«الصحة»: عقوبات المخالفة تتدرج حسب نوع الخطأ وتصل إلى الغلق النهائي

سكان في «الوسطى والشرقية» يشكون تدنّي نظافة المنشآت الصحية الخاصة

مراجعو عيادات خاصة يؤكدون أن الأدوات الطبية تُترك من دون تعقيم. الإمارات اليوم

أعرب سكان في المنطقتين الوسطى والشرقية التابعتين لإمارة الشارقة عن استيائهم من تدني مستوى النظافة في العيادات والمراكز الطبية الخاصة، خصوصاً أن هذا الأمر يشكل خطورة على الصحة العامة للمراجعين الذين يقصدون العيادات للعلاج وليس لتفاقم حالاتهم المرضية، مطالبين الجهات المعنية بتكثيف حملات التفتيش على هذه المنشآت، وتطبيق عقوبات على المخالفة منها، فيما قال أطباء وممرضات، إن المستثمرين والشركات التي تمتلك هذه المنشآت الطبية لم توفر فريق نظافة مختصاً، مشيرين إلى أن عمل الأطباء يقتصر على تقديم خدمات طبية للمرضى والمراجعين.

من جانبها، أكدت وزارة الصحة أن العقوبات التي تفرضها الوزارة حيال العيادات المخالفة لتطبيق معايير النظافة تتدرج حسب نوع ومستوى الخطأ، وقد تصل أحياناً إلى إلغاء الرخصة والغلق النهائي.
وتفصيلاً، قال أحمد عبدالله الكعبي، أحد مراجعي العيادات الطبية الخاصة في المنطقة الوسطى، إن السكان يلجأون إلى هذه العيادات للحصول على خدمات طبية سريعة، في حال تعرضهم لحالات مرضية مفاجئة ووعكات صحية طارئة، مشيراً إلى أن معظم هذه العيادات تفتقر إلى النظافة، فالأرضيات غير نظيفة، والأدوات الطبية متروكة دون تعقيم، الأمر الذي ينعكس سلباً على صحة المراجعين.

وتابع: «اصطحبت والدتي إلى إحدى العيادات الخاصة، لشعورها بألم في مفاصل إحدى ركبتيها، ووصف لها الطبيب حقنة مسكنة، أعطتها لها ممرضة تعمل في العيادة، وتبين أن الحقنة لم تكن معقمة بعدها تعرضت والدتي لبكتيريا في الدم، نتج عنها التهاب حاد في الدم تطلب سفرها للعلاج خارج الدولة لأشهر عدة».

وتساءل: «متى سيتم تشديد الرقابة على العيادات الطبية الخاصة من قبل الجهات المعنية وإيقاف التلاعب بصحة المرضى؟».

وأشارت المراجعة (أم عمر) من مدينة الذيد، إلى أن العيادات في المنطقة الوسطى رائحتها كريهة، بسبب عدم توافر نظام تهوية يحافظ على نظافة البيئة، رغم أن عدد المراجعين يزيد على 100 مراجع يومياً.

وتابعت: «أصبح الهدف الرئيس لهذه العيادات هو الربح المادي فقط، دون تطبيق معايير النظافة في غرف الانتظار والفحص والأدوات الطبية»، مضيفة أن «عند زيارتها إحدى عيادات الأسنان، لاحظت أنه لا يتم تغيير الأدوات المستخدمة في علاج كل مريض، كما أن الأسرّة والأرضيات غير نظيفة، ما يسبب أمراضاً ومضاعفات صحية للمراجعين».

وقالت المراجعة (أم سعيد)، من مدينة خورفكان، إن معظم العيادات والمراكز الطبية تبالغ في قيمة العلاج بسبب عدم وجود رقابة عليها، فضلاً عن أن عدداً كبيراً منها، لا يتم فيه تغيير أغطية أسرّة فحص المرضى، كما أن كراسي الانتظار تكون متسخة ولا يتم تنظيفها بشكل مستمر.

