نشر معاناته.. ومتبرعون تكفلوا بعلاجه

«أمير» يتغلّب على الألم والإعاقة بالتفوق الدراسي

صورة

عاد الشاب الجزائري أمير سعيد بشاش، البالغ من العمر 15 عاماً، إلى ممارسة حياته الطبيعية، وتغلب على الألم والإعاقة بالتفوق في مجالات حياته ودراسته، وحصل على شهادات تفوق متنوعة، بعد ثلاث سنوات من نشر قصته عبر «الخط الساخن»، وتكفل متبرعون بكلفة علاجه في أحد المراكز الطبية المتخصصة في دبي.

4 شهادات تفوّق

أكد والد (أمير) أن الإعاقة لم تمنع ابنه من التفوق الدراسي، بفضل إصراره وإرادته وعزيمته، إلى جانب إيمانه بالله، متابعاً «نحن فرحون بما حققه (أمير) من إنجاز دراسي، رغم معاناته مع المرض». وقال «سنواصل دعم (أمير) في أي مجال يحبه، خصوصاً أنه يمتلك قدرات في مجالات متنوعة، ونال أخيراً أربع شهادات من إدارة المدرسة: واحدة في التفوق الدراسي، والثانية في السلوك المميز، والثالثة في تحدي الإعاقة، والرابعة شهادة في التفوق الأخلاقي والتربوي والإنساني، وتم تكريمه من إدارة المدرسة قبل يومين»، لافتاً إلى أنه حالياً في الصف التاسع الدراسي.

وقال والد (أمير) «حينما لجأت إلى (الإمارات اليوم)، قبل ثلاث سنوات، وطرحت قصة معاناة (أمير) وحاجته إلى أطراف اصطناعية، كنت حزيناً على وضع ابني، وبعد نشر قصته، وتكفل متبرعين بتحمل كلفة علاجه، رجع (أمير) إلى ممارسة حياته الطبيعية، وكانت فرحته وفرحتنا غامرتين، خصوصاً بعدما أصبح يشارك زملاءه في لعب كرة القدم، باستخدام الأطراف الاصطناعية، كما مارس السباحة والمشي».

وأكد أن الأطراف الاصطناعية كان لها أثر إيجابي في حياة (أمير)، إذ أقبل على الدراسة بشكل كبير، وأصبح متفوقاً دراسياً، لافتاً إلى أنه يدرس في مدرسة إكسفورد الخاصة في دبي، وأصبح من أوائل الطلبة على مدار السنوات الماضية.

وأضاف الأب أن (أمير) أصبح محباً للحياة، ويتمتع بالحيوية، ومبتسماً دائماً، ومقبلاً على الدراسة بشكل كبير، ما انعكس على درجاته في الامتحانات، وبات التفوق حليفه الدائم، وأصبح مميزاً في مدرسته، رغم أن يده اليمنى فيها أربع أصابع فقط، ويده اليسرى فيها ثلاث.

وأشار «قبل العملية كنت أعاني كثيراً في حمله ونقله من مكان إلى آخر، سواء في المدرسة أو المستشفى أو البيت، والآن بفضل الله وتعاطف المتبرعين عبر (الخط الساخن)، أصبح (أمير) إنساناً سوياً، بعدما كان يعاني نقصاً في ممارسة حياته الطبيعية، والآن أنا فخور به، بعدما أصبح متميزاً في دولة التميز»، معرباً عن شكره للمتبرعين الذين أسهموا بتبرعاتهم السخية في إسعاد (أمير).

وكانت «الإمارات اليوم» نشرت قصة أمير بتاريخ 11 نوفمبر 2013، إذ كان يعاني عيباً خلقياً رافقه منذ الولادة، وأدى إلى وجود تشوهات أثرت سلباً في نموه الحركي. وكان «أمير» يحتاج إلى زراعة أطراف اصطناعية في أحد المراكز التخصصية في دبي، تبلغ قيمتها 54 ألف درهم، لكن صعوبة وضع عائلته المالي حال دون حصول الطفل على أطراف اصطناعية.

وحينها روى والده قصة معاناته مع المرض، قائلاً إن والدة (أمير) وضعته في أحد مستشفيات الجزائر، وأثناء عملية الولادة أخرج الطفل رجلاً واحدة، واضطرت الممرضة إلى سحب الرجل الأخرى، ما أدى إلى إصابته بخلع في الورك، وتبين بعد فترة قصيرة أنه يعاني تشوهات خلقية.

وتابع أن ابنه مكث في المستشفى عاماً كاملاً، تلقى خلاله عناية طبية خاصة، قبل أن يقرر تسفيره إلى تونس «لأن هناك مستشفى متخصصاً في هذا النوع من الحالات».

وبعدما أجريت له سبع عمليات لتصحيح الحوض والورك، ووضع حديد فيهما، استعاد (أمير) بعض العافية، لكنه سقط أثناء اللعب، ما أدى إلى خروج الحديد من منطقة الحوض، وبات طريح الفراش، عندها قرر والده إحضار عائلته إلى الإمارات، حيث يعمل، واصطحبه إلى مستشفى متخصص في دبي، حيث تقرر إجراء عملية جراحية له، بهدف تصحيح الركبتين والرجلين، لأنهما تقوستا بشدة، بعد فشل العملية التي أجريت له في تونس.

تويتر