شكا مرضى ومراجعون في رأس الخيمة توزيع التخصصات الطبية بين مستشفيي صقر وعبيدالله، نتيجة عدم وجود مستشفى عام يوفر جميع الخدمات، ما يؤدي إلى حدوث ضغط على إدارتيهما للحصول على العلاج، فضلاً عن أن تنقلهم بين المستشفيين يرهقهم صحياً في رحلة البحث عن العلاج، مطالبين بإنشاء مستشفى عام في رأس الخيمة يحتوي على جميع الخدمات الطبية لتسهيل علاج المرضى في مبنى واحد، وتخفيف الضغط عن المستشفيات التي تفتقر لبعض الخدمات الطبية.
في المقابل، أكد مدير منطقة رأس الخيمة الطبية استشاري طب الأطفال، الدكتور ياسر النعيمي، أن مستشفى صقر جراحي بالدرجة الأولى، ومن الطبيعي عدم توافر أقسام الأمراض الباطنية فيه، مثل القلب، والصدر، والسكري، والضغط، إلا أن المنطقة تعالج هذا النقص من خلال التنسيق مع مستشفى عبيدالله يومياً لانتقال الاستشاريين المختصين في الباطنية إلى مستشفى صقر لمتابعة حالة المرضى من أجل استكمال علاجهم.
وتفصيلاً، قال مرضى في رأس الخيمة، إن مستشفى صقر يفتقر إلى وجود عناية مركزة لمرضى القلب، وعيادات لمرضى الباطنية، والسكري، والضغط، والكلى، كما يخلو مستشفى عبيد الله من أقسام الجراحة، والعظام، والنساء والولادة، وقال المريض (ش.ع) إنه دخل قسم الطوارئ في مستشفى عبيدالله يعاني كسراً في ساقه اليسرى، نتيجة سقوطه من فوق سلم البناية التي يسكن فيها، وفور وصوله أجرى طبيب الفحص الطبي اللازم، وتأكد من وجود الكسر، إلا أنه رفض اتخاذ الإجراءات اللازمة نتيجة عدم وجود استشاري عظام في المستشفى.
وتابع «أبلغني الطبيب بضرورة مقابلة استشاري عظام في مستشفى صقر، لإجراء أشعة ووضع طبقة من الجير على الساق»، مضيفاً «فور وصولي إلى قسم الطوارئ في مستشفى صقر تم إجراء أشعة وإحالتي إلى الطبيب المختص وتم تجبير الساق».
وأشار إلى أن افتقار مستشفى عبيدالله إلى قسم عظام جعله يتنظر وقتاً طويلاً، على الرغم من شدة الألم، معتبراً أن الانتقال بين المستشفيين مرهق للمرضى، إذ إنه لا يعرف طبيعة الخدمات الطبية في مستشفيات الإمارة.
ورأى المريض (أبومصبح) أن عدم وجود مستشفى عام في رأس الخيمة يوفر جميع الخدمات الطبية للمرضى، يرهق المرضى الذين يعانون أمراضاً مختلفة، مضيفاً أنه «أصيب قبل عامين بمرض السكري، ما أثرسلباً في نظره، وأصبح يعالج في مستشفيي صقر وعبيدالله بهدف الحصول على العلاج».
وذكر (أبوبكر) أنه يضطر إلى الذهاب إلى مستشفيي صقر وعبيدالله لإجراء الكشف الطبي لحالته الصحية، إذ يعاني مرض السكري، ما يجعله يقضي معظم وقته في التنقل بين المستشفيين لعلاج حالته الصحية.
ورأى المريض أحمد سعيد أنه تعرض لألم شديد في البطن، خلال الشهر الماضي، وتوجه إلى مستشفى صقر كونه قريباً من منزله، وعند وصوله إلى قسم الطوارئ، وإجراء الفحص الطبي له، طالبه طبيب بضرورة الذهاب إلى طوارئ مستشفى عبيدالله لأنهم مختصون في استقبال وعلاج مرضى الباطنية.
وأضاف عانيت كثيراً خلال تنقلي من مستشفى صقر إلى عبيدالله، لأن الطريق بين المستشفيين طويل، متابعاً «أن عدم توفير جميع الخدمات الطبية في مستشفى صقر أو عبيدالله يجعل المرضى يعانون كثيراً بسبب توزيع الخدمات الطبية بين المستشفيات، وعدم إنشاء مستشفى عام متخصص في جميع العيادات الطبية».
وأوضح مدير منطقة رأس الخيمة الطبية استشاري طب الأطفال، الدكتور ياسر النعيمي، أنه يوجد اتفاق بين مستشفيي صقر وعبيدالله لانتقال الاستشاريين المختصين بينهما لمتابعة المرضى المحتاجين إلى متابعات لا تتوافر في أي من المستشفيين من أجل استكمال علاجهم، وأوضح أن المشكلة التي يواجهها مستشفى صقر، تتعلق بتوجه بعض مرضى الباطنية والقلب والصدر، إلى قسم الطوارئ والحوادث التابع له للكشف الطبي، لاختصار الوقت ولتفادي الالتزام بجدول المواعيد، في حين أنه لا يوجد كادر طبي في مستشفى صقر متخصص في الباطنية، وأمراض القلب، والصدر، والسكري.
وذكر أن إدارتي مستشفيي صقر وعبيدالله تتداركان دائما المشكلات التي يعانيها المرضى، موضحاً أن العديد من المرضى لا يتوجهون إلى المستشفى المتخصص لعلاج حالتهم الصحية مباشرة، ما يشكل ضغطاً على المستشفيين.
وأضاف أن الحل الرئيس لمشكلة توزيع الخدمات الطبية في مستشفيي عبيدالله وصقر، يكمن في إنشاء مستشفى عام في إمارة رأس الخيمة، تتوافر فيه جميع الخدمات والتخصصات الطبية، من عناية مركزة لجميع الأمراض ومنها القلب، والباطنية، وعيادات لعلاج مرضى السكر، والضغط، والعظام، والنساء والولادة، جراحة الأنف والأذن والحنجرة، كما أن الإمارة بحاجة إلى إنشاء مبنى موحد لقسم الطوارئ والحوادث، يوفر جميع الخدمات الطبية للحالات الطارئة، وأشار إلى أن المنطقة الطبية تسعى إلى الارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة للمرضى، إذ إنها ستنفذ حملة توعية خلال الفترة المقبلة، لتعريف المرضى بالخدمات الطبية المتوافرة في كل من مستشفيي صقر وعبيدالله، وحثهم على التوجه إلى المراكز الصحية في كل منطقة سكنية للعلاج لتخفيف الضغط على أقسام الطوارئ في المستشفيات الحكومية، وأشار إلى أن الحملة تستهدف بشكل رئيس المرضى من الجنسيات الآسيوية، لأنهم لا يعرفون أن الخدمات الطبية موزعة على مستشفيي صقر وعبيدالله، ويذهبون لأي مستشفى لغرض العلاج ظناً منهم أنه متوافر في جميع المستشفيات.