«التربية» تعد منظومة لتعديل رواتب وعقود العاملين في محو الأمية

معلمات في «تعليم الكبار» يطالبن بزيادة مكافآت الحصص

إجمالي مكافآت معلمي مراكز تعليم الكبار لا يزيد على 3000 درهم شهرياً. تصوير: أشوك فيرما

طالبت معلمات مواطنات في مراكز تعليم الكبار بزيادة مكافآت الحصص الدراسية، أسوة برواتب معلمي الفترة الصباحية، موضحات أن كلفة الحصة الدراسية الواحدة لا تزيد على 100 درهم، ولا يزيد إجمالي المكافآت المالية الشهرية على 3000 درهم، وهو لا يتناسب مع الجهد المبذول من الساعة الرابعة عصراً حتى التاسعة مساءً، ما ينعكس سلباً على مستوى وجودة التعليم.

فيما كشفت الوكيل المساعد للعمليات التربوية في وزارة التربية والتعليم، فوزية حسن غريب، أن الوزارة بصدد إعداد منظومة متكاملة لتعديل رواتب ومكافآت وعقود المعلمين والعاملين في مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية، وسيتم الإعلان عنها بعد اعتمادها.

لائحة مالية

تضمنت اللائحة التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم، العام الماضي، منح المعلم المواطن 100 درهم على الساعة الواحدة، والمعلم الوافد 70 درهماً بدلاً من 30 درهماً، لتبلغ نسبة الزيادة بالنسبة للمواطن أكثر من 200%، والمقيم 133%.

كما خصصت اللائحة للسكرتارية 2500 درهم شهرياً للمواطن، و1500 درهم للوافد بدلاً من 700 درهم، أما الملاحظ خلال فترة الامتحانات، فيحصل على 100 درهم في الساعة بدلاً من 30 درهماً، فيما يحصل مصحح الامتحانات على 50 درهماً على الفترة الواحدة، أي كل 20 ورقة.


وتفصيلاً، قالت معلمة اللغة العربية، المواطنة إيمان هاشم، في أحد مراكز تعليم الكبار بالشارقة: «اضطررت إلى العمل في مراكز تعليم الكبار، لعدم وجود خيار آخر أمامي، إذ تقدمت إلى وزارة التربية والتعليم للحصول على وظيفة في إحدى مدارس التعليم الصباحي، وأنتظر رداً على مدار ثلاث سنوات، وأخيراً اضطررت إلى العمل في الوظيفة الوحيدة التي كانت متاحة أمامي في مركز لتعليم الكبار، رغم أن الراتب ضئيل، ولا يزيد على 3000 درهم شهرياً، ولا يتناسب مع ما أبذله من جهد يومي في إعطاء الحصص الدراسية، وفي تحضير الدروس اليومية، وإعداد أسئلة الاختبارات الدورية».

 

وأضافت أن التعليم في مراكز تعليم الكبار أكثر صعوبة بسبب اختلاف الأعمار بشكل متفاوت، كما أن المناهج الجديدة تحتاج إلى وسائل تعليمية من الصعب توافرها في المركز، ما يجعل مهمة التعليم أكثر مشقة، مطالبة بتعديل رواتب معلمات الفترة المسائية، أسوة بزملائهن في الفترة الصباحية، خصوصاً أنهن لا يختلفن عنهن في شيء، فكل ما تقدمه للمهنة هو نفسه وربما بصعوبات أكثر.

وأيّدتها الرأي معلمة التربية الإسلامية، المواطنة (م.ح)، حاصلة على مؤهل جامعي، التي قالت إن وضعها المالي المتواضع دفعها إلى التوجه إلى مراكز تعليم الكبار، والعمل بالمكافأة اليومية التي تعتمد على عدد الحصص الدراسية، مشيرة إلى أنها تتقاضى عن الحصة الدراسية الواحدة 100 درهم.

ولفتت إلى أن رغبتها في اكتساب خبرة عمل تسهم في إعطائها أولوية التوظيف في مدارس التعليم الصباحي، كان أحد الدوافع القوية التي جعلتها تعمل في مراكز تعليم الكبار، إذ إن اسمها مدرج في قائمة المرشحين للعمل في مجال التدريس منذ سنوات عدة.

من جهتها، قالت المواطنة (علياء. س) ــ تخصص دراسات اجتماعية ــ إن عمل المعلمين والمعلمات بمكافآت ورواتب منخفضة، يحد من عطائهم المهني لانشغالهم الدائم بمتطلبات الحياة والمشكلات المالية، مؤكدة أن دور المعلم يتطلب وضعاً مالياً مستقراً، لينعكس إيجاباً على جودة التعليم، ما يسهم في تطوير العملية التعليمية.

وأشارت إلى أن إجمالي مكافآت معلمي مراكز تعليم الكبار، لا يزيد على 3000 درهم شهرياً، متسائلة: «هل يكفي هذا الراتب كلفة المعيشة في ظل غلاء الأسعار؟».

في المقابل، كشفت الوكيل المساعد للعمليات التربوية في وزارة التربية والتعليم، فوزية حسن غريب، أن الوزارة بصدد إعداد منظومة متكاملة لتعليم الكبار، تشمل تعديل رواتب ومكافآت وعقود المعلمين والعاملين في مراكز تعليم الكبار ومحو الأمية، وسيتم الإعلان عنها مستقبلاً بعد اعتمادها.

وأشارت إلى أن الوزارة اعتمدت لائحة التعديل، العام الماضي، بشأن زيادة المكافآت المالية للعاملين والمعلمين في مراكز تعليم الكبار من خارج الملاك.

وأضافت «في حال قدم المعلم 10 حصص دراسية أسبوعياً، فإن إجمالي مكافآته المالية الشهرية ستبلغ 4000 درهم شهرياً، فضلاً عن المكافآت التي يحصل عليها من تصحيح الامتحانات الفصلية، ومن الملاحظة والمراقبة على الامتحانات».

وأشارت إلى أن معلمي مراكز تعليم الكبار غير ملزمين بدوام كامل، إذ يقتصر عملهم على إعطاء الحصص الدراسية للدارسين، كما لا توجد أنشطة دراسية ملزمين بتأديتها، كما هو الحال بالنسبة لمعلمي الفترة الصباحية.

وقالت غريب إن الوزارة تسعى إلى وضع تعديلات بخصوص مكافآت العاملين في مراكز تعليم الكبار، من أجل جذب الكفاءات المواطنة للعمل في هذا المجال، ما يعود عليهم بالفائدة من حيث اكتساب خبرة.

 

تويتر