«صحة دبي»: المنشآت الصحية الحكومية والخاصة ملزمة بتوفير مترجم

مرضى يطالبون بمترجمين في مستشفيات دبي

«صحة دبي»: المنشآت الطبية التي لا تلتزم بتوفير مترجم تعرّض نفسها لعقوبات مالية.

طالب مرضى ومراجعون لمراكز رعاية صحية ومستشفيات في دبي، بضرورة وجود مترجم يتولى تيسير التواصل بين المرضى العرب والأطباء والممرضين من غير الناطقين باللغة العربية.

عقوبات مالية

أفادت مدير إدارة التنظيم الصحي بالإنابة بهيئة الصحة في دبي، الدكتورة ليلى المرزوقي، بأن «الهيئة تلزم المستشفيات والمراكز الصحية بتوفير شخص يجيد التحدث بلغات عدة، ولا تشترط أن يكون مترجماً، لكن يمكن أن يكون من العاملين في المنشأة الطبية ويجيد أكثر من لغة».

وأشارت إلى أن «المنشآت الطبية التي لا تلتزم بهذا الأمر تعرّض نفسها لعقوبات مالية من قبل الهيئة».

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إنهم يواجهون صعوبة في التواصل مع أطباء وشرح حالاتهم الصحية، ما يهدد بخطأ في التشخيص وبالتالي يشكل خطراً على صحتهم، مشددين على ضرورة إلزام المستشفيات بتوفير مترجمين يرافقون المرضى خلال تحركهم في المستشفيات بين أقسام الطوارئ والفحص والأشعة والمختبرات لضمان التشخيص الصحيح.

من جانبها، أكدت هيئة الصحة في دبي أن المستشفيات، سواء الحكومية والخاصة، في الإمارة ملزمة بتوفير مترجم، أو يكون أحد العاملين في المنشأة الطبية يجيد أكثر من لغة، منعا لأي أخطاء طبية تحدث بسبب ضعف التواصل.

وفي التفاصيل، قالت المريضة، شيماء عبدالخالق، إنها دخلت مستشفى خاصاً في دبي تعاني آلاماً شديدة في المرارة، وبسبب صعوبة المصطلحات الطبية لم تستطع شرح الأمر لممرضة الاستقبال.

وأضافت «لا أعرف معنى المرارة باللغة الانجليزية، ولا كيف التعبير عن وجود حصوات تسبب لي آلاماً شديدة، ما جعلني اقف أمام الممرضة عاجزة عن شرح حالتي».

وتكمل «ظللت وقتاً طويلاً أعاني آلما شديداً في البطن، بينما بحث زوجي عن أي طبيب عربي، وطلب منه الحضور إلى الاستقبال للترجمة، وحين وصل الطبيب شرح الحالة ثم عاد إلى عيادته وتركنا نكمل حديثنا بالإشارة مع طبيب قسم الطوارئ».

وأكد أحمد علي ضرورة إلزام كل مستشفى أو عيادة بتوفير مترجم في قسم الاستقبال يتولى شرح حالة المريض للطبيب أو الممرض، موضحاً أن المريض العربي يدخل المستشفى يعاني آلاماً شديدة، ويصعب عليه وصفها باللغة الانجليزية.

وتابع «تعرضت لهذا الموقف أكثر من مرة، وخشيت أن يفهمني الطبيب بصورة خاطئة، ويعطيني دواء لا يناسب حالتي، ما جعلني أحياناً أحدثه بلغة الإشارة حتى يفهمني».

وقال فايز كامل إنه دخل إلى طبيب فوجده لا يفهم أي كلمة عربية، وحين حاول شرح حالته ببعض الكلمات الإنجليزية، لم يستطع الطبيب تشخيص حالته.

وأضاف «اضطررت إلى الاتصال بزميل يجيد اللغة الانجليزية، ليتولى شرح حالتي للطبيب» متابعاً «فشل صديقي أيضاً في شرح حالتي، لأنه لا يعرف كثيراً من المصطلحات الطبية»، متابعاً «أصبحت الآن أسأل عن جنسية الطبيب قبل الذهاب إلى المستشفى، لأني أريد أن يكون طبيبي عربياً، حتى يفهم ويشخص حالتي بشكل صحيح، خصوصاً أن كثيراً منا لا يعرف ترجمة المصطلحات الطبية».

وروى المريض علي عامر أن بعض المستشفيات تعتمد على جنسيات بعينها، وهذه الجنسيات لا تنطق كلمة عربية واحدة، لذلك حين يدخل المريض العربي يجد صعوبة كاملة في التعامل مع قسم الاستقبال والمواعيد والحسابات والصيدلية، إلى جانب صعوبة التعامل مع الطبيب نفسه.

وتابع «لابد من إلزام هذه المستشفيات بتوظيف أشخاص يجيدون اللغة العربية، حتى يصبح التواصل سهلاً في المستشفى، فمن غير المعقول أن يتحمل المريض معاناة كبيرة في التواصل مع موظفي الأقسام المختلفة إلى جانب آلامه العضوية»، مضيفاً أنه «من حق المريض أيضاً أن يفهم نصائح الطبيب حتى يطبق العلاج بصورة صحيحة».

وتطرق المريض خالد عارف إلى أن الأمر لا يقتصر على الترجمة من اللغة العربية إلى الانجليزية والعكس، بل لابد من وجود شخص يجيد ترجمة بعض اللغات الآسيوية.

وأوضح أنه لاحظ في زيارة قريبة له في مستشفى خاص أن كثيراً من المرضى، خصوصاً صغار الموظفين والعمال، يتحدثون اللغات الآسيوية، وهي لغات قد لا يفهمها بعض موظفي الاستقبال أو الأطباء، ما يجعل التواصل صعباً، ما يدعو إلى وجود مترجم للغات واللهجات الآسيوية في كل مستشفى، خصوصاً مع العدد الكبير للمقيمين الآسيويين في الإمارة.

من جانبها، قالت مدير إدارة التنظيم الصحي بالإنابة في هيئة الصحة في دبي، الدكتورة ليلى المرزوقي، إن الهيئة أصدرت وثيقة حقوق المرضى، وهي تلزم كل مستشفى أو عيادة بتوفير الترجمة للمرضى.

وأضافت أن المريض غير ملزم بالتحدث بلغة تخالف لغته حتى يشرح حالته الصحية للطبيب، مشيرة إلى أن «الخطأ في التحدث باللغة الإنجليزية من قبل المريض قد يتسبب في حدوث خطأ طبي».

تويتر