« طبية رأس الخيمة »: ندرك أهمية التخصص.. لكن لا توجد شواغر حالياً

مواطنات خريجات «الأغذية»يطالبن بتوفير فرص عمل

«طبية رأس الخيمة» تسعى إلى الاستفادة من خريجات كلية الأغذية والزراعة. الإمارات اليوم

شكت مواطنات خريجات كلية الأغذية والزراعة، في جامعة الإمارات، عدم حصولهن على فرص عمل تتواءم مع تخصصهن الأكاديمي، في القطاعين العام أو الخاص، مشيرات إلى أن كل محاولاتهن في العثور على وظيفة، باءت بالفشل، مطالبات بتوفير فرص عمل لهن تمكنهن من ردّ الجميل إلى الوطن، وتساعدهن على مواجهة متطلبات الحياة.

وقلن لـ«الإمارات اليوم»، إن «كثيراً من المسؤولين في الجهات المختلفة مازالوا لا يدركون أهمية تخصصهن، الأمر الذي أصاب بعضهن بالإحباط، ودفع أخريات إلى البحث عن أي وظيفة بعيدة عن مجال تخصصهن».

من جانبه، أكد مدير منطقة رأس الخيمة الطبية، الدكتور ياسر عيسى النعيمي، أهمية التخصص الأكاديمي في مجال الأغذية، خصوصاً أنه يعد من التخصصات المهمة، ويمثل عاملاً مساعداً في علاج العديد من الأمراض المنتشرة، مؤكداً أن «المشكلة التي تواجهنا حالياً هي عدم توافر شواغر، وهذه المعضلة تقف حجر عثرة أمام الاستفادة من هذه الكوادر المواطنة».

وتفصيلاً، قالت سمية جابر بوميان، «بالنسبة إليّ شخصياً، فقد عيل صبري وأنا أرزح تحت وطأة الإحباط الناجمة عن البطالة التي استمرت زهاء ثلاث سنوات من غير أن تلوح في الأفق بارقة أمل بالحصول على شاغر وظيفي يحقق طموحاتي».

وأضافت «مثل غيري من خريجات التغذية سعيت بخطى حثيثة بحثاً عن شاغر يمهد الطريق أمامي للحصول على وظيفة، وإفادة المجتمع بما درسته في الجامعة، لكن محاولاتي كانت دائماً مصيرها الفشل»، مطالبة بضرورة توفير فرص عمل في مجال تخصصهن، أو إلغاء هذا التخصص طالما لا توجد وظائف للخريجين.

وقالت حصة خليفة النعيمي، «من خلال رحلة البحث الطويلة عن فرصة عمل ملائمة لتخصصنا، اكتشفنا أن كثيراً من المسؤولين مازالوا لا يدركون أهمية تخصص علوم الأغذية، وجاء ردهم سلبياً، ما أصابنا بالإحباط». لافتة إلى أن بعض خريجات كلية الأغذية والزراعة، يئسن من العثور على فرصة عمل في هذا التخصص، وبدأن في البحث عن فرص عمل في جهات أخرى ليست لها علاقة بتخصصهن الأكاديمي.

وأضافت أن ما تطالب به خريجات الأغذية لم يقتصر على شواغر وظيفية لهن فحسب، بل أيضاً مطالبة المجتمع بالاعتراف بتخصصهن الأكاديمي الذي تعتبره الدول المتقدمة غاية في الأهمية.

وتابعت النعيمي التي تخرجت العام الماضي، في جامعة الإمارات، تخصص التغذية، «طرقت كل الأبواب بحثاً عن وظيفة أخصائية أغذية، ولم يكن حظي أفضل من حظ زميلاتي، فقد كان الاعتذار هو الرد المألوف لجميع محاولات بحثي الدؤوب عن الوظيفة، وعندما أصابني الإحباط، بدأت في البحث عن عمل في مجال آخر»، مؤكدة انه «مازال عندي أمل بإيجاد وظيفة في مجال تخصصي الأكاديمي».