وأيدها الرأي عبدالله خليفة، أحد مراجعي هذه العيادات، قائلاً: «أصبحت عدم النظافة سمة واضحة في معظم العيادات والمراكز الطبية الخاصة، لكون الهدف الرئيس لأصحابها هو الربح المادي فقط، دون مراعاة لصحة المراجعين»، مبيناً أن البعض يضطر الى التوجه لهذه العيادات طلباً للعلاج السريع بسبب تأخر مواعيد مراجعاتهم في المستشفيات الحكومية لما يزيد على شهر.

وطالب بشن حملات تفتيشية مكثفة على هذه العيادات من قبل الجهات المختصة، للوقوف على التجاوزات التي ترتكبها، وتوجيه مخالفات مباشرة لأصحابها من أجل الارتقاء بالخدمات الطبية المقدمة للمرضى.

من جانبه، قال طبيب عام في أحد المراكز الصحية الخاصة بالمنطقة الوسطى - طلب عدم نشر اسمه- إنه يتم تعيين الكادرين الطبي والتمريضي والموظفين في معظم العيادات والمراكز الطبية عن طريق شركات استثمارية هدفها الرئيس تحقيق ربح مادي فقط، ولا تهتم بتوفير فريق مختص بالنظافة، ومن ثم تتولى الممرضات والعاملون عملية التنظيف.

وتابع: «نسعى بالإمكانات المتاحة لدينا إلى تطبيق معايير النظافة والصحة في العيادات، وتقديم خدمات طبية ذات جودة عالية من أجل صحة المراجعين».

وحول قيمة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى في العيادات والمراكز الخاصة، اعتبر أن قيمتها رمزية مقابل ما يقدم للمراجع، مبيناً أن قيمة الفحص الطبي لا تزيد على 100 درهم، في حين تبلغ قيمة الأشعة الطبية 150 درهماً.

من جانبه، قال وكيل الوزارة المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص في وزارة الصحة، الدكتور أمين الأميري، إن الوزارة معنية بمسائل الترخيص والرقابة والإشراف على المنشآت الطبية المتمثلة في المستشفيات العامة ومستشفيات جراحة اليوم الواحد والعيادات والمراكز الصحية في الإمارات الشمالية، التي تشمل إمارة الشارقة والمناطق التابعة لها مثل المنطقتين الوسطى والشرقية، وتنفذ زيارات ميدانية دورية وفجائية من قبل مفتشي الضبطية القضائية، وذلك بهدف تقديم أفضل الممارسات الطبية من خلال التأكد من تطبيقها للمعايير الوطنية الصحية المعتمدة للمنشآت الصحية من ناحية النظافة والتعقيم، إضافة إلى التراخيص المهنية الطبية لطاقمي الأطباء والتمريض وغيرهما من التخصصات.

وأبان الأميري أن هذه الزيارات تنفذ على ثلاث فترات بشكل دوري ومنتظم وفجائي، وتكون في الفترتين الصباحية والمسائية، وفي العطلات أيضاً، مشيراً إلى أهمية ذلك لمراقبة جدية الالتزام من قبل المنشآت الصحية الخاصة في الفترات المسائية وأثناء الإجازات.

وأضاف أنه في حال رصد أي مخالفة فإنه يتم توجيه وتنبيه صاحب ومدير المنشأة الصحية، ثم يتم إنذار المنشأة في حال تكرار المخالفة ذاتها، أما في حال تكررت المخالفات فإنه يتم إغلاق المنشأة بشكل مؤقت لحين يتم تعديل الوضع، وفي حال لم يتم ذلك تغلق المنشأة لمدة لا تزيد على ستة أشهر في العام الواحد، ثم يأتي آخر إجراء وهو إلغاء الرخصة أي الإغلاق النهائي، مبيناً أن هذه الإجراءات تتم حسب نوع ومستوى الخطأ.

تويتر