مديرة مدرسة: من يشْكُ تأخر الحافلات فليبحث عن وسيلة أخرى تناسبه

أهالٍ: أولادنا يقضون 4 ساعات في الحافلات المدرسية يومياً

الحافلات‭ ‬الصغيرة‭ ‬لا‭ ‬تستغرق‭ ‬وقتاً‭ ‬طويلاً‭ ‬في‭ ‬توصيل‭ ‬الطلبة‭.‬ ‭ ‬الإمارات‭ ‬اليوم

قال ذوو طلبة مدارس خاصة إن أبناءهم يقضون ما لا يقل عن أربع ساعات يومياً داخل الحافلة المدرسية، في رحلة الذهاب والعودة من المدرسة، بسبب مرور الحافلة على أكثر من منطقة سكنية متباعدة، وسوء حالات بعض الحافلات، وكثرة توقفها في الطريق، ما يسبب إرهاقاً ذهنياً وبدنياً للطلبة، ويؤثر سلباً في قدرتهم على المذاكرة والتحصيل في المنزل.

من جانبها، أكدت مديرة إحدى المدارس التي تعاني المشكلة أن المدرسة تضم عدداً قليلاً من الطلبة المقيمين خارج مدينة أبوظبي، لذلك لا يمكن تخصيص حافلة لهم ويتم ضمهم إلى طلبة آخرين مقيمين في مناطق متفرقة، ما يؤدي إلى تأخر وصولهم إلى المنازل، لافتة إلى أن الاشتراك في الحافلات اختياري، ومن يشكُ التأخر يمكنه عدم الاشتراك في الحافلات المدرسية، واختيار وسيلة مناسبة لنقل أولاده.

وأفاد مدير مدرسة النهضة الوطنية في أبوظبي، عدنان عباس، بأن سبب استغراق بعض الطلبة وقتا طويلاً في الذهاب والعودة يرجع إلى قلة عدد الحافلات لدى بعض المدارس.

وقال علاء أحمد «أسكن في مدينة خليفة، ومدرسة أبنائي على مشارف مدينة أبوظبي، وأدفع 8000 درهم سنوياً لإشراك طفلي في الحافلة المدرسية، وتأتي الحافلة في السادسة والنصف صباحاً، ويصلون إلى المدرسة ما بين الثامنة والثامنة والنصف، وفي العودة تقلهم الحافلة في الثانية ظهراً، ويصلون إلى المنزل في الرابعة عصراً».

اللائحة التنفيذية الجديدة

أكد مجلس أبوظبي للتعليم أن اللائحة التنفيذية الجديدة للمدارس الخاصة التي طبقت هذا العام، تلزم المدارس بصيانة الحافلات يومياً، فضلاً عن وضع حد أقصى للسرعة لا يتجاوز 80 كيلومتراً في الساعة، على أن تكون مجهزة ومتوافقة مع المواصفات الفنية ومواصفات الأمن والسلامة التي يحددها كل من دائرة النقل والمجلس، ويتعين أن تكون مرخصة من الجهات المختصة، ومزودة بكاميرات مراقبة وبنظام التتبع المرتبط بالأقمار الاصطناعية (GPS). وأوضح المجلس أن اللائحة اشترطت على المدارس الخاصة تعيين سائقي حافلات لديهم ثلاث سنوات خبرة على الأقل في مجال قيادة الحافلات الثقيلة، أو المتوسطة، وأن يكون السائق حسن السيرة والسلوك، ولم يسبق إدانته في أي جريمة مخلة بالشرف، أو أي مخالفة مرورية تهدد بطبيعتها سلامة الطلبة، وتعيين شخص راشد واحد على الأقلّ مشرفاً لكل حافلة مدرسية، يكون من مهامه التأكد من سلامة وصول الطلبة وصعودهم إلى الحافلة ونزولهم منها، والتثبت من خلو الحافلة نهائياً من الطلبة عند وصولها، والتعهد بالقيام مقام الأب في الحفاظ على أمن الطلبة خلال وجودهم في الحافلة وسلامتهم، الى حين وصولهم، وتعيين مشرفات للإشراف على الطالبات في المراحل الدراسية المختلفة، وتلتزم رياض الأطفال ومدارس الحلقة الأولى بتعيين مشرفات للإشراف على طلبتها، سواء كانوا من الذكور أو الإناث.

