«التعليم العالي»: يجب على الطلبة الدراية التامة باللغة الإنجليزيــة قبل التخرّج

«توفل» تحرم طلبة جامعيـين شهادات التخرّج

«التعليم العالي» تسعى إلى تطوير قدرات الطلبة. تصوير: إريك أرازاس

أفاد طلبة في دبي بأن جامعاتهم تشترط حصول الطالب على شهادة «توفل» لتسلّم شهادات التخرج، لافتين إلى أنهم يدرسون في تخصصات باللغة العربية، ولم يدرسوا مساقات باللغة الإنجليزية، ولم يستعدوا لامتحان «توفل»، ما تسبب في عرقلتهم عند التخرج وتسلم شهاداتهم، مطالبين وزارة التعليم العالي بضرورة إعفائهم من شهادة «توفل»، نظراً لطبيعة تخصصهم، الذي لا يحتاج إلى اللغة الإنجليزية.

وحمّل طلبة وزارة التعليم العالي المسؤولية، كونها فرضت على الجامعات قانوناً جديداً ينص على حصول الطالب على شهادة «توفل» لإتمام تخرّجه.

شهادات مزوّرة

قال رئيس جامعة الغرير في دبي، الدكتور عبدالرحيم الأمين، إن شهادة «توفل» متطلب رئيس للقبول في الجامعة، خصوصاً التخصصات التي تحتاج إلى اللغة الانجليزية، لافتاً إلى أن هناك طلبة تم ضبطهم أخيراً، قدموا شهادات «توفل» غير صحيحة أو بالأحرى مزورة. وأشار إلى أن هناك طريقتين يتم اتباعها من قبل الجامعة للتعرف إلى أحقية حامل شهادة «توفل»، بحيث يتم التواصل مع الجهة التي اصدرت الشهادة والتأكد من صحتها، أو التواصل المباشر عند أداء الطالب للامتحان للتعرف إلى درجاته والتأكد من أداء الطالب امتحان «توفل».

وأضاف أن الجامعة لا تمنع الطلبة من التخرج، لكنها تطلب منهم شهادة «توفل» التزاماً بقانون وزارة التعليم العالي بإحضار الطالب شهادة «توفل»، للقبول في الجامعة وليست شرطاً للتخرج، مؤكداً أن سوق العمل بحاجة إلى اللغة الانجليزية وجميع التخصصات تحتاج إليها، وإن كانت تدرس جميع مساقاتها باللغة العربية، لكن اللغة الإنجليزية لغة مطلوبة.


امتحان «توفل»

امتحان «توفل» (TOEFL) من أهم امتحانات اللغة الإنجليزية والأكثر اعتماداً من قبل الجامعات، وهو اختبار يحدد مستوى الشخص في اللغة الإنجليزية.

وينطبق امتحان «توفل» على أربعة أقسام (الاستماع والقواعد والقراءة والكتابة)، ولكل قسم وقت محدد لإنهائه.

في المقابل، أكد مدير هيئة الاعتماد الأكاديمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور بدر أبوالعلا، لـ«الإمارات اليوم»، أن شهادة «توفل» أمر مهم ويجب على الطلبة الدراية التامة باللغة الإنجليزية قبل التخرج، خصوصاً أن سوق العمل تتطلب اللغتين العربية والإنجليزية، لافتاً إلى أن دراسة الإعلام وغيرها من التخصصات بحاجة إلى «الانجليزية»، نظراً لتنوع وسائل الإعلام في الإمارات، منها المقروءة والمرئية، مؤكداً أن الطالب يحتاج إلى اللغة الإنجليزية في الحياة العملية وعند انخراطه في سوق العمل.

وتابع أن الوزارة حريصة على تطوير المخرجات العلمية للطلبة، من حيث التطوير في النظم التعليمية في الجامعات والكليات لتحقيق أفضل أداء من قبل الطلبة.

وتفصيلاً، قالت الطالبة زينب محمد، إنها درست أربع سنوات في إحدى الجامعات في دبي، وعلى الرغم من نجاحها بتفوق لم تتخرج حتى الآن بسبب اشتراط الجامعة الحصول على شهادة «توفل» للتخرج، لافتة إلى أنها تدرس تخصص الإعلام باللغة العربية ولا تحتاج اللغة الإنجليزية، خصوصاً أن معظم المواد باللغة العربية، والجهة التي تعمل فيها لا تحتاج إلى اللغة الإنجليزية، كما أنها لم تدرس مساقات باللغة الانجليزية ولم تستعد لامتحان «توفل»، ما تسبب في أنها تواجه صعوبة بالغة في امتحان «توفل».

وتابعت أنه يتعين على وزارة التعليم العالي عدم فرض امتحان «توفل» على التخصصات التي تدرس باللغة العربية، مطالبة الجهات المعنية في التعليم العالي باستثناء التخصصات التي تدرس باللغة العربية من امتحان «توفل»، خصوصاً أن المساقات التي يدرسونها لا توجد فيها تدريبات لامتحانات «توفل».

