طالبوا بإلزام المؤسسات بتعيين نسبة منهم

معاقون يشكون ندرة الفرص في معارض التوظيف

«أبوظبي لتأهيل وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة» استقبل 1000 من ذوي الإعاقة الباحثين عن عمل. من المصدر

شكا ذوو إعاقة باحثون عن عمل عدم توافر فرص حقيقية في معارض التوظيف الخاصة بهم، فيما أكدت جهات شاركت في فعاليات الدورة الرابعة لمعرض «أبوظبي لتأهيل وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة»، التي عقدت أخيراً، أنها تسعى إلى تقديم الدعم والمعلومات إلى هذه الفئة، وأن معظم الوظائف لها تكون مقصورة على ذوي الإعاقة الحركية فقط.

وتفصيلاً، قال الباحث عن عمل أحمد سعد: إنه يعاني إعاقة حركية في اليد وصعوبة في النطق، وتواصل مع المشاركين في المعرض، لكن معظمها مراكز خدمة خاصة، ولا توفر فرص عمل، مشيراً إلى أن جهات حكومية نصحته بتقديم طلب التوظيف عبر موقعها الإلكتروني، لأنها لا توفر فرص عمل في المعرض.

إعادة تأهيل

قالت رئيس وحدة التوظيف بمؤسسة زايد العليا للرعاية الانسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، موزة طارش القبيسي: «تتابع الوحدة المتقدمين بطلبات توظيف، لدى الجهات المشاركة وغيرها، والاطلاع على الأوراق الثبوتية والتقارير الطبية لهم، ومن خلال المقابلات يتم تقييم حالاتهم، وتحديد قدرة الشخص المعاق على العمل أو حاجته إلى إعادة تأهيل، ويتم تحويله إلى جهات العمل ونتواصل معها لمتابعته أثناء عمله».

وأضاف: «عنوان المعرض لا يتوافق مع مضمونه، لأن معظم الزوار حضروا للبحث عن عمل، ويتوقعون إجراء مقابلات مع المشاركين»، لافتاً إلى أن «ذوي الإعاقة يواجهون معوقات عدة أمام حصولهم على وظيفة مناسبة، فضلاً عن ندرة فرص التوظيف المتاحة، ومعظم المشاركين في المعرض يوفرون وظائف شكلية».

من جانبها، قالت نجاة حسن ـ وفق تفسير شقيقتها للإشارات ـ إنها «من فئة الصم، وهناك حلقة مفقودة بين جهات تأهيل ذوي الإعاقة وجهات العمل، أدت إلى المشكلات التي يعانون منها حالياً»، مشيرة إلى عدم مراعاة الوظائف المتاحة الفروق الفردية، والقدرات الشخصية، ونوعية الإعاقة لكل حالة. وأوضحت أن «المشكلة الرئيسة التي تواجههم هي عدم ثقة بعض الشركات والمؤسسات بقدرتهم على العمل، رغم أن التجربة أثبتت أن إعطاء ذوي الإعاقة الثقة والفرصة يجعلهم يبدعون ويتفوقون على غيرهم من الأسوياء».

وقال عبدالرحمن خالد إنه «كفيف وحاصل على ثانوية عامة، ويعمل في وظيفة بسيطة، ويسعى إلى تحسين وضعه الوظيفي، من خلال حصوله على أكثر من دورة تأهيلية»، لافتاً إلى أنه قدم أوراقه إلى عشرات الجهات التي تعلن وجود نسبة لديها لتوظيف ذوي الإعاقة، وفي كل مرة يتم استقباله بحفاوة كبيرة وتقبل أوراقه، وبعدها لا يتلقى أي رد.

وأكد أن مشكلات المعاقين لا تتوقف عند الحصول على وظيفة، لكنها تستمر معهم حتى بعد التوظيف إذ يعاني عاملون منهم التهميش ووظائف لا تناسب مؤهلاتهم، نتيجة عدم الثقة بقدرتهم على إنجاز العمل، وتشككهم في أنهم عمالة زائدة، ومن الممكن أن يتسببوا في تعطيل سير العمل.

