Emarat Alyoum

أسر تشكو مغازلة شبـــاب لبناتها

التاريخ:: 24 مايو 2012
المصدر: أحمد عابد - أبوظبي
أسر تشكو مغازلة شبـــاب لبناتها

شكت أُسرٌ في أبوظبي انتشار ظاهرة مغازلة الفتيات في المراكز التجارية والأماكن الترفيهية أخيراً، موضحين أن شباباً صغار السن (صبية) لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة اعتادوا التردد باستمرار على هذه المراكز أو الوقوف على مداخلها، بهدف ملاحقة الفتيات ومحاولة التعرف إليهن بأي وسيلة، مطالبين بتشديد العقوبة على المعاكسين وتعزيز الوعي الديني والأخلاقي لدى هذه الفئة.

في المقابل، حذر مدير شرطة العاصمة، العميد مكتوم الشريفي، كل من تسول له نفسه الاعتداء على حرية الآخرين أو معاكسة الفتيات بأي شكل من الأشكال، مؤكداً أن «الشرطة تقف بالمرصاد للمعاكسين وتتابع باهتمام جميع الشكاوى التي ترد إليها بشأن المعاكسات وتتخذ الإجراءات القانونية بحق مرتكبيها وتحولهم على الفور إلى النيابة العامة بعد التحقيق معهم».

تشجيع ضعاف النفوس

حث مدير شرطة العاصمة، العميد مكتوم الشريفي، الفتيات على ارتداء الملابس المحتشمة، خصوصاً أثناء التسوق، حتى لا يكون ذلك سبباً في تشجيع ضعاف النفوس على المعاكسة، مشيراً إلى أن الشرطة تلقت هذا العام عدداً قليلاً للغاية من بلاغات المعاكسة من متضررات تعرضن للمعاكسة، معتبراً أنها لا تشكل ظاهرة عامة وإنما تعد سلوكاً سلبياً يرتكبه بعض الأشخاص الذين تقف لهم الشرطة بالمرصاد.

يشار إلى أن إدارة مراكز الدعم الاجتماعي في شرطة أبوظبي وزعت أخيراً منشورات للتوعية من ظاهرة معاكسات الفتيات، داعية إلى تشديد العقوبات على مرتكبي المعاكسة والتهديد ضد الفتيات، وتشديد الرقابة على موقعي التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيس بوك» للسيطرة على هذه المشكلة.

وتستقبل حالات التهديد والابتزاز عن طريق الحضور الشخصي والهاتف المجاني على الرقم (8005354)، وعن طريق التحويل من مراكز الشرطة، وعبر خدمة «أمان» على الرقم (8002626)، وتقوم بتقديم المحاضرات التوعية والإرشادية للفتيات والشباب على مستوى المدارس والجامعات في إمارة أبوظبي، إضافة إلى المحاضرات التي تستهدف أولياء الأمور.

وعزت شرطة أبوظبي انتشار ظاهرة المعاكسة إلى أسباب عدة، منها البعد عن الدين وحرمان الفتيات من العواطف الأسرية، وخروجهن وحدهن إلى الأسواق، وضعف الرقابة الأسرية، وحب الفضول والرغبة في التسلية من قبل الفتيات والشباب، والفراغ وعدم إدراك أهمية الوقت، فضلاً عن مرافقة صديقات السوء، والثقة الزائدة بالآخرين، وعدم الحفاظ على وسائل المعلومات والصور الشخصية.

وأكدت أهمية التواصل مع الأسر من خلال ورش العمل والندوات لتعريفها بدورها الأساسي في إشباع حاجات أبنائها العاطفية، وإشباع حاجة تقدير الذات لديهم، إضافة إلى مراقبة أبنائها وعدم الاعتماد على الخدم في تربيتهم.

وتفصيلاً، قالت (أم سالمة) إن «ظاهرة مغازلة الفتيات بدأت تنتشر بشكل ملحوظ في عدد من المراكز التجارية في أبوظبي خلال الفترة الأخيرة، إذ لاحظت وجود صبية تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة، يلاحقون الفتيات في محاولة للتعرف إليهن من خلال تبادل أرقام الهواتف».