وأفاد طالب في السنة الأخيرة في إحدى الجامعات، راشد عبدالله، بأن الجامعة التي يدرس فيها فرضت عليه احضار شهادة «توفل»، أو تقديم امتحان «توفل»، وذلك لإتمام تخرّجه وتسليمه الشهادة الجامعية، لافتاً إلى أنه لم يستطع احضار شهادة «توفل» بسبب عدم استعداده لأداء الامتحان، نظراً لعدم دراسته مساقات باللغة الانجليزية، متابعاً أنه دخل تخصص الإعلام باللغة العربية، وإدارة الجامعة اخطرته بأن جميع المساقات باللغة العربية ولا تحتاج لدراسة اللغة الإنجليزية، وبعد نجاحه في السنوات الأربع طالبته إدارة الجامعة بضرورة احضار شهادة «توفل» لتخرّجه.

وأضاف أنه ذهب إلى إدارة الجامعة لاستثنائه من شهادة «توفل»، نظراً لدراسته تخصصاً لا يحتاج إلى اللغة الانجليزية، لكن إدارة الجامعة حملت وزارة التعليم العالي المسؤولية، وأبلغته أن الوزارة فرضت على الجامعات تخريج الطلبة بعد حصولهم على شهادة «توفل»، مطالباً الجهات المعنية بضرورة التدخل لإيجاد حلول جذرية للموضوع، نظراً إلى تضرر معظم الطلبة وعدم تخرّجهم بسبب «توفل».

وطالب خالد يوسف، الذي يدرس تخصص الإعلام، وزارة التعليم العالي بالنظر في موضوع شهادة «توفل»، للتخصصات التي لا تدرس اللغة الإنجليزية، موضحاً أن هناك أقساماً في الإعلام لا تتطلب اللغة الانجليزية، مثل الصحافة والعلاقات العامة، وهناك صحف عربية لا تحتاج الى «الانجليزية»، فضلاً عن أن دوائر محلية واتحادية لا تحتاج الى اللغة الإنجليزية، لأن جميع الخطابات فيها باللغة العربية، مشيراً إلى أن هناك جامعات تدرّس الإعلام باللغتين العربية والانجليزية، فمن الممكن ان يتم تخصيص شهادة «توفل» للقسم الانجليزي وإعفاء القسم العربي منها، والطالب يتحمل مسؤولية عدم انخراطه في سوق العمل.

وأشار إلى أنه يدرس منذ خمس سنوات ولا يستطيع الحصول على شهادة التخرج بسبب شهادة «توفل»، التي تلزمه الجامعة بالحصول عليها لإتمام تخرّجه، لافتاً إلى أن هناك طلبة كثيرين محرومين من شهادة التخرج بسبب عدم حصولهم على شهادة «توفل»، متسائلاً «كيف نستطيع احضار شهادة (توفل)، ونحن لم ندرس مساقات باللغة الإنجليزية؟ وطالما أن تخصصنا باللغة العربية لماذا شهادة (توفل)؟».

من جهته، أكد مدير هيئة الاعتماد الأكاديمي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور بدر أبوالعلا، حرص الوزارة على تخريج طلبة اكفاء في اللغتين العربية والإنجليزية، لذا تم فرض امتحان «توفل» على جميع الجامعات، ويستطيع الطالب الحصول على «توفل» في أي وقت، لافتاً إلى أن شهادة «توفل» مهمة، ويجب على الطلبة الدراية التامة باللغة الانجليزية قبل التخرج. وتابع أن سوق العمل تتطلب اللغتين العربية والانجليزية، لافتاً إلى أن تخصص الاعلام بحاجة إلى «الانجليزية» ،نظراً لتنوع الصحف في الإمارات، منها الصحف العربية والانجليزية، فضلاً عن أن الطالب يحتاج إلى اللغة الانجليزية في الحياة العملية. وتابع أن الوزارة حريصة على تطوير المخرجات العلمية للطلبة، من حيث التطوير في النظم التعليمية في الجامعات والكليات لتحقيق أفضل اداء عند الطلبة، مؤكداً أن الوزارة تسعى إلى تطوير قدرات الطلبة. وقال عميد كلية الإعلام وعلوم الاتصال في جامعة الجزيرة، الدكتور عطا حسين عبدالرحيم، إن هناك قانوناً صادراً من وزارة التعليم العالي ينص على عدم تخريج أي طالب إلا بعد احضاره شهادة «توفل»، في جميع التخصصات، لافتاً إلى أن الجامعة لا تقبل أي طالب إلا بعد احضار شهادة «توفل». وأكد أن قسم الإعلام وجميع الأقسام بحاجة إلى شهادة «توفل»، وذلك لطبيعة عمل الطالب في مجال الإعلام، موضحاً أن هذا القانون يخدم الطالب في نواحٍ عدة، منها تنمية قدراته الذاتية في اللغتين العربية والإنجليزية، والرقي في الميدان التعليمي.

تويتر