؤولة البرنامج في مركز شرطة القصيص ريم الأميري، التي تعاملت مع حالة «ع» أن الفتاة كانت تمر بحالة عدم اتزان حينما تركت الأسرة التي كانت تنتمي إليها، واحتاجت بعض الوقت حتى استعادت عافيتها وتوازنها النفسي، وبدأت تجتهد في دراستها، وهو ما دفع شرطة دبي إلى التقديم لها في الجامعة وتوفير المستلزمات الأساسية التي تحتاجها.

وتعامل قسم التواصل مع 2061 حالة خلال العام الماضي، وأجرى 5058 اتصالاً مع أشخاص لهم قضايا جنائية ومرورية. ولفتت الأميري إلى أنها تدخلت كذلك لحل خلافات أسرية كانت مستعصية، وحالت دون وصولها إلى القضاء.

وأشارت إلى أن البرنامج أسهم كذلك في علاج مشكلات اجتماعية صعبة، منها حالة أم حملت دون رضا أسرتها، ما دفع جميع أقاربها إلى الابتعاد عنها، فانعزلت كلياً عن المجتمع وعاشت في غرفة هي وابنها في منطقة القصيص حتى، وصل الولد إلى سن الثامنة وكان يتصرف بشكل غريب بسبب طبيعة نشأته.

وأوضحت أن الشرطة تحركت فور تلقيها بلاغاً من الجيران عن تصرفات الصبي وارتدائه ملابس غريبة احياناً، وحين توجه مسؤولو برنامج التواصل مع الضحية، إلى منزل الأم فوجئوا بالحالة الغريبة التي تعيشها واستطاعوا إقناعها بالانخراط مجدداً في المجتمع، وقام فريق التواصل بمساعدة مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال باستصدار شهادة ميلاد ووثائق للصبي، وتم إلحاقه بمدرسة لتعليم الكبار.‏

تويتر