وأشارت إلى أنها في بعض الأحيان ترصد تجاوباً من فتيات على معاكسات الصبية سواء بالابتسامة أو الضحك، وهو ما يشجع المعاكسين على التمادي في ملاحقتهن ومعاكستهن، داعية إلى تعزيز دور الأسر في توعية أبنائهم بمخاطر هذه المشكلة، وتشديد العقوبات ضد مرتكبي هذه الأفعال.

ويقول عمرو عبدالله إنه رصد معاكسات عدة في بعض المراكز التجارية من شباب صغير السن، إذ يغازلون الفتيات ويحاولون التقرب إليهن وعرض أرقام هواتفهم لهن بشكل صريح، كما أن البعض يواصلون ملاحقتهن لفترات طويلة بشكل لافت حتى يستجبن لهم، معتبراً أن هذا السلوك السلبي يتعين ردعه حتى لا يشكل ظاهرة تؤذي خصوصية الآخرين من مرتادي المراكز التجارية.

وقالت (أم بسنت) «إنها قررت ألا تترك ابنتها تتوجه بمفردها إلى المراكز التجارية لما تشاهده من سلوك بعض الصبية هناك، وتحرص على عدم اصطاحبها إلى أي مكان خوفاً من أن تتعرض للمضايقة أو المعاكسة»، داعية إلى تشديد الرقابة والعقوبة على هذه الفئة بما يحافظ على خصوصية الأفراد أثناء التسوق.وطالب (أبوخالد) بفرض قانون يمنع ارتداء الملابس الفاضحة والمثيرة للنساء، إذ ان هذا الأمر، من وجهة نظره، يشجع على المعاكسة ويزيد لدى البعض دافع النظر والمشاهدة لمن ترتدي هذه الملابس، مؤكداً أهمية ارتداء الفتيات ملابس محتشمة، إذ إن من شأنه أن يحد من تعرضهن للمعاكسات، إضافة إلى أهمية زيادة الوعي الديني لدى الأبناء ومراقبة الأسر.أ

ويتفق معه آخرون مطالبين في الوقت ذاتـه بأنـه حال ضبط شاب يعـاكس بنتاً، لا بد من حضور ذوويه إلى مركز الشرطة، وإلزامهم بتوقيع تعهد بعدم تكرار ابنهما هذه التصرفات الصبيانية الطائشة، معتبرين أنه طالما كانت الفتاة لا تلفت أنظار الشباب والجمهور فلن يتعرض لها أحد إطلاقاً.

ودعا مدير شرطة العاصمة، العميد مكتوم الشريفي، المتضررات من أي فعل معاكسة أو مضايقة مباشرة، سواء في مركز تجاري أو في أي مكان آخر، بسرعة فتح بلاغ في أقرب مركز شرطة، ليتم التحقيق في الواقعة وضبط الجاني على الفور، لافتاً إلى أنه يمكن لأي فتاة حال تعرضها للمعاكسة داخل مركز تجاري الاستعانة برجل الأمن الموجود هناك ليتم ضبط المعاكس في وضع تلبس ليتم على الفور اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.

وأكد أن الشرطة تتعامل مع هذه البلاغات بجدية وسرعة حتى يأخذ الجاني العقوبة القانونية على ما ارتكبه من اعتداء على حرية الآخرين ليكون رادعاً وعبرة للآخرين، مشدداً على أن المعاكسة تمثل فعلاً غير حضاري وغير أخلاقي، يضر بصورة الفرد والمجتمع، ولا يتفق مع تقاليدنا وعاداتنا.

وأكد الشريفي أن الأسرة تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية في مراقبة سلوك أبنائها وتقويمهم،أ حتى لا يتعرضوا للعقوبة القانونية عن جريمة المعاكسة، داعياً الأسر إلى توعية أبنائها بخطورة المعاكسة وما يترتب عليها من آثار اجتماعية ونفسية، إضافة إلى أهمية تعزيز الوازع الديني والالتزام الأخلاقي لديهم تجاه احترام خصوصية وحرية الأفراد، وعدم التعرض لأي فتاة بأي وسيلة.