شرطة دبي تبدي مرونة مع الدرّاجين في المناطق الرملية

مخيّمون ومتنزّهون يشكون فوضى الدرّاجات الترفيهية

مستخدمو الدراجات الترفيهية يتعرضون لحوادث تتسبب في إصابتهم بجروح. من المصدر

شكا مخيمون ومتنزهون في مناطق صحراوية، ومرتادو مناطق تنزه مثل الممزر والورقاء، فوضى سائقي دراجات ترفيهية وهواة استعراض بالسيارات، لافتين إلى أنهم يتعرضون لمضايقات وتهديد سلامتهم بطريقة خطرة، من جانب الدراجات، خصوصاً أثناء سيرهم في الطرق العامة.

نصائح للأبناء بالقيادة الآمنة

قال مدير الإدارة العامة للمرور في دبي، اللواء محمد سيف الزفين، إن «نسبة لا تقل عن ‬90٪ من مثيري الفوضى، تعرضوا لحوادث وإصابات بليغة، لكنهم لا يستوعبون الدرس إلا بعد تعرضهم لحوادث»، وأضاف أن «آخر تلك الحوادث وقعت أخيراً، حين تدهورت دراجة يقودها مراهق يبلغ من العمر ‬14 عاماً في منطقة رملية غير مأهولة، وشاهده سائق سيارة بالمصادفة فأبلغ الشرطة، وتدخلت دوريات الإسناد لإنقاذه نظراً لصعوبة وصول الإسعاف إلى هناك وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج من كسور متنوعة»، مشيراً إلى أهمية دور الأسرة في حماية أبنائها، من خلال الإشراف على تصرفاتهم وتوجيه النصائح إليهم بالقيادة الآمنة، سواء داخل الصحراء أو خارجها.

وكشف أن من بين الحوادث المسجلة كذلك اصطدام دراجتين «رابتر» في منطقة رملية، أثناء استعراض سائقيها قرب كتف الطريق، وصدمت إحداهما راكباً في الدراجة الأخرى فسقط على الأرض مغشياً عليه ويبلغ من العمر ‬20 سنة،ألا وهرب سائقا الدراجتين من الموقع، وحاولا التستر على كيفية وقوع الحادث، حتى لا تتم مصادرة الدراجة المتسببة.

 في المقابل، أكدت شرطة دبي أنه تتم الاستجابة فوراً لأي شكوى ترد اليها سواء من غرفة العمليات أو مصادر أخرى، لافتة إلى أنها تبدي مرونة مع الدراجين في المناطق الرملية، فيما بلغت نسبة من يتعرضون لحوادث وإصابات بليغة من مثيري الفوضى بدراجاتهم ‬90٪.

وتفصيلاً، قال المواطن عامر علي حسن، إنه مر بتجربة سيئة للغاية مع أحد سائقي تلك الدراجات من نوع «رابتر» في منطقة المزهر، حيث فوجئ به يقطع الإشارة الحمراء، ويقابله بسرعة كبيرة عكس اتجاه السير حتى كاد يصدمه.

وأضاف أنه اتصل فوراً بغرفـة العمليات، وكانت تسيطر عليه حالة من الانفعال لأن مستقبله كان على المحك، إذ كان على وشك قتل شخص، مشيراً إلى أن سائق الدراجة تصرف بطريقة انتحارية غير مبالٍ بغيره من مستخدمي الطريق، مستنكراً شراء الأسر دراجات لأبنائها من دون مراقبة سلوكهم.

وأيدته المواطنة (أم حميد)، قائلة إنها «مرت بالتجربة نفسها في منطقة الراشدية، إذ أشارت إلى أنها كانت عائدة مع أطفالها إلى منزلها في الساعة الواحدة، وفوجئت بسائق دراجة ترفيهية يتجاوز أمامها بطريقة خطرة للغاية، فتفادته في اللحظة الأخيرة». وأوضحت أن «أولادها شعروا بالخوف الشديد، حينما اضطرت إلى الانحراف المفاجئ لتبتعد عنه، حفاظاً على حياته، وبدلاً من أن يراعي ذلك ويبتعد عنها، إذا به يدور حول سيارتها مرات عدة، فاضطرت إلى إبلاغ الشرطة».

وذكر محمد إبراهيم موسى أن له تجربة مختلفة مع عدد من سائقي الدراجات الترفيهية، إذ كان يخيم مع مجموعة من الأسر في الصحراء بمنطقة الورقاء، وتعمد هؤلاء الدراجون الإتيان بحركات استعراضية والدوران بطريقة خطرة حول المخيم. وأضاف أنهم كانوا شباباً صغاراً في السن، ويحاولون لفت انتباه الفتيات، مشيراً إلى أنه اضطر إلى إبلاغ الشرطة لردعهم، وحضرت الدورية فعلاً لكن اكتفى أفرادها بالحديث الودي مع هؤلاء الشباب من دون اتخاذ إجراء ضدهم.

وسجلت شرطة دبي شكاوى سكان في مناطق الورقاء والمزهر والممزر والمحيصنة والطوار، من إزعاج تسببه الدراجات الترفيهية في أوقات متأخرة من الليل، ما دفع الإدارة العامة للمرور إلى نشر دوريات الإسناد لردع سائقي تلك المركبات.

وأوضح مدير الإدارة العامة للمرور في دبي، اللواء محمد سيف الزفين، أن «هذه المشكلات تراجعت إلى حد كبير في الوقت الراهن، إذ كانت في السابق ممارسات منظمة من بعض المجموعات التي تحترف إثارة الفوضى بالمركبات والدراجات الترفيهية». وأضاف أن «هناك فريقاً متخصصاً يضبط مثيري الفوضى، من خلال التحري عنهم ورصدهم ومراقبتهم، وتالياً يتم إيقافهم من دون ملاحقتهم في الطرق، لأنهم يتصرفون بطريقة جنونية متهورة، حين يشعرون بأن الشرطة تقترب منهم».

وأضاف أن «رجال الشرطة لا يتدخلون في مزاولة هواية ركوب الدراجات الترفيهية في الصحراء، إلا إذا وردت شكوى من الداخل»، لافتاً إلى أن «بلاغات وردت فعـلاً من مخيمين تعرضوا للخطر من جانب دراجين أو سائقي مركبات أخرى، وتدخلت دوريات الإسناد، واتخذت الإجراءات القانونية اللازمة».

وأكد أن «هناك مواقف يمكن للمشتكين اتخاذها، حال تهديد سلامتهم من جانب ممارسي تلك التصرفات، مثل تحريـر بلاغات ضدهم».

تويتر