مراجعون يعانون الازدحام لتسلّم«الهويـة» من «البريـد»

مراجعون يشكون الطوابير في مكاتب البريد لتسلّم «الهوية». تصوير: إريك أرازاس

شكا مراجعون تأخر تسلم بطاقات الهوية عبر مكاتب بريد الإمارات، التي تشهد ازدحاما شديدا خلال الفترة الحالية، إذ يضطرون إلى تحمل مشقة الاصطفاف في طوابير طويلة حتى يتمكنوا من تسلم بطاقاتهم، مطالبين باتخاذ إجراءات سريعة تسهل عملية وصول بطاقات الهوية المنجزة إلى أصحابها، بينما عزا المدير التنفيذي التجاري لمجموعة بريد الإمارات، إبراهيم بن كرم، هذا الازدحام إلى ارتفاع أعداد بطاقات الهوية، التي تتعامل معها مكاتب البريد يوميا، إذ يتم تسليم 32 ألف بطاقة يوميا على مستوى الدولة، مؤكدا اتخاذ تدابير لتذليل العقبات أمام المراجعين، تمكنهم من تسلم البطاقات بشكل سريع دون مشقة.

وتفصيلاً،قال (أبويوسف)، إنه تسلم رسالة من هيئة الإمارات للهوية، تخبره بأن بطاقته تمت طباعتها وعليه التوجه إلى مكتب البريد لتسلمها، مضيفا أنه قضى وقتا طويلا واقفاً في طوابير حتى تمكن من تسلم بطاقته، مطالباً باتخاذ تدابير عاجلة لحل هذه المشكلة، خصوصاً أن بطاقة الهوية سيتم تجديدها بصفة دورية، مع انتهاء الإقامة.

واتفق معه ياسر محمد قائلاً إن هناك مشقة كبيرة تكبدها من أجل تسلم بطاقات الهوية، على الرغم من أنه سدد مصاريف توصيل البطاقة مسبقا، متسائلا: «لماذا لا تتولى الجهة المسؤولة توصيل هذه البطاقات إلى أصحابها في أماكن عملهم، للتخفيف من معاناة الازدحام».

وقال آخرون إنهم فوجئوا بأن عليهم التوجه إلى مكاتب بريد بعيدة عن أماكن سكنهم وعملهم، من أجل تسلم بطاقات الهوية الخاصة بهم، على الرغم من أنهم سجلوا صندوق البريد القريب منهم في استمارة تسجيل بطاقة الهوية مسبقا، مطالبين بضرورة وضع حلول لهذه المشكلة، لعدم تكرارها مستقبلاً.

في المقابل، أكد المدير التنفيذي التجاري لمجموعة بريد الإمارات، إبراهيم بن كرم، لـ«الإمارات اليوم»، إن بريد الامارات اتخذ عددا من الاجراءات لتسهيل تسليم بطاقات الهوية للمراجعين، عبر توفير العديد من الخيارات للعملاء لتسلم بطاقاتهم بكل سهولة ويسر، منها زيادة عدد ساعات الدوام في بعض المكاتب، التي تشهد إقبالا ملحوظا من العملاء وزيادة عدد الموظفين بها وفتح تلك المكاتب أيام الجمعة.

وأضاف أن مؤسسة البريد تولت التنسيق والاتفاق مع الشركات الكبرى، لتوصيل بطاقات موظفيها إلى مقر عملهم، من دون الحاجة للقدوم إلى مكتب البريد، ووصل عدد البطاقات المسلمة عبر هذه الخدمة إلى 281 ألف بطاقة، كما عملت المؤسسة ـ بالنسبة للمراجعين الذين لا يملكون صندوق بريد ـ على تفعيل خدمة «صندوق بريد الجمهور»، والتي يمكن بموجبها للعملاء الذين يصدرون بطاقات جديدة أو يجددون بطاقاتهم المنتهية، أن يدرجوا رقم صندوق بريد الجمهور في المنطقة التي يقطنونها، الأمر الذي يجنبهم الحاجة إلى مراجعة المراكز الرئيسة تفاديا للزحام، كما تم تخصيص منصات للنساء، احتراما لخصوصية المرأة وتوفيرا الوقت والجهد عليهن، حتى لا ينتظرن أوقاتاً طويلة في الطوابير.

ولفت بن كرم إلى أن «للعميل 90 يوماً لتسـلم بطـاقة الـهوية من بعد تلقـيه الرسالة النصية التي تفيد بوصول البطاقة، وهذا ما يتيح المجال أمام العملاء للقدوم إلى مكاتب البريد كل حسب الوقت الذي يناسبه ما يخفف علينا قدوم كل المراجعين في وقت واحد».

وأشار إلى ان مكاتب البريد تعمل منذ الثامنة صباحاً وحتى التاسعة مساء، ما يتيح المجال للموظفين ممن يرغبون في تسلم بطاقاتهم خلال الفترة المسائية، من دون الحاجة للقدوم صباحاً وقت الذروة.

وأفاد بأن هناك إقبالا ملحوظا من المراجعين في أماكن ومكاتب محدودة، خلال هذه الفترة، مرجعا ذلك إلى ارتفاع أعداد بطاقات الهوية التي تتعامل معها مكاتب البريد يوميا، مشيرا إلى أن بريد الإمارات يسلم بطاقات الهوية إلى أصحابها بمعدل 32 ألف بطاقة يوميا على مستوى الدولة، إذ يتم تسليم 30٪ من البطاقات، خلال 48 ساعة بعد التواصل مع أصحابها من لحظة تسلمها من هيئة الهوية، و60٪ يتم تسليمها لأصحابها خلال أربعة أيام، و77٪ خلال سبعة أيام، ووصل عدد البطاقات المسلمة منذ بداية خدمة توصيلها في أبريل الماضي، وحتى هذه اللحظة أكثر من ثلاثة ملايين و919 ألف بطاقة، من أصل أربعة ملايين و516 ألف بطـاقة تم تسلمها من هيئة الهوية، ونصف مليون بطاقة جاهزة للتسليم حالياً، ويوجد لدينا نحو 84 ألف بطاقة مر عليها أكثر من 90 يوما ولم يأتِ أصحابها لتسلمها.

وأكد أن مؤسسة بريد الإمارات لا تتقاضى رسوم توصيل البطاقات للعملاء، وبناء عليه فإن على العملاء الحضور شخصيا إلى مراكز البريد المنتشرة على مستوى الدولة لتسلم بطاقاتهم، أو تحديد أرقام صناديق البريد التي يمكن إرسال البطاقات إليها لضمان وصولها.

وحول شكوى بعض العملاء من عدم تسلم بطاقاتهم من خلال المكاتب التي يتم تحديدها من قبلهم، بين أن هذا يحدث فقط للعملاء الذين ليس لديهم صناديق بريد خصوصية ويتم تحديد «صندوق بريد الجمهور» لهم لتسـلم بطـاقاتهم، ويتم أحيانا تحويله لأقرب مكتب بريد للعميل، لتخفيف الازدحام في بعض المكاتب، وتقليل مدة الانتظار للعملاء عند التوجه للمكتب المحدد له برسالة نصية لتسلم بطاقته من خلاله.

وأكد أن بريد الإمارات يسعى دائما الى تقديم أفضل الخدمات لعملائه، وفق أعلى معايير الجودة والتمييز، في سوق تعمل فيها كثير من الشركات والمؤسسات في المجال البريدي وفي أجواء مبنية على التنافس الحر، لافتا إلى أن بريد الإمارات يسعى ضمن استراتيجيته إلى توسعة قاعدة خدماته وعملائه، من خلال عقد الاتفاقات مع المؤسسات الوطنية كافة، للتسهيل على العملاء وجعل زيارة مكتب البريد زيارة مثمرة، يستطيع العميل ـ من خلالها ـ الحصول على مختلف الخدمات البريدية وغير البريدية، وإتاحة المجال أمام أكبر قدر ممكن منهم للاسـتفادة من الخدمات التي نوفرها، من خلال شـبكة مكـاتب تفوق الـ110 مكاتب، وتغطي أرجاء الدولة كافة، كما تمثل خدمات الهوية الوطنية إضافة مهمة لباقة الخدمات الحكومية، التي تقدمها المؤسسة عبر مكاتبها.

تويتر