«البلدية» تعزو الازدحام إلى إصرار المستأجرين علـى التوجـه إلى المقر الرئيس

طوابير تصديق عقود الإيجار ترهق سكاناً في الشارقة

بلدية الشارقة تشترط بعض المستندات لتنظيم عملية السكن. تصوير: تشاندرا بالان

شكا سكان ومستأجرون، في الشارقة، كثرة الانتظار في طوابير تصديق عقود الإيجار بالمقر الرئيس للبلدية، وفي قسم العقود الإيجارية بمقر إدارة حماية المستهلك في المنطقة الصناعية، مطالبين البلدية بالعمل على تسهيل الإجراءات، وإيجاد حلول لمشكلة الازدحام.

كما شكوا كثرة الوثائق والأوراق المطلوب إرفاقها مع عقد الإيجار لأجل تصديقه، مثل بطاقة الهوية وعقد الزواج وشهادة الراتب، إضافة إلى إجراءات براءة الذمة من هيئة الكهرباء والمياه، الأمر الذي يجعلهم يتنقلون من مكان إلى آخر، كي ينتهوا من إجراءات تصديق العقود التي وصفوها برحلة عذاب من أجل السكن.

وفي المقابل، أكدت بلدية الشارقة لـ«الإمارات اليوم»، أنها توفر جميع التسهيلات للسكان، من خلال توفير أماكن ومواقع عدة لتصديق عقود الإيجار، بدءاً من إدارة حماية المستهلك، لافتة إلى وجود ‬18 مكتباً و«كاونتر»، تتولى تصديق العقود، إضافة إلى الكاونترات المتاحة في مكاتب وفروع البلدية كافة، ومراكز تسهيل وبعض المراكز الخدمية الأخرى، وكلها تؤدي الخدمة نفسها في مواقع وأماكن متعددة من أجل التسهيل على المستأجر، لكن البعض يصر على أن ينجز هذه المهمة في مقر البلدية الرئيس، خصوصاً بعد الساعة الـ‬12 ظهراً، في حين تشهد ساعات الصباح الأولى عدداً قليلاً من المراجعين لا يعانون الازدحام. موضحة أن الوثائق المطلوبة هي مسألة تنظيمية، تسهم في تسهيل السكن بالمكان المناسب.

تنقلات وطوابير

وتفصيلاً، قال أحد سكان الشارقة من منطقة الخان، أحمد حسان، «قبل فترة وجيزة ذهبت إلى مقر البلدية، من أجل تصديق عقد الإيجار، وفوجئت بطابور طويل،الأمر الذي اضطرني إلى ترك المكان والعودة في اليوم التالي، وتكرر المشهد نفسه، لكنني كنت مضطراً إلى الانتظار هذه المرة، كي انتهي من تصديق العقد، متسائلاً «هل يعقل ان يتفرغ المستأجر أو يقدم على إجازة من عمله، من أجل تصديق عقد الإيجار، على الرغم من إمكانية تسهيل الإجراءات لتسريع عملية التصديق».

وأشار حسان إلى أن اشتراطات التصديق معقدة، فلابد من صور لبطاقة الهوية وعقد الزواج وشهادة راتب وبراءة الذمة، إضافة إلى التنقل بين مكاتب هيئة المياه والكهرباء ومتابعة الغاز، ومتابعة البلدية، كأنها رحلة عذاب من أجل تصديق عقد الإيجار.

وطالب حسان بالعمل على توفير حلول سهلة وميسرة، لإنجاز كل تلك المهمات في مكان واحد بأقصى سرعة، من خلال توفير كادر نشط وفاعل وعدد كافٍ ومناسب من الموظفين، من أجل تصديق عقود الإيجار بشكل سهل ومبسط.

وأيده آخر من المنطقة نفسها، نزار عدنان، قائلاً «كلما كان يروى لي احد الأصدقاء معاناته خلال رحلة تصديق عقد الإيجار، كنت أبدي دهشتي واستغرابي، وأعتقد أنهم يبالغون في الوصف، إلى ان وصلني الدور وكان لابد من تصديق عقد الإيجار عندما انتقلت من منطقة القاسمية إلى منطقة الخان، ومررت برحلة العذاب والانتظار التي سمعتها من قبل ولم أصدقها، فما أكثر الطلبات والاشتراطات، وما أكثر التنقلات هنا وهناك، وما أكثر الانتظار والطوابير التي تبدأ مع ساعات الدوام الأولى، ولا تنتهي إلا مع انتهاء الدوام».