وأشار المدرب في أحد مراكز تأهيل أصحاب الاحتياجات الخاصة، محسن البدري، إلى أن «كثيراً من الشركات والمؤسسات ترفض من البداية توظيف ذوي الإعاقة، أو تكتفي بشخص أو شخصين على الأكثر، كواجهة للمشاركة الاجتماعية فقط، ولا تسعى إلى بذل أي جهد للاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والتقنيات المساعدة، التي تمكن تلك الفئة من القيام بالعمل مثل الأشخاص العاديين».

وطالب بضرورة تنفيذ القرارات الملزمة بوجود نسبة لذوي الإعاقة، من إجمالي الموظفين في كل مؤسسة أو شركة، وإلزام الشركات الخاصة، التي يزيد عدد موظفيها على 50 موظفاً بتعيين موظف أو اثنين من هذه الفئة.

إلى ذلك، قال نائب رئيس شركة بابل المنظمة للمعرض، وليد قاسم، إن عدد الزوار من ذوي الإعاقة الباحثين عن عمل وصل في اليوم الأول إلى أكثر من 1000 شخص، مشيراً إلى أن المعرض يطرح من 20 إلى 25 وظيفة، من خلال الجهات المشاركة.

وأضاف قاسم أن المعرض فرصة لتسليط الضوء على أحدث تقنيات تأهيل المعاقين ووسائل تدريبهم، ويتطرق في السياق ذاته إلى تعزيز إمكانيات توظيفهم، ودمجهم في المجتمع بشكل حضاري، مشيراً إلى أن المعرض حقق نتائج متميزة على صعيد توظيف وتأهيل ذوي الإعاقة في دوراته السابقة.

من جانبه، أكد مسؤول التوظيف في جناح هيئة تنظيم الاتصالات، أنهم يعرضون من خلال وجودهم في المعرض شاغرين لأصحاب الإعاقات، أحدهما في مركز خدمة العملاء، والآخر أمين صندوق، وأن الوظائف مخصصة لذوي الإعاقات الجسدية وليست العقلية، مشيراً إلى أن الهيئة بها 300 موظف منهم اثنان من هذه الفئة، وتهدف الهيئة إلى رفع عدد الموظفين من هذه الفئة إلى أربعة موظفين.

وأشار مسؤول جناح دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، محمد ثاني الرميثي، إلى أن الدائرة لا تطرح عدداً معيناً من الوظائف في المعرض، لكنها توفر تدريباً لهذه الفئة حسب الإعاقة، ويحصل المتدرب خلال فترة التدريب على راتب وشهادة خبرة، لافتاً إلى أن الدائرة بها حالياً ثلاثة موظفين من ذوي الإعاقة، يعملون في قسم الموارد البشرية.

من جهته، قال المختص بخدمات التوظيف في جامعة الإمارات، عبدالعزيز الكعبي، إن الجامعة ملزمة بتوظيف 2% من فئة ذوي الإعاقة، مشيراً إلى أنه يتلقى من خلال جناح الجامعة في المعرض السيرة الذاتية من الباحثين عن عمل، ليتم التواصل معهم مستقبلاً.

وأضاف: «الإعاقات الجسدية هي التي تحصل على وظائف، نظراً لصعوبة عمل أصحاب الإعاقات العقلية، والوظائف المتاحة تكون في السكرتارية، والبدالة، ونسعى مستقبلاً لتوظيفهم في الحراسة».

وقالت رئيس وحدة التوظيف بمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، موزة طارش القبيسي، إن «الوحدة تسعى إلى توظيف الشخص المناسب في المكان المناسب، لذا تتواصل مع الوزارات والدوائر والمؤسسات التي لديها شواغر لمعرفة عددها، وما إذا كانت بيئة العمل تتناسب وهذه الفئة ويمكنها استقبال ذوي الإعاقة أم لا، كما تعمل الوحدة على تأهليهم للعمل»، مشيرة إلى أن الوحدة وظفت 73 من ذوي الإعاقات المختلفة في دوائر ومؤسسات في أبوظبي، منذ عام 2008».

تويتر