وذكرت إحدى خريجات كلية الأغذية والزراعة، فضلت عدم ذكر اسمها، أنها عندما التحقت بجامعة الإمارات قررت دراسة تخصص الأغذية، وكانت مشحونة بالأمل في الحصول على وظيفة أخصائية تغذية في القطاع الصحي برأس الخيمة من غير انتظار طويل.

وأوضحت أن «هذه القناعة كانت نابعة من معرفتي بأن إدارة منطقة رأس الخيمة الطبية تضم العديد من المرافق الصحية مثل المستشفيات والمراكز الصحية يصل عددها إلى 17 مرفقاً صحياً، تتوزع في كل المناطق، لكن المفاجأة التي أذهلتني، ردّ المنطقة الطبية، ومفاده عدم توافر شواغر لاستيعاب الخريجات، وهو ما اضطر بعضنا إلى الالتحاق بدراسات مهنية من شأنها أن تبعث الأمل بالحصول على فرص عمل في مواقع أخرى، لكنها بالطبع لا علاقة لها بتخصصنا الأكاديمي الذي حصلنا عليه في الجامعة».

وقالت شمسة البلوشي إنها تخرجت في الجامعة عام ،2003 تخصص أغذية، ولها تجربة مريرة في رحلة البحث عن عمل في قسم الأغذية التابع للمنطقة الطبية، موضحة أنه حينما تحصل إحدى خريجات كلية الأغذية والزراعة على فرصة عمل فإن ممارسة المهنة تكون مصحوبة بالإحباط، لأن النظرة للتخصص تنطلق من عدم القناعة بأهميته.

وتابعت «لي تجربة في ممارسة المهنة، إذ عملت فترة طويلة في عيادة الأغذية بمستشفى رأس الخيمة، من غير أن يكون هناك من يسأل عن أدائنا، ولا حتى تقارير عملي، بل لم يكن في عيادتي ميزان قياس الأوزان، وهو من ضروريات العمل، لذلك فضلت الاستقالة بعد ست سنوات من الالتحاق بالوظيفة، واتجهت إلى العمل الخاص.

وأكدت أن «من واقع تجربتي في الوظيفة، فإن الأغذية ضرورية جداً، وتلعب دوراً وقائياً وعلاجياً مكملاً لكثير من الأمراض، مثل السكري وضغط الدم والكلى، لذلك يحتل هذا التخصص في أميركا المرتبة الثانية بعد الطب، بينما يتساوى هذا التخصص هنا بـ(الفراشين)».

وأضافت «قبل مغادرتي الوظيفة في المستشفى كان يتردد على عيادة الأغذية أكثر من 4000 مراجع، لذلك يحدوني الأمل بالعودة إليهم متى تحسنت النظرة لتخصص الأغذية».

في المقابل، أكد مدير منطقة رأس الخيمة الطبية، الدكتور ياسر عيسى النعيمي، أهمية تخصص أغذية، محوراً مهماً في العلاج، لافتاً إلى أن «المواطنات الحاصلات على شهادات جامعية في هذا التخصص يشكلن عاملاً مساعداً للجهود الصحية بشقيها العلاجي والوقائي، خصوصاً في هذا الوقت الذي يشهد ازدياد حالات الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل السكري وضغط الدم وغيرهما من الأمراض».

وأضاف «لذلك نبذل قصارى جهدنا، للاستفادة من الكوادر المواطنة المتخصصة في مجال الأغذية بالمرافق الصحية».

وأكد أن عدم توافر شواغر، في هذا الوقت، يقف حجر عثرة أمام تحقيق تلك الطموحات.

وتابع النعيمي أن «جهودنا مستمرة ولن تتوقف من أجل الاستفادة من خبرات خريجات التغذية بالصورة المناسبة»، آملاً بأن تكلل الجهود المبذولة حالياً بالنجاح، وتخطى هذه المشكلة بإيجاد فرص عمل مناسبة لخريجات كلية الأغذية والزراعة، وتوظيف خبراتهن في خدمة المرضى.

تويتر