الشركة: المشكلة بسبب عطل في الأنبوب الرئيس وجارٍ إصلاحه

سكان في «جميرا بارك» يعانون روائح الصرف الصحي

روائح الصرف الصحي تنتشر ليلاً في «جميرا بارك». الإمارات اليوم

يعاني سكان في مجمع «جميرا بارك» السكني، انبعاث روائح كريهة لمياه الصرف الصحي، خلال ساعات متأخرة من الليل يومياً منذ شهر مارس الماضي، موضحين أنهم اعتقدوا في بداية الأمر أن الرائحة ناتجة عن عطل في الصرف الصحي بمنازلهم، إلا أنهم فوجئوا بمنطقة مسوّرة تقع بالقرب من المجمع السكني، تفرغ فيها صهاريج كبيرة مياه الصرف الصحي الذي تسحبه من المجمع، والتي تبقى فترات طويلة قبل سحبها مرة أخرى ونقلها إلى محطة معالجة مياه الصرف الصحي.

ربط الشبكة

قال مدير إدارة الصرف الصحي والري في بلدية دبي، المهندس طالب عبدالكريم جلفار، إن المشكلة بدأت في أبراج بحيرات جميرا، إذ إن الخط الرئيس لمياه الصرف الصحي تعرض لعطل، والبلدية أمهلت الشركة لحل المشكلة، وتم رفع حلول للمشكلة إلى أمانة المجلس التنفيذي في دبي، لتستطيع شركة «نخيل» ومركز دبي للسلع المتعددة حل مشكلة الصرف الصحي التي تواجه السكان، مضيفاً أن الشركة ستربط شبكة الصرف الصحي في المجمع بالشبكة الرئيسة قريباً.

من جانبه، أفاد مركز دبي للسلع المتعددة، بأن مشكلة مياه الصرف الصحي التي يواجهها السكان في مجمع «جميرا بارك» بسبب عطل في الأنبوب الرئيس لخط مياه الصرف الصحي، الذي يتم العمل على إصلاحه من خلال شركة «نخيل»، في حين أفادت الأمانة العامة للمجلس التنفيذي في دبي بأن الجهات الثلاث المسؤولة عن مشكلة مياه الصرف الصحي اجتمعت ووضعت حلولاً على المديين القصير والطويل، تتضمن ربط شبكة المجمع بشبكة الصرف الصحي الرئيسة للمدينة.

وتفصيلاً، شكت «ع. أ»، من سكان المنطقة، قائلة إن المجمع يفتقر إلى شبكة صرف صحي متكاملة، إذ إنها غير موصولة بالشبكة الرئيسة التابعة لبلدية دبي، مضيفة أنهم خاطبوا مركز دبي للسلع المتعددة الذي أكد أن مشكلة الصرف الصحي ستنتهي قريباً، وهذه الوعود منذ مارس الماضي، ولاتزال المشكلة قائمة حتى الآن.

وأضافت «نرى الصهاريج تخرج من المنطقة بعد سحب مياه الصرف الصحي، ثم تفرغ في منطقة قريبة منا، ما يتسبب في انتشار رائحة كريهة لا تطاق»، موضحة أن «الشركة وعدت بحل المشكلة منذ مارس الماضي، وربط الشبكة في المجمع بالشبكة الرئيسة، ولكننا لم نر إجراءات على الأرض».

وقالت إحدى سكان مجمع «جميرا بارك»، لانا الحونيتي، إن الرائحة تبدأ في الانتشار بعد الثامنة مساءً وتنتشر في أنحاء «جميرا بارك»، مضيفة أن سكان المنطقة حاولوا التأكد من مصدر الرائحة، وفوجئوا بأنها تنبعث من المنطقة المسورة، الموجودة بين منطقتي أبراج بحيرات جميرا و«جميرا بارك».

وأكملت أنهم تواصلوا مع البلدية لمعرفة سبب الرائحة، فأبلغهم موظف في البلدية بأن شبكة الصرف الصحي ضيقة، ولا تحتمل الضغط من مناطق عدة عليها، شارحا أنهم يسحبون مياه الصرف الصحي من المجمع ويفرغونها ليلاً في المنطقة المسورة، وبعد تراكم المياه يسحبونها إلى محطة الصرف الصحي.

وأضافت أن السكان تواصلوا مع مدير الموقع، فأبلغهم بأن المشكلة تابعة لمركز دبي للسلع المتعددة، الذي أكد بدوره أنها مياه فائضة، ولا يمكن نقلها إلى محطة معالجة مياه الصرف الصحي مباشرة، بل يجب سحبها بالصهاريج، ومن ثم تفريغها في المنطقة المسورة، قبل نقلها إلى المحطة.

وأكدت أن وجود مياه صرف صحي في منطقة قريبة من المساكن ظاهرة غير صحية، وينبغي إيجاد حل جذري لمعالجتها سريعاً، مضيفة أنهم يعانون من الأمر منذ مارس الماضي، مضيفة أنها لو كانت مياهاً راكدة لكان الأمر أقل ضرراً إلا أنها مياه صرف صحي قد تنقل الأمراض والحشرات الضارة، وتؤثر المشكلة في مجمعات سكنية عدة، منها أبراج بحيرات جميرا، وجميرا بارك.

وأيدها الرأي أحد السكان، مصطفى خماش، متابعاً أن مشكلة مياه الصرف الصحي قد تسبب أمراضاً مزمنة للسكان، موضحاً أن المشكلة بدأت مع مركز دبي للسلع المتعددة منذ فترة، إذ إن أبراج بحيرات جميرا تواجه مشكلة في الصرف الصحي، كون الضغط أكبر من أن تحتمله المضخة، ولأن المنطقة المسوّرة الواقعة بين أبراج بحيرات جميرا و«جميرا بارك» تابعة لهم، فقرروا استخدامها لرمي مياه الصرف الصحي الزائدة دون اهتمام بالسكان الذي يعانون الروائح الكريهة.

وأضاف أن معدل مياه الصرف الصحي ارتفع كثيراً خلال فترة قصيرة، وأراد المسؤولون إصلاح الأمر بردم البحيرة التي تكونت من مياه الصرف الصحي على مساحة 1000 متر مربع تقريباً، لكن من دون حل المشكلة الرئيسة التي تعانيها المجمعات القريبة.

وأكمل خماش «زرت المنطقة برفقة مفتش البلدية، وعند الاستفسار عن المشكلة من مدير الموقع أفاد بأن خمسة إلى ستة صهاريج تسحب المياه يومياً من المنطقة، مضيفاً أن مدير الموقع أبلغهم بأن محطة (ديسكفري غاردنز) التي كان من المفترض أن تساعد في حل المشكلة تعرضت لعطل، ما زاد من حجم استهلاك المياه وباتت أكثر من استيعاب الأنابيب».

في المقابل، قال مركز دبي للسلع المتعددة، لـ«الإمارات اليوم»: إن «المشكلة التي تواجه السكان من الروائح الكريهة سببها حدوث ثقب في الأنبوب الرئيس لشبكة الصرف الصحي في البنى التحتية التابعة لشركة نخيل»، موضحاً أنهم يقومون باتخاذ الإجراءات اللازمة لمساعدة «نخيل» على إنهاء عمليات الصيانة وإصلاح الأنبوب، والموافقة عليها من قسم البيئة في بلدية دبي لتخفيف نسبة الروائح الكريهة التي يسببها العطل.

من جانبها، أفادت الأمانة العامة للمجلس التنفيذي في دبي، بأن بلدية دبي قدمت اقتراحات وحلولاً بعد الاجتماع بين الجهات الثلاث: مركز دبي للسلع المتعددة، و«نخيل»، إضافة إلى إدارة الصرف الصحي في البلدية، موضحة أنه تم وضع حلول قصيرة المدى لحل المشكلة للسكان والتخلص من الروائح الكريهة، واحتواء المشكلة.

وأضافت الأمانة أن الحل الذي وضعته بلدية دبي هو بربط شبكة شركة نخيل بالشبكة العامة التي تشرف عليها بلدية دبي، إضافة إلى احتواء المشكلة التي تواجههم من خلال إنشاء محطة جبل علي وتشغيلها مع حلول عام 2017، الأمر الذي يحل المشكلة التي تواجه السكان نهائياً.

 

 

تويتر