5 دقائق

الحياة قصيرة

الدكتور علاء جراد

الحياة حلوة وقد تكون رائعة لمن يتعامل بإحسان، ويحرص على أن يعيشها كما أراد خالقنا، لكن للأسف الحياة قصيرة جداً، بل أقصر مما نتخيل، ومن المهم أن يتذكر الإنسان ذلك دائماً حتى لا يضيع وقته في ما لا يفيد، ويترك القليل من الوقت لإضافة قيمة إلى حياته والاستمتاع بها، إن الحياة أقصر من أن نقصّرها، ومن الأفعال التي تُقصر حياتنا وتسرقها، الانشغال بالآخرين بطريقة سلبية، والتركيز على عيوب الناس والحكم عليهم، والاهتمام بالأخبار التافهة التي لا تضيف أي قيمة أو معرفة، ومشاهدة التلفزيون بلا هدف، خصوصاً الأعمال العديمة القيمة والمعنى، مثل المسلسلات التركية.

• يقول تشارلز دارون: «إن الإنسان الذي يجرؤ على إضاعة ساعة من وقته، لم يعرف قيمة الحياة بَعْدُ».

منذ ثلاث سنوات تقريباً، كتبت مقالاً هنا عن «ظاهرة المصعد»، وهي أن العائلات في البيت الواحد أصبحت تعيش مثل مجموعة من الأشخاص داخل المصعد، فهم جميعاً في مكان واحد، وينظرون لمكان واحد هو لوحة الأرقام في المصعد، لكن كل منهم لديه وجهة مختلفة، ثم إنهم لا يعرفون بعضهم، ونادراً ما يحاولون ذلك، وهكذا الكثير من العائلات التي لا يجمعها سوى السكن داخل الجدران نفسها، لكن لا أحد يعرف أخبار الآخر، ولا يعرف ما يشغله وكل منهمك في هاتفه أو عمله وفي قمة الاستغراق، ثم نستيقظ فجأة لكن أحياناً بعد فوات الأوان، فالموت يغيب عنا أناساً نعرفهم كل عام، فماذا كنا سنفعل لو أمهلنا الموت يوماً أو اثنين؟ هل سنقضيهما مع أحبائنا؟ هل سنذهب ونعتذر لمن أسأنا في حقهم؟ هل سنتحدث مع أهلنا إذا كانوا أحياء؟ والأهم من كل ذلك هل سنتقرب أكثر إلى الله، ونطلب المغفرة والعفو عما بدر منا؟ إن لحظة واحدة من الخشوع والقرب من المولى عزَّ وجلِّ لهي أعظم من أي عمل آخر، وقضاء دقائق مع أبنائنا وأحبابنا لا يقدر بثمن، فلابد أن نفكر جيداً في وقتنا، وكيفية استثماره والاستفادة به.

يقول تشارلز دارون: «إن الإنسان الذي يجرؤ على إضاعة ساعة من وقته لم يعرف قيمة الحياة بعد!». فهل نعرف قيمة الحياة، ونعرف رسالتنا ودورنا فيها، وهل نحرص على أن نضيف قيمة ونساعد الآخرين بقدر المستطاع؟ وإن لم نستطع فهل نكف عن إيذاء الآخرين، واستنفاد طاقتنا بطريقة سلبية تضر بنا قبل أن تضر بأي شخص آخر! المشكلة الكبرى أن الكثير يرى دائماً أنه الشخص المثالي، وأنه يفعل كل شيء بطريقة صحيحة، وأن المشكلة دائماً في الآخر، فهل نعيد النظر أيضاً، ونفكر مرة أخرى حول هذا الاعتقاد! أتمنى لكم حياة سعيدة ذات معنى!

@Alaa_Garad

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .

تويتر