سيناريو سنوي

وقال آخر من منطقة أبوشغارة، مصطفى صالح، «في كل سنة لابد من المرور برحلة عذاب اسمها تصديق عقد الإيجار، حتى أن موعد تجديد العقد يخشاه كل المستأجرين»، متسائلاً عن «مبررات وأسباب ودواعي كل هذه الإجراءات، وتوزعها في اكثر من مكان، ولماذا لا تكون في مكان واحد وتتم بسرعة، وما مبررات كل تلك الوثائق من جواز السفر وهوية وعقد الزواج؟»، مطالباً بلدية الشارقة بتقليل هذه الإجراءات وتوحيدها على مستوى الإمارة كافة، حرصاً على راحة السكان.

وقال آخر، خالد منصور، «قبل ثلاثة أيام كان لابد من تصديق عقد الإيجار للبيت الجديد الذي انتقلت إليه، وتوجهت إلى البلدية لتصديق العقد دون أن أعلم الاشتراطات، وبعد طول انتظار طلب مني الموظف صورة عقد الزواج وبطاقة الهوية، مع صورة جواز السفر وصورة جواز سفر الزوجة، فاضطررت إلى المغادرة لتجهيز الأوراق المطلوبة، وفي اليوم التالي عدت إلى المكان نفسه قبيل الظهر لكن الازدحام كان كبيراً في البلدية وإنجاز الموظف محدوداً، فتركت طابور الانتظار، وعدت في اليوم الثالث في ساعات الصباح الأولى، كي انجز المهمة بعدما اضطررت إلى طلب إجازة من العمل، وانتهيت من تلك المهمة الشاقة التي تبعها براءة الذمة من هيئة الكهرباء، وهناك طوابير طويلة أخرى، متسائلاً «لماذا كل هذه الإجراءات والتعقيدات؟ ولماذا لا يتم اختصار كل تلك الإجراءات وتسهيلها من أجل راحة المستأجرين؟».

مقار التصديق

من جانبها، أفادت بلدية الشارقة بأن البلدية وفرت خدمة تصديق عقود الإيجار في فروع البلدية كافة، إضافة إلى الكاونترات الموجودة بالمقر الرئيس للبلدية، والمقر الرئيس لقسم تصديق العقود الإيجارية بالمنطقة الصناعية الذي يوفر كاونترات عدة، لهذه المهمة، كما أن الخدمة متوافرة في مراكز «تسهيل» وبعض المراكز الخدمية الأخرى، الأمر الذي يعني أنه لا وجود لازدحام وطوابير بهذه المراكز، وأشارت إلى أنه يوجد بالمقر الرئيس للبلدية موظفان يتوليان متابعة تصديق العقود، لافتة إلى أن المقر الجديد للبلدية يتضمن مكاتب عدة لإنجاز مهمة تصديق العقود الإيجارية وبراءة الذمة، بما فيها البراءة المتعلقة بالكهرباء. وذكرت أنها وفرت عدداً كافياً من الموظفين لاستقبال المراجعين، لتخفيف الأعباء عنهم، وسرعة إنجاز معاملاتهم، إذ يبدأ العمل بتصديق العقود يومياً من السابعة والنصف صباحاً وحتى الثامنة مساء، في مقر إدارة حماية المستهلك، وحتى الثانية والنصف بعد الظهر في جميع مراكز ومكاتب البلدية.

وقالت إنها تهدف من طلب الأوراق والوثائق إلى تنظيم عملية السكن للموظفين والعاملين والعزاب، كل حسب المنطقة المخصصة له، إذ يمنع على العمال والعزاب السكن في المناطق السكنية أو التجارية المخصصة للعائلات، ولا يحق لهم السكن إلا في المناطق الصناعية، وبالتالي فإنه على كل شخص يريد السكن في المناطق السكنية المخصصة للعائلات (السكنية أو السكنية التجارية)، تقديم الوثائق التي تثبت أنه متزوج.

تويتر