مريم الحساني: الإعاقة الحقيقية هي البطالة

مريم أكّدت أنها قادرة على العطاء وخوض تحديات العمل. من المصدر

تعاني المواطنة مريم الحساني (36 عاماً) إعاقة جسدية (تقوس الرجل)، لكن ذلك لا يشكل عائقاً أمام رغبتها في العطاء، وفي أن تكون عضواً فعالاً في مجتمعها. وكما تقول، فإن الإعاقة الوحيدة الحقيقية، التي تصطدم بها هي عدم حصولها على فرصة عمل.

وتؤكد الحساني، وهي من إمارة الفجيرة، أن حصولها على وظيفة سيتيح لها تقديم صورة مغايرة عن تلك الموجودة في رؤوس كثير من أفراد المجتمع عن المعاق، مشيرة إلى أنها قادرة على العطاء، وخوض تحديات العمل، والإسهام في تحقيق أهدافه، متى توافرت لها الظروف المواتية.

وقالت إن ذوي الإعاقة يشعرون بمسؤولية مضاعفة، مقارنة بالآخرين، لأنهم يرغبون في إثبات قدراتهم، وبأنهم جديرون بالفرصة التي منحت لهم.

توفي والد مريم عام 2009، تاركاً أسرة مكونة من ستة أبناء، يأتي ترتيبها الثاني بينهم، وهي ليست الابنة الوحيدة التي ولدت بإعاقة «جسدية» وراثية، إذ يعاني شقيقان لها الإعاقة، إلا أنهما تمكنا من تخطي إعاقتهما، وحصلا على العمل.

وشرحت الحساني أن أخاها الأكبر (38 عاماً) واصل دراسته، وحصل على وظيفة مناسبة، كما التحق الأخ الثاني (26 عاماً) بالخدمة العسكرية، وتزوج، وبنى أسرة مستقلة، معتمداً على نفسه، مشيرة إلى أن إعاقتهما لم تمنعهما من مواصلة حياتهما العلمية والعملية.

وأضافت أنها قطعت الطريق نفسه الذي قطعه شقيقاها، ولم تسمح للإعاقة بالوقوف أمام دراستها، فحصلت على شهادة الثالث الثانوي في القسم الأدبي، وشهادة الحاسب الآلي الشامل، واجتازت دورة السكرتارية الإلكترونية وحفظ الملفات في مراكز تأهيل وتشغيل المعاقين، التابعة لوزارة الداخلية، بتقدير امتياز، ثم التحقت بدورات تدريبية كثيرة في قطاعات حكومية وخاصة.

وتابعت الحساني أن الرغبة في الإبداع والإنجاز لا تعرف حدوداً أو حاجزاً، إذا توافرت الظروف المناسبة، مؤكدة أن الإعاقة يمكن أن تشكل حافزاً لتقديم الأفضل، ودافعاً للانطلاق نحو التميز.

وقالت إنها ترغب في مواصلة حياتها العملية والعلمية، مناشدة الجهات الحكومية والخاصة توفير فرص عمل لذوي الإعاقة، تتلاءم مع إعاقتهم.

وأعربت عن أملها أن تكون من المواطنين الذين يتم تعيينهم ضمن مبادرة «نحن قدها» لتوظيف ذوي الإعاقة، التي تتبناها إدارة وزارة الداخلية لتشغيل وتأهيل المعاقين و«الإمارات اليوم»، مؤكدة أن مثل هذه المبادرات تسهم في دمج هذه الفئة في المجتمع.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/02/hotline-4-2.jpg

تويتر