وأوضح علاء أن طول زمن الرحلة من وإلى المدرسة يؤدي إلى إرهاق الطلبة بدنياً، وتدني نسبة التركيز في المذاكرة وإنجاز الواجبات اليومية، مشيراً إلى أن أبناءه يستسلمون للنوم فور عودتهم من المدرسة.

وأكدت أمل سعيد أن أبناءها يعودون إلى المنزل مصابين بالإرهاق، بسبب طول المسافة، لافتة إلى أن المستوى التعليمي لأولادها تدنى بسبب طول الوقت الذي يقضونه خارج المنزل.

وأفادت والدة طالبة (أم سلطان)، بأن ابنتها تتأخر عن تسليم البحوث المطلوبة منها، لأنها لا تجد الوقت الكافي لإعداد الدروس والمشروعات المطلوبة منها بعد الدوام المدرسي.

وقالت عبير أحمد: أدفع 3000 درهم سنوياً رسوم اشتراك ابنتي في الحافلة المدرسية، والحافلة تغطي كثيراً من الأماكن السكنية، ما يجعل مدة مكوث الطالبات داخل الحافلة تتجاوز الساعتين في رحلتي الذهاب والعودة، لافتة إلى أن ابنتها تستيقظ فجراً، والحافلة تقلها في السادسة والربع صباحاً، وموعد دوامها المدرسي يبدأ في الثامنة وينتهي في الواحدة والنصف، لذلك تعود ابنتي إلى المنزل ما بين الثالثة والنصف ظهراً والرابعة.

من جانبها، حذرت الطبيبة مي موافي من أضرار طول مدة وجود الطلبة داخل الحافلات، وما يمكن ان تسببه من إرهاق أو نقل عدوى، وإحساس بالملل قد يتطور إلى اكتئاب، مشيرة إلى أن المدة المفترضة داخل الحافلات يجب ألا تتعدى نصف ساعة، حتى لا يتأثر الطالب بدنياً وعصبياً. وطالب مجلس أبوظبي للتعليم ذوي الطلبة ممن لديهم شكاوى بالتواصل معه من خلال مركز خدمة الجمهور أو بالاتصال المباشر بالمجلس، أو التواصل مع موظفي خدمة الجمهور بالبوابة الإلكترونية لحكومة أبوظبي وتقديم شكوى.

فيما قالت مديرة إحدى المدارس التي تعاني المشكلة إن عملية الاشتراك في الحافلات المدرسية اختيارية، ويمكن لأي فرد متضرر من طول زمن الرحلة أن يدبر وسيلة خاصة لتوصيل أبنائه، وعدم الاشتراك في الحافلات، لافتة إلى أن عدد الطلبة القاطنين خارج مدينة أبوظبي لا يكفي لتخصيص حافلة خاصة بهم، وإدارة المدرسة لن تستطيع تخصيص حافلة خاصة بهم.

وقال مدير مدرسة النهضة الوطنية في أبوظبي، عدنان عباس، إن بعض المدارس تعاني مشكلة تأخر رحلة ذهاب وعودة الطلاب، بسبب قلة عدد الحافلات المدرسية لديهم، ما يزيد من زمن الرحلة لكثرة التوقف لنزول وصعود الطلبة، لافتاً إلى أن بعض المدارس تضم طالباً أو اثنين مقيمين في مناطق بعيدة، ما يزيد من المشكلة.

وأضاف أن «لدينا في المدرسة أسطولاً من الحافلات يغطي جميع أنحاء المدينة، ولا توجد لدينا هذه المشكلة، إذ نحدد حافلة لكل منطقة سكنية، ولا يزيد عدد الطلاب فيها على 22 طالباً، حتى لا تستغرق الرحلة وقتاً طويلاً»، مشيراً إلى ضرورة ألا تستغرق الرحلة من المدرسة إلى البيت أكثر من 60 دقيقة.

وأفادت مديرة مدرسة خاصة، رجاء حسان، بأنهم يقسمون الحافلات المدرسية على المناطق السكنية، المتقاربة من بعضها، لافتة إلى أن بعض ذوي الطلبة يطلبون أن يكون أبناؤهم أول الصاعدين إلى الحافلة صباحاً وآخر من يغادرها، بسبب ظروف عملهم.

وأوضحت أن استغراق الطلبة نحو ساعتين في الذهاب ومثلهما في العودة من المدرسة يرجع إلى كبر حجم بعض الحافلات التي يصل عدد الطلبة فيها إلى 40 طالباً، ما يزيد من زمن الرحلة، نتيجة التوقف الكثير أثناء الصعود والهبوط.

تويتر