«البيئة» و«بلدية الذيد» أكدتا عدم اختصاصهما

مربو مواش في «الوسطى» يطالبون بمراقبة مزارع الأعلاف

أسواق الأعلاف تشهد تزايداً على طلب البرسيم خلال فصل الشتاء. أرشيفية

أعرب مربو مواشٍ في المنطقة الوسطى، التابعة لإمارة الشارقة، عن انزعاجهم من غياب رقابة الجهات الرسمية المعنية بمتابعة عمليات تداول الأعلاف في أسواق البيع، لافتين إلى أن «تداول أنواع من الأعلاف الخضراء (البرسيم والرودس) غير الخاضعة للرقابة، أدى إلى نفوق مواشٍ لهم بسبب إصابتها بأوبئة في الكبد والأمعاء والدم، نتيجة احتواء هذه الأعلاف على مكونات كيماوية، تضاف إليها أثناء زراعتها، لتسريع نموها»، مطالبين بوجود جهة رقابيــــــة لـــفــــــحص الأعلاف قبل عرضها في الأسواق، وبتشديد الرقابة على طريقـــــــــــــة زرعها وما يضاف إليها من مبيدات، أو أسمدة كيماوية، لافتين الى أن المواد الكيماوية التي تستخدم لزيـــــــــــــادة نمو الأعلاف، كسماد اليوريا، لا تعـــــــــــتبر ضارة بالمواشـــــي، في حال توقفت إضافتها إلى الأعـــــــــــــــــلاف قبل حصدها بـ 10 أيام على الأقل.

الموت البطيء

الموت البطيء والأمراض يصيبان المواشي نتيجة إعطائها أعلافاً خضراء، مشبعة بمواد كيماوية.

والمعدل الطبيعي لليوريا في دم الجمل يراوح بين (7 و28) وحدة دولية وتزيد هذه القراءة على المعدل الطبيعي في حال إعطائه أعلافاً تحوي كمية كبيرة من البروتينات، أو مادة اليوريا.

من جانبها، نفت كل من وزارة البيئة والمياه وبلدية الذيد اختصاصهما بالرقابة على طريقة زراعة الأعلاف، وتداولها، مؤكدتين أن صلاحياتهما لا تتضمن إلزام المزارعين بتركيز المواد التي تضاف إلى الأعلاف أثناء زراعتها.

وقال طبيب بيطري إن الأعلاف المشبعة بمواد كيماوية التي تعطى للمواشي باستمرار تؤدي الى زيادة تركيز هذه المواد في دمها على المدى البعيد، وتتسبب في إصابتها بأمراض عدة، كالرعشة، أو تلف خلايا الكلى، أو الموت المفاجئ.

وتفصيلاً، أكد المواطن (أبوسلطان) أحد مربي المواشي في منطقة المدام، عدم وجود رقابة على باعة الأعلاف، لافتاً إلى أنهم يحضرونها من المزارع مباشرة، ويعرضونها للبيع في سياراتهم على الطرقات العامة، وفي أسواق بيع الأعلاف. وتابع أنه لاحظ أخيراً سوء الحالة الصحية للجمال التي يملكها، فأحضر طبيباً بيطرياً لإجراء الفحوص اللازمة لها، وأكدت نتائج الفحوص أن تركيز اليوريا في الدم مرتفع عن معدله الطبيعي، عازياً ذلك الى الأعلاف.

وطالب (أبوسلطان) بوجود جهة حكومية مختصة تراقب زراعة الأعلاف الخضراء بمختلف أنواعها، وتفحصها قبل تداولها في الأسواق. وشاطرته الرأي المواطنة (أم محمد) التي لفتت الى أنها اتجهت أخيراً، لشراء الأعلاف الخضراء المحلية لمواشيها، نظراً للارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار الأعلاف المستوردة، كالشعير والذرة وغيرهما، مشيرة إلى إصابة مواشيها بأمراض في الأمعاء والكبد، ونفوق بعضها. ورجحت أن يكون السبب وراء ذلك هو احتواء مكونات الأعلاف على المواد الكيماوية التي يستخدمها المزارعون لتسريع نمو الأعلاف.

