«شرطة دبي» لم تتلقَ بلاغات

مواطنون يشكون ظاهرة تسول أطفال في «الأعياد»

التسوّل يعطي الطفل فكرة خاطئة أن بإمكانه الحصول على المال بطريقة سهلة. الإمارات اليوم

شكا مواطنون انتشار أطفال يتسولون في محطات الوقود وأمام المراكز التجارية خلال فترات الأعياد، موضحين أنهم يستغلون تلك المناسبات ليطلبوا أموالاً من أصحاب السيارات بدعوى أن آباءهم طلبوا منهم التسوّل ليتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة.

فيما، قال مدير إدارة الأمن السياحي في شرطة دبي، العقيد محمد راشد عبدالله المهيري، إن شرطة دبي لم تسجل شكاوى من مواطنين أو مقيمين عن تسول أطفال في المناسبات الاجتماعية، إلا أنها أطلقت حملة «كافح التسوّل» لضبط المتسولين داخل الدولة على مدار العام.

خط ساخن

قال مدير إدارة الأمن السياحي في شرطة دبي، العقيد محمد راشد عبدالله المهيري، إن الشرطة خصصت خطاً ساخناً لاستقبال اتصالات المتضررين من التسوّل، مضيفاً أن الشرطة تتعامل بحذر مع المتسولين، خصوصاً إن كانوا أطفالاً وتحاول توجيههم للطريق الصحيح، وإحالتهم إلى جهات اجتماعية لمعالجة الحالة.

وأكدت مدير إدارة الطفل في وزارة الشؤون الاجتماعية، موزة الشومي، أن قانون «وديمة» لحماية الطفل، يحاسب الآباء في حال إضرارهم بأبنائهم من خلال استغلالهم اقتصادياً.

وتفصيلاً، شكت شيخة محمد، من انتشار ظاهرة تسوّل الأطفال خلال فترة الأعياد، موضحة أنها تعرضت لتلك المواقف مرات عدة، حيث طلب منها أطفال مبالغ مالية بحجة أنها «عيدية» لهم، مضيفة: «تحدثت مع أحدهم عن السبب وراء تجمعهم في محطات الوقود وطلب الأموال، فردوا أن والدتهم أجبرتهم على طلب المال ليتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة».

وتساءلت عن القوانين الرادعة لاستخدام الأطفال واستغلالهم في جمع الأموال، ومنعهم من الذهاب إلى المدرسة، رغم أن التعليم أحد حقوقهم؟

وقالت مريم الهرمودي، إن الظاهرة متكررة سنوياً، ويعكف الأطفال على استهداف السيارات الفارهة لطلب الأموال، موضحة أن أثناء وجودها في محطة البترول كان هناك ما لا يقل عن خمسة أطفال، يمشون بين السيارات من دون أن يبدو عليهم خوف من الدهس أو ملاحقة الشرطة.

وأضافت: «لا نستطيع ردهم عند سؤالهم للمال لأنهم يطلبونه (كعيدية) وليس مساعدة، ولا يمكن حرمانهم فرحة العيد، إلا أن الظاهرة في تزايد مستمر خصوصاً عند المراكز التجارية».

وقال أحمد الزرعوني: «الأطفال المتسولون يلحون في طلب الأموال بشكل مستفز، ففي إحدى المرات رفضت إعطاء طفلة منهم ما سمته (عيدية)، إلا أنها ظلت عند نافذة السيارة رافضة المغادرة قبل أن أعطيها ما تريد، فاضطررت إلى تنفيذ طلبها، وبعد أن غادرت وجدتها عند سيارة أخرى تكرر طلبها إلى السائق بالطريقة نفسها التي استخدمتها معي».

وتساءل عمران عيسى: «ما أفضل طريقة للتعامل مع أطفال يمتهنون التسوّل في الشوارع، وكيف يمكن إيقافهم دون الإضرار بمستقبلهم؟»، مضيفاً: «لو اتصلنا بالشرطة قد يعاقب الأطفال بجنحة تؤثر في مستقبلهم، وإن تركناهم تتفاقم المسألة».

في المقابل، أكدت مدير إدارة الطفل في وزارة الشؤون الاجتماعية، موزة الشومي، أن الوزارة غير مسؤولة عن معاقبة الأطفال الذين يمتهنون التسوّل، إنما يتحدد موقفها في توعية الآباء والأطفال من خطورة التسوّل في الأماكن العامة، موضحة أن التسول قد يعطي للطفل فكرة خاطئة أنه لا يحتاج إلى الدراسة، بل إنه بإمكانه الحصول على المال بطريقة سهلة. وأضافت أنه لا يمكن منع الأشخاص من إعطاء الأطفال العيدية، لكن قد يشكل ذلك خطورة إن كان الطفل في محطات الوقود أو أمام الإشارات الضوئية حيث سيكون عرضة للدهس والحوادث، داعية المواطنين والمقيمين إلى الامتناع عن إعطاء الأموال للأطفال إن كان الأمر يُشكل خطراً على حياتهم، لأنهم سيستمرون في طلب المال من الأشخاص في أماكن خطرة تؤثر في حياتهم.

وأوضحت أن «قوانين الطفل الحالية لا تعاقب الآباء في حال استغلوا أطفالهم اقتصادياً، إلا أن قانون (وديمة) الذي أقره مجلس الوزراء يعاقب الآباء الذين يجبرون أبناءهم على امتهان التسوّل وتعريض حياتهم للخطر بغية التحصيل المادي، كما يعالج الفجوة في الاستغلال الاقتصادي للأطفال».

وحثت الشومي المواطنين والمقيمين على التواصل مع الجهات المعنية في دبي، وخدمة الأمين للتعامل مع الحالات التي تصادفهم، للتقليل من استغلال الأطفال.

تويتر