سكان يشــكون «المركبات المزعجة» على طرق أبوظبي

مطالبات بتشديد العقوبة على السائقين المتسببين في الضجيج. تصوير: إريك أرازاس

شكا سكان في أبوظبي زيادة التلوث السمعي الناتج عن ضجيج وإزعاج المركبات داخل الأحياء السكنية، إذ يشغل سائقون الموسيقى بأصوات مرتفعة جداً، وآخرون يستخدمون آلات التنبيه بشكل غير مبرر، فضلاً عن ضجيج المركبات الكبيرة، الأمر الذي يسبب تداعيات صحية، مطالبين بتشديد العقوبات على المخالفين.

من جانبها، كشفت مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، أنها خالفت 6668 مركبة تسببت في الضجيج، العام الماضي، وخالفت 996 مركبة للسبب نفسه خلال يناير وفبراير الماضيين، في حين بلغت مخالفات استخدام آلة التنبيه بصورة مزعجة خلال الشهرين نفسيهما 15 مخالفة.

وتفصيلاً، قالت هالة أحمد، إنها تسكن في منطقة الخالدية، وتعاني الضوضاء الناتجة عن صخب موسيقى المركبات، موضحة أنها رصدت بعض الشباب يشغلون أجهزة التسجيل في مركباتهم بصوت عالٍ، ويصرون على فتح نوافذها، ما يثير الإزعاج والضيق.

وأكدت أهمية تخصيص برامج تثقيفية لتوعية فئة الشباب وحثهم على الامتناع عن هذه السلوكيات، وحثهم على عدم إزعاج الآخرين، سواء من السكان أو مستخدمي الطريق، مطالبة بتشديد العقوبة على المخالفين.

وأضافت ربة المنزل (أم جوري)، أنها تعاني المشكلة نفسها، خصوصاً في أوقات متأخرة من الليل، عندما تصدح أصوات الموسيقى الصاخبة من مركبات بعض الشباب، من دون أية مبالاة بما يتسبب في إزعاج للأسر.

ويقول المهندس رامي حمد إن هذه الظاهرة متكررة، لاسيما على الطرق الداخلية وعند الإشارات الضوئية، مؤكداً أهمية تشديد العقوبة على مرتكبي هذه السلوكيات، لما يسببونه من إزعاج وتشويه مظهر المدينة الحضاري.

ويرى (أبوعبدالله) أن من أكثر الملوثات السمعية ومصادر الإزعاج أصوات المركبات المزودة بإضافات غير قانونية لتضخم أصواتها، لافتاً إلى ما تسببه هذه المركبات من أضرار صحية وتلوث بيئي.

من جهته، أكد مدير مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، العميد المهندس حسين أحمد الحارثي، لـ«الإمارات اليوم»، أن قانون السير والمرور الاتحادي رقم 21 لسنة 1995 وتعديلاته، يحظر استعمال أجهزة التنبيه قرب المستشفيات أو المدارس، أو دور العبادة في المناطق الآهلة بالسكان بين العاشرة مساءً حتى وقت شروق الشمس، لما يشكله استخدامها من إزعاج للطلاب، ويمنعهم من الانتباه إلى الدراسة والتحصيل، إضافة إلى ما يمثله صوت آلة التنبيه من إزعاج للمرضى، خلال استعماله قرب المستشفيات.

وأفاد بأن المادة 131 من القانون نصت على مخالفة استعمال آلة التنبيه في الأماكن المحظورة بغرامة 200 درهم ونقطتين مروريتين، كما نصت المادة 144 على مخالفة استعمال آلة التنبيه بصورة مزعجة بغرامة 100 درهم ونقطتين مروريتين، ومخالفة الضجيج عقوبتها حجز المركبة التي تتسبب في الإزعاج لمدة شهر، إضافة إلى غرامة 900 درهم.

وقال الحارثي إن الإفراط في استخدام آلة التنبيه سلوك غير حضاري، مشدداً على ضرورة عدم استخدامها إلا في حالات الضرورة، وعدم استخدامها بعصبية لتنبيه السائفين الآخرين، ما يؤدي إلى تشتيت انتباههم عن مراقبة الطريق، وإرباكهم والتسبب في وقوع حوادث مرورية.

وحثّ السائقين على تطبيق قاعدة «القيادة فن وذوق»، وضرورة احترام حقوق الآخرين، وعدم إزعاجهم بآلة التنبيه، داعياً عشاق كرة القدم إلى عدم الإزعاج، والتحلي بالأخلاق الحميدة، والابتعاد عن ما يسيء إلى الجو العام بعد مباريات كرة القدم، والاحتفال بالفوز بطريقة حضارية دون إزعاج الآخرين.

وأشار إلى أن القيام بأي إجراء لتعديل مواصفات المركبات لتضخيم أصواتها، وتركيب سماعات إضافية ذات قوة كبيرة، يجعل تلك السيارات مصدراً للإزعاج، نتيجة لما يصدر عنها من أصوات موسيقى من أجل لفت الأنظار والتباهي، وهذا يعدّ سلوكاً غير حضاري، وسيواجه بكل حزم من قبل عناصر دوريات المرور.

 

تويتر