«التربية» تدرس المقترح.. و«أبوظبي للتعليم» ينوّع الغـــذاء في المقاصف بأسعار مناسبة

معلمون يطالبون بوجبــة إفطار مدعّمة للطلبة

معلمون أكدوا أن طلبة لا يتناولون الإفطار مايضطرهم إلى تناول أغذية غير صحية من المقاصف. تصوير: باتريك كاستيلو

طالب معلمون بضرورة تقديم المدارس وجبة إفطار مدعمة للطلبة، ابتداء من العام الدراسي المقبل، خصوصاً بعد رصدهم إهمال منازل هذه الوجبة المهمة، ما يؤثر سلباً في مستوى الطلبة الذهني والحركي طوال اليوم الدراسي، موضحين أن معظم طلبة المدارس، خصوصاً الحلقتين الثانية والثالثة، يذهبون إلى المدارس من دون تناول وجبة الإفطار، وذلك إما لسرعة الوصول إلى الصفوف أو انعدام الشهية، على الرغم من أهمية وجبة الإفطار في توفير الطاقة اللازمة للطلبة وزيادة قدراتهم على الاستيعاب.

في المقابل، أكدت وزارة التربية والتعليم، أن مقترح تقديم وجبة إفطار مدعمة للطلبة سيكون محل دراسة للوصول إلى أفضل الآليات في التنفيذ، مضيفة أنها تدرس توحيد موردي المقاصف المدرسية، لتقليل المشكلات التي تنتج عن تعدد الشركات الموردة، كما تعمل الوزارة على توحيد شروط عمل المقاصف المدرسية على مستوى الدولة في المدارس التابعة للوزارة والخاصة أيضاً، وسيتم ذلك بالتعاون مع الجهات المختصة في الدولة مثل البلديات وجهات الرقابة الغذائية ووزارة الصحة.

دورات تدريبية

أفادت وزارة التربية والتعليم بأن بلدية دبي نظمت دورات تدريبية لمشرفين على مقاصف مدرسية، بهدف تعريفهم بأسس ومبادئ سلامة الأغذية ومياه الشرب، وأهمية الرقابة الغذائية والقوانين والشروط اللازم اتباعها في المقاصف المدرسية.

وأوضحت الوزارة أن البلدية تستهدف من تنظيم الدورات التي شارك فيها 200 مشرف ومعلم من مختلف مدارس الإمارة، الإسهام بشكل إيجابي في تأهيل مجموعة من المشرفين الصحيين، المعنيين بسلامة الأغذية بالمقصف المدرسي، ودعم نظام تقصي حالات التسمم الغذائية في المدارس، إضافة إلى التعرف إلى الأخطاء الشائعة في تحضير الأغذية، وتنفيذ الإجراءات التصحيحية، بالتعاون مع مفتشي الأغذية في المدارس وإدارة رقابة الأغذية في بلدية دبي.

وتناولت الدورات شروط البطاقة الغذائية، وفترات الصلاحية والمضافات الغذائية، ومبادئ السلامة الغذائية، وشروط المقاصف المدرسية، وسلامة مياه الشرب.

وذكر مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور مغير الخييلي، أن هناك خطة لدى المجلس سيتم تنفيذها قريباً عن طريق التعاقد مع أكثر من شركة لوضع آليات توفير تنوع في الغذاء الصحي المقدم للطلبة في المقاصف بسعر مناسب.

وتفصيلاً، طالبت معلمة في الحلقة الثانية، أمل حمدي، بضرورة توعية الآباء بأهمية التغذية الصحية، ومساعدة المدارس في تعويد الطلبة على شرب الحليب، وتناول الغذاء الصحي السليم، قبل الذهاب إلى المدرسة، موضحة أن «معظم طلبة المدارس، خصوصاً الحلقة الثانية والثالثة، يذهبون إلى المدرسة من دون تناول وجبة الإفطار وذلك إما لسرعة الوصول للصفوف أو انعدام الشهية، أو عدم إمكانية الأمهات، خصوصاً الموظفات في دوائر الدولة، تجهيز وجبة افطار، ما يضطرهم إلى تناول أغذية غير صحية من المقاصف.

وشددت معلمة اللغة العربية، هند سعيد، على ضرورة تنفيذ توعية مستدامة، لذوي الطلبة بأهمية الإفطار ومراعاة التخطيط لاختيار الوجبات الغذائية المثالية، التي تحتوي على الغذاء المتكامل، وتوفير الطاقة الحرارية اللازمة والبروتين الحيواني والنباتي والفيتامينات والمعادن في الغذاء.

واقترحت أن تكون وجبة الافطار كوباً من الحليب مع حبوب مدعمة غذائياً بالفيتامينات والمعادن، وكوب عصير برتقال أو أي فاكهة أخرى طبيعية، وقليلاً من الخضراوات، كالجزر والخيار، ونصف رغيف من الجبن أو البيض.

وطالبت معلمة الاجتماعيات، (أم ناصر)، بضرورة تنفيذ حملات توعية للأسر عبر التلفزيون والمجلات والصحف اليومية، ونشر سلسلة كتيبات صغيرة وتوزيعها على ذوي الطلبة للفت الانتباه أثناء التسوق على شراء المفيد غذائياً وضرورياً للتغذية السليمة للطلبة، خصوصاً صغار السن.

وأرجعت المعلمة ناهد حسن انتشار السمنة لدى الطلبة، إلى إهمال وجبة الإفطار الصحية، والاعتماد على البطاطس (الشيبسي)، والشيكولاتة، والحلوى، لسد جوعهم أثناء اليوم الدراسي.

وذكر المعلم (م.ع) أن تقديم وجبة إفطار للطلبة سيساعدهم على فهم الدروس، وتالياً القدرة على استيعاب المواد كافة، خصوصاً الصعبة منها، وأيده في الرأي المعلم (أبوكريم) مؤكداً أنه يتعين على الجهات المختصة، خصوصاً وزارة التربية والتعليم، الاهتمام بهذا المقترح، حرصاً على الطلبة ومستقبلهم.

وأكدت الطبيب العام، مي محمد، أنه من دون الغذاء السليم لا يمكن للطالب أن يستوعب دروسه بشكل فاعل، لأن الغذاء الصحي المتوازن يسهم بشكل كبير في توفير العناصر الغذائية اللازمة لنمو الجسم والعقل السليم، مشددة على وجود علاقة وثيقة بين التغذية والتحصيل المدرسي للطلبة، وأن نقص التغذية يؤثر سلباً في التركيز والانتباه للدروس ويكون الاستيعاب ضعيفاً ما يؤثر في درجاتهم وتفوقهم.

وتابعت «توفير الغذاء المتوازن الذي يحتوي على جميع العناصرالغذائية اللازمة للنمو وتوليد الطاقة، أمر بالغ الأهمية لاستمرار هذا النمو بالشكل الصحيح»، مشيرة إلى أن المدرسة يتعين أن تلعب دوراً كبيراً في توجيه التلاميذ نحو التغذية السليمة سواء كان ذلك من خلال المناهج المدرسية أو الدروس أو المقصف المدرسي.

وأوضحت وزارة التربية والتعليم أن توحيد الموردين يهدف إلى دعم المدارس لتوفير التغذية الصحية السليمة للطلبة، وتوفير خيارات متعددة من الأطعمة الصحية للمقاصف المدرسية بأسعار مقبولة، واعداد مقاصف صحية يتوافر فيها جميع الشروط والإجراءات الصحية، إضافة إلى توحيد الإجراءات والخطوات الواجب اتباعها من قبل الشركات الموردة للمواد الغذائية للمدارس، ورفع الوعي الصحي عند طلبة المدارس وتشجيعهم على مزاولة سلوك التغذية الصحية.

وأشارت الوزارة إلى أنه سيتم طرح مناقصة لخصخصة المقاصف المدرسية، وبعدها تحديد أسعار الوجبات المقدمة في المقاصف، وتعميم المشروع على المدارس خلال ثلاث سنوات، مؤكدة أنها تسعى لاستقطاب كبار الموردين وذلك لتحسين جودة الأغذية التي تقدم في المدارس.

من جانبه، أوضح مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور مغير الخييلي، أن هناك خطة لدى المجلس سيتم تنفيذها قريباً عن طريق التعاقد مع أكثر من شركة لوضع آليات توفير تنوع في الغذاء الصحي المقدم للطلبة بسعر يناسب السواد الأعظم منهم. وأشار إلى أن المجلس يجري مراجعة وتقييماً مستمراً للتوجيهات والإرشادات الخاصة بالغذاء، إضافة إلى تشجيع الإدارة الصحية به، والميدان التربوي على المشاركة الفاعلة من خلال تقديم آرائهم وملاحظاتهم ومقترحاتهم في ما يتعلق بموردي الأغذية أو بنوعية المواد الغذائية، حتى يتمكن المجلس من التواصل بشكل فاعل مع جميع أصحاب الشأن والجهات المعنية.

وأوضح مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور مغير الخييلي، أن خطة التعاقد مع أكثر من شركة لوضع آليات توفير تنوع في الغذاء الصـحي، تساعد على تشجيع المدارس للاضطلاع بدور نشط وفعال في وضع برامج شاملة للصحة المدرسية من شأنها تعزيز أنماط الحياة الصحية في المجتمع وتهيئة بيئة مدرسية صحية من أجل الوصول إلى تعليم أفضل، مشيراً إلى أن جميع مدارس أبوظبي توجد بها عيادات لمـتابعة الحالة الصحية للطلبة.

وأشار إلى أن البرامج تنفذ بالتعاون مع هيئة الصحة أبوظبي، من أجل المساعدة على رفع مستوى الصحة، وضمان بيئة صحية مميزة في المدارس، تسهم بدورها في تخريج أجيال من الخريجين الأصحاء قادرين على سد احتياجات سوق العمل في كل التخصصات، والمشاركة بفاعلية في خدمة المجتمع.

تويتر