بلدية الفجيرة أزالتها لإنشاء شارع جديد.. و«البيئة» تتحرى الأسباب

سكان في «قيراط» يشـكون قطع أشجار معمرّة

تمت‭ ‬إزالة‭ ‬شجر‭ ‬الغاف‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مشروعات‭ ‬تنموية‭. ‬ ‭ ‬الإمارات‭ ‬اليوم

شكا سكان في مدينة قيراط التابعة لإمارة الفجيرة اقتلاع أربع أشجار معمرة من شجر الغاف التي يصل عمرها نحو 400 سنة، وكانت معلماً بارزاً من معالم المنطقة، مطالبين الجهات المعنية بإعادة زراعة أشجار غاف في المنطقة، فيما ذكرت إدارة بلدية الفجيرة أن إزالة الأشجار جاءت تمهيداً لإنشاء شارع جديد بطول 1.9 كيلومتر، ضمن أعمال التطوير ومشروع شبكة الطرق الداخلية التي تنفذها وزارة الأشغال العامة.

وأفادت وزارة البيئة والمياه بأنها نظمت عملية إزالة أو قطع أو اقتلاع الأشجار للضرورة القصوى من خلال تصريح تصدره السلطة المختصة في الإمارة المعنية بالتنسيق مع الوزارة، موضحة أنها خاطبت السلطة المختصة في إمارة الفجيرة لتوضيح الاسباب الداعية لإزالة أشجار الغاف بمنطقة قيراط، وجارية المتابعة معهم بهذا الشأن.

رمز البيئة

تُعد أشجار الغاف رمزاً للبيئة الصحراوية الإماراتية، كونها من أشجار البيئة المحلية المتحملة للجفاف والملوحة ودرجات الحرارة العالية بدرجة كبيرة، وتعتبر من الأشجار الرئيسة في مشروعات التحريج والغابات والمحميات والأحزمة الخضراء ، كما أنها من أكثر الأشجار تأقلماً مع الظروف البيئية للدولة لملاءمتها مع التربة الرملية الخفيفة والتربة الملحية، وتنتشر في معظم أرجاء الدولة وبالأخص في السهول الوسطى والوديان الرملية.

كما تتميز أشجار الغاف بسهولة وسرعة تكاثرها ونموّها وتكيفها مع البيئات المحيطة بها، فهي تمد جذورها إلى أعماق بعيدة، وتُعد من الثروات الوطنية المتعددة الفوائد، كما تتميز أشجار الغاف بأرتفاعها حيث يصل طولها إلى أكثر من 10 أمتار وتفرعها الكثيف وخضرتها الدائمة طوال العام.

وشجرة الغاف لها فوائد عدة أهمها الحد من الزحف الصحراوي وحركة الرمال، علاوة على استخدام بذورها كعلف للحيوانات، والأخشاب في بناء المساكن والأجزاء الصغيرة منها في وقود الطهي وإنتاج الفحم «الصخام».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/08/11523.jpg

وتفصيلاً، قال أحد أهالي منطقة قيراط، المواطن علي يديد الشحي، إن إحدى الأشجار التي تم قطعها تقع أمام منزله، لافتاً إلى أن هذه الشجرة تعطي المنطقة رونقاً خاصاً لما فيها من تاريخ وماضٍ عريق، حيث كان كبار القرية يتجمعون تحتها للمشاورة في أمور القرية قديماً واتخاذ القرارات المهمة، متابعاً أن أهل الحي فوجئوا بقطع الشجرة من قبل بلدية الفجيرة، على الرغم من محاولات الأهالي الحثيثة في الإبقاء عليها، إذ راجعوا البلدية قبل تنفيذ هذا الاجراء وطالبوها بعدم رصف الطرق الداخلية التي تتسبب في اقتلاع شجر الغاف.

وأضاف «إذا كانت الأشجار تعترض شارعاً رئيساً وتقتضي المصلحة العامة قطعها فلا مانع من إزالتها من أجل المصلحة العامة، لكن أشجار الغاف تقع في شوارع داخلية وأهالي المنطقة أبدوا استعدادهم الاستغناء عن الشوارع الداخلية من أجل حماية هذه الأشجار المعمرة التي تشكل جزءاً من تاريخ المنطقة. وأيده الرأي المواطن سبع العرب الشحي، قائلاً إن قطع أشجار الغاف يشوه تاريخ المنطقة الذي يستند عليها من حيث قدمها وما قدمته هذه الأشجار من فوائد لأهالي المنطقة، وباتت أحد معالمها الرئيسة.

وأفاد المواطن «علي سعيد» بأنه كان بإمكان الجهات المعنية تنفيذ المشروعات التنموية من دون الحاجة إلى قطع أشجار الغاف التي تعتبر جزء مهماً من معالم المنطقة، لافتاً إلى أن أشجار الغاف لا تعترض الشوارع الرئيسة، وكان في استطاعة البلدية عمل شوارع داخلية بطريقة تحافظ على الأشجار المعمرة.

في المقابل، أفادت إدارة بلدية الفجيرة بأنه تم اتخاذ قرار إزالة أشجار الغاف لإنشاء شارع جديد يخدم أهالي المنطقة، ضمن أعمال التطوير ومشروع شبكة الطرق الداخلية التي تنفذها وزارة الأشغال العامة. من جانبه، ذكر وكيل الوزارة لقطاع الموارد المائية والمحافظة على الطبيعة بالوكالة، سلطان بن علوان، أن القانون الاتحادي رقم 24 لسنة 1999 في شأن حماية البيئة وتنميتها، يمنح الحماية القانونية لجميع الأشجار، ومن بينها شجرة الغاف، حيث نظم عملية إزالة أو قطع أو اقتلاع الأشجار للضرورة القصوى، من خلال تصريح تصدره السلطة المختصة في الإمارة المعنية بالتنسيق مع الوزارة، موضحاً أنه في هذا الإطار خاطبت الوزارة السلطة المختصة في إمارة الفجيرة لتوضيح الاسباب الداعية لإزالة أشجار الغاف بمنطقة قيراط، وجارية المتابعة معهم بهذا الشأن.

وأشار إلى أنه يوجد العديد من المبادرات التي تقوم بها السلطات المختصة والداعية لحماية الغطاء النباتي، من خلال زراعة الأشجار والنباتات المحلية والمحافظة عليها والاهتمام بها والعمل على نشرها، ومنها شجرة الغاف، كما يوجد العديد من مشاتل النباتات المحلية في إمارات الدولة التي تسهم في المحافظة على الغطاء النباتي في الدولة، بجانب الاهتمام بإنشاء المحميات الطبيعية التي وصل عددها في الدولة إلى 23 محمية طبيعية معلنة رسمياً، منها خمس محميات في إمارة الفجيرة، التي تسعى حالياً إلى زيادة هذا العدد ليشمل محميات أخرى ذات أهمية حيوية لمزيد من الحماية للأنواع النباتية والحيوانية في الإمارة.

تويتر