وذكر المواطن عبيد الكعبي، مالك إحدى المزارع في المنطقة الوسطى أنه يزرع أنواعاً مختلفة من الأعلاف الحيوانية المخصصة للبيع في مزرعته، مبيناً أنه يزرع البرسيم في فصل الشتاء لزيادة الطلب عليه من أصحاب عزب جمال سباق الهجن، إذ يأتون إليه باستمرار لشراء كميات كبيرة منه، مؤكداً أنه لا يستخدم مواد كيماوية ضارة في الزراعة، ولكنه يلجأ الى استخدام سماد «اليوريا» بتركيز وكميات مناسبة لتنشيط نمو البرسيم.

وأكد الكعبي عدم وجود رقابة من أي جهة على المزارعين، وما يضاف إلى مزروعاتهم من مواد، أو متابعة طريقة تسويقها، لافتاً الى أن «وزارة البيئة تقدم للمزارعين إرشادات عملية كثيرة، لكنها لا تتأكد مما إذا كانوا يعملون بها أم لا».

أما المزارع (أبوبكر)، فقال إن أغلب أصحاب مزارع الأعلاف يعتبرونها مسألة ربحية بالدرجة الأولى، عازياً ذلك إلى الإقبال المتزايد من أصحاب عزب الجمال على شراء كميات كبيرة من الأعلاف، خصوصاً البرسيم. وذكر أن بعض المزارعين يخصصون معظم مساحات مزارعهم للأعلاف الخضراء، لمواكبة الطلب المتزايد عليها، وهم يلجأون الى استخدام كميات كبيرة من الأسمدة العضوية لزيادة حجم وكمية الأعلاف، خصوصاً في زراعة البرسيم، خلال أشهر الشتاء.

وتابع: «تنقل الأعلاف الخضراء من المزارع إلى أماكن البيع في مضمار سباقات الهجن، وعلى الطرقات العامة، في ظل عدم وجود رقابة من أي جهة مختصة».

من جانبه، أفاد الدكتور (محمد.أ) أحد الأطباء البيطريين في منطقة المدام، بأن الموت البطيء والأمراض يصيبان المواشي نتيجة إعطائها أعلافاً خضراء، مشبعة بمواد كيماوية. وشرح أن «المعدل الطبيعي لليوريا في دم الجمل يراوح بين (7 و28) وحدة دولية، وتزيد هذه القراءة على المعدل الطبيعي في حال إعطائه أعلافاً تحوي كمية كبيرة من البروتينات، أو مادة اليوريا، الناتجين في الأغلب من تسميد الأعلاف بكميات كبيرة من اليوريا».

وشرح أن «ارتفاع اليوريا في بلازما دم الجمل يؤدي على المدى البعيد إلى تسمم دمه، وتالياً تلف الكلى، ومن ثم نفوقه».

في المقابل، أبلغ مسؤولان في كل من وزارة البيئة والمياه وبلدية الذيد «الإمارات اليوم» أن الرقابة على طريقة زراعة الأعلاف الخضراء في المزارع، وإلزام المزارعين بمقادير محددة من المواد المغذية (الأسمدة والمبيدات) التي تضاف إليها، لا يندرج ضمن اختصاصاتهما. وأشارت الوزارة إلى وجود مهندسين زراعيين مختصين يقدمون محاضرات إرشادية للمزارعين حول الطرق الصحيحة لزراعة الأعلاف، فضلاً عن المحاضرات الحقلية التي تنفذ للمزارعين بشكل مستمر.

ودعت مربي المواشي الذين تخامرهم شكوك في الأعلاف، أو يشتبهون في احتوائها على مواد ضارة، إلى حمل عينة منها إلى الوزارة لفحصها في مختبراتها.

تويتر