«أبوظبي للرقابة الغذائية» أصدر تعميماً بمنع الأنواع الخطرة منها

مسـتهلكون يشـكون اسـتخدام عبوات بلاستيكية في مطاعم بالعين

الجهاز ينفّذ حملات تفتيشية موسّعة على مستوى الأسواق والمطاعم للتأكد من مدى التزامها بالشروط الصحية. الإمارات اليوم

شكا مستهلكون في العين استمرار استخدام عبوات وأكواب بلاستيك في معظم المطاعم في المدينة، من دون الالتزام بالشروط الصحية المقررة من قبل جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، داعين إلى تشديد الرقابة على المطاعم ومعاقبة المخالفين، ومنع استخدامها حتى لا تؤدي إلى أضرار صحية من شأنها التأثير السلبي فيهم، مؤكدين أن غياب الرقابة أتاح للمطاعم تجاهل القوانين التي تمنع استخدامها.

في المقابل، أكد مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، محمد جلال الريايسة،أن الجهاز أصدر تعميماً يفيد بمنع استخدام الأكواب والعبوات البلاستيكية التي لا تتحمل درجات الحرارة المرتفعة، في تعبئة الأطعمة والمشروبات الساخنة، خصوصاً من نوع «البوليستيرين رقم 6» لسهولة تحللها، وتالياً الإضرار بصحة مستخدمها، واستخدام «البولي بروبلين رقم 5» الذي يتحمل درجات الحرارة لغاية 105 درجات مئوية بدلاً منه، وتلتزم المنشآت الغذائية بهذا التعميم، ويمكن التأكد من ذلك عن طريق الاطلاع على الرقم المدون أسفل العبوة للتفريق بين الرقم (5) والرقم (6) وضمان سلامة استخدام العبوة.

وتفصيلاً، قال المواطن سعيد محمد، إنه اعترض على تناول الشاي في عبوة بلاستيكية من أحد المطاعم في مدينة العين لعلمه بضررها على صحته، موضحاً أن «صاحب المطعم الذي تدخّل لحل النزاع أخبره أن تناول الشاي في العبوة البلاستيكية لا يؤدي الى أضرار صحية، وليس هناك ما يمنع استخدامها، كونها تباع في أسواق الدولة بعلم السلطات المختصة».

أضرار صحية

أكد باحثون في المركز الألماني للبيئة في برلين، مواد البوليكاربونات البلاستيكية تحتوي على مادة ثنائي «الفينول أ»، التي يمكن أن تسبب كميات قليلة منها أضراراً صحية كبيرة على حياة الإنسان. وحذر الباحث في المركز، أندرياس جيس، من وجود هذه المادة في كثير من الأشياء التي نستخدمها في حياتنا اليومية كالأقراص المدمجة للكمبيوتر، علاوة على أنها يمكن أن تضاف إلى الجدران الداخلية للعبوات البلاستيكية التي تستخدم في حفظ المشروبات والمأكولات، كما أن علب المشروبات يمكن أن تحتوي على مواد بلاستيكية تتحلل منها مواد كيماوية بمرور الزمن. وأضاف الباحث جيس أن تجارب أجريت على تأثير هذه المادة في الحيوانات، وتبين أنها تؤثر سلبياً في الهرمونات، كما أنها تعد من مسببات مرض السرطان، إضافة إلى إحداثها خللاً في المخ يؤثر في نمو صغار الحيوانات، ما يعني أن تأثيرها خطر على صحة الإنسان في حال وجودها في أي منتج يتم استخدامه.

وأضاف «رفضت المنطق الذي تحدث به صاحب المطعم ودفعت قيمة الشاي الذي لم أتناوله، ولم أعرف ماذا أفعل لإخطار المسؤولين في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية بالموضوع، فقد كان الوقت المتأخر من الليل لا يسمح لي بالاتصال بهم».

واستغرب المواطن سالم حمد، ضعف الرقابة على المطاعم في مدينة العين من قبل جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، قائلاً إن «الأمر لا يتوقف على العبوات البلاستيكية المنتشرة في معظم مطاعم العين، فهناك أيضا فوضى في عدم استخدام قفازات من جانب العاملين في المطاعم أثناء تقديم الوجبات، لدرجة أنني شاهدت في أحد المطاعم عاملاً يجهز الطعام بيديه، بعد أن تسلّم مالاً من أحد الزبائن».

وتابع «أعرف أن الأوراق النقدية تنقل البكتيريا إلى المعدة، ويتعين على مسؤولي الجهاز متابعة ما يحدث في المطاعم حتى يتم وضع حد للتجاوزات الكثيرة التي تحدث من قبل العمال الذين يجهلون الثقافة الصحية التي تساعدهم على تقدير الخطر الذي يمكن أن يحدث لصحة المجتمع، بسبب تصرفات غير مسؤولة».

وأوضح المواطن عبيد خليفة، أن «التلويح بتطبيق العقوبات على أصحاب المطاعم لا يكفي لردع العمال وأصحاب المطاعم، والصواب أن يتم تكثيف الحملات على المطاعم للتأكد من التزامها بالشروط الصحية المطلوبة».

وأضاف أن «العبوات البلاستيكية تنتشر بكثافة في معظم المطاعم، خصوصا في المناطق الصناعية في مدينة العين من دون رقابة، وفي أكثر من مناسبة لا أقبل تناول الشاي في حال كان في كوب بلاستيكي، على الرغم من أن بعض أصدقائي سخروا مني بسبب حرصي على سلامة صحتي».

وأكد أن «الحملات التي يقوم بها الجهاز غير كافية ولم تؤد الى منع ظاهرة استخدام العبوات البلاستكية، بسبب ثقة أصحاب المطاعم في عدم شمولهم بالعقوبات التي قررها جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، وهناك أشياء أخرى تستحق المتابعة، خصوصاً التزام العاملين في المطاعم بارتداء القفازات وغطاء الرأس أثناء العمل في إعداد الطعام والمشروبات» .

وقال المواطن (أبوخالد)، إن كثيراً من دول العالم بدأت في منع استخدام هذه العبوات بغض النظر عن نوعها، حفاظاً على صحة سكانها، وهذا المنطق يجب أن يحرص جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية على العمل به. وأيده المواطن (محمد.ح)، مؤكداً أن بعض أصحاب المطاعم يعطون لأنفسهم الحق في اختيار العبوات في المطاعم، ولذا يتعين على جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية تشديد الحملات، في أوقات مختلفة، لضبط المخالفين وفرض غرامات عليهم على الفور. وذكر (خالد.ح) أن هناك الكثير من البدائل للعبوات البلاستيكية، ولذا يتعين تعريف أصحاب المطاعم بها، لوقف استخدامها مع مرور الوقت.

وأوضح مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، محمد جلال الريايسة، أن الجهاز أصدر تعميماً يفيد بمنع استخدام الأكواب والعبوات البلاستيكية التي لا تتحمل درجات الحرارة المرتفعة في تعبئة الأطعمة والمشروبات الساخنة، وتلتزم المنشآت الغذائية بهذا التعميم، ويتم فرض غرامات على من يخالفه، مؤكداً حرص الجهاز على صحة السكان كافة في الإمارة. وذكر أن «الجهاز حريص على وضع خطط رقابية متناسقة ومتوالية من أجل ضمان توفير الغذاء السليم للمستهلكين في إمارة أبوظبي.

وينفذ الجهاز حملات تفتيشية موسعة على مستوى الأسواق المحلية في إمارة أبوظبي عموماً في كل النواحي المنوطة بالجهاز مراقبتها، مثل البقالات والملاحم والمطاعم والكافتيريات ومحال الخضراوات وأسواق الأسماك، للتأكد من استخدام عمال المطاعم القفازات وأغطية الرأس، والتعرف الى مدى التزامها بالشروط الصحية، إضافة إلى اتخاذ الاجراءات المناسبة ضد الجهات المخالفة للمواصفات والشروط التي وضعها الجهاز خلال الزيارات المفاجئة لهذه المؤسسات الغذائية».

وتابع أن «الجهاز يتابع ما يحدث في العالم، خصوصاً في الدول المتقدمة أولاً بأول، وفي حال اكتشف وجود خطورة في التعامل مع أي نوع من هذه العبوات، سيمنع استخدامها على الفور».